أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 30th September,2001 العدد:10594الطبعةالاولـي الأحد 13 ,رجب 1422

القرية الالكترونية

حديث الشبكة
أيها الآباء: تعلموا!
خالد أبا الحسن
انتظرت موسم العودة للمدارس كي أوجه رسالة ود ومحبة إلى الأحبة أولياء أمورالطلاب فغير خاف على متابع أن مدارسنا لم تعد كما كانت في السابق.
فقد كشف النقاب يومي الأربعاء والخميس الموافقين ل1112 من جمادى الآخرة عن قرارين مهمين سيكون لتطبيقهما أبلغ الأثر في تغيير وجه العملية التعليمية برمتها.
فقد أعلن معالي وزير المعارف عام 14231424ه موعدا لإدخال الحاسب الآلي في المدارس الابتدائية.
بينما كشفت صحيفة الوطن عن توجيه أمين عام اللجنة العليا لسياسة التعليم برئاسة تعليم البنات بتاريخ 14/3/1422ه بإجراء دراسة إقرار مادتي الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة.
ولا ينبغي أن يمر إعلان هذه القرارات على معلماتنا ومعلمينا دونما اهتمام، بل الأمر يقتضي تغييرا جذريا في موقفنا كأفراد من الحاسب الآلي.
ليس شرطا أن يتخصص المرء في الحاسب الآلي كي يهتم به.
وليس ضربة لازم أن يكون المعلم مدرسا للحاسوب كي يعود لمقاعد الدراسة بسبب مثل هذه القرارات.
حياتنا أصبحت مرتبطة بشكل وثيق بالحاسب الآلي، شئنا أم أبينا،
لينظر أحدنا حوله، بل في جيبه، وسيرى الكثير مما له علاقة بالحاسب الآلي:
بطاقاتك أصبحت ممغنطة كي يقرأها الحاسب الآلي، جواز سفرك معد للتعامل مباشرة مع الحاسب الآلي ريالاتك يصممها ويطبعها الحاسب الآلي وتسحبها من حاسب آلي، وأصدقك القول أنك ستنفق منها عاجلا أو آجلا لشراء الحاسب الآلي.
ماذا ستفعل أيها الأب أو أنت أيتها الأم حين يطلب أحد الأبناء مساعدتكما في ما يتعلق بالحاسب الآلي؟ لن يستمر المدرس الخصوصي مخلصا لكما.
ولن يكون صرف المال المهرب الوحيد دائما.
فالأمر سينتقل إلى ممارسة مسؤولياتكما في العناية بأبنائكما والتأكد من عدم عبثهم أو انتهاكهم لقواعد الاستخدام الصحيح لهذه الأداة المفيدة والخطيرة في ذات الوقت.
القصة التالية مثال على آثار التسويف:
سمع والد الطفل كريس جرس الباب يرن فتوجه إليه ليجد مجموعة من رجال الأمن ومكتب التحقيقات الفيدرالي الذين طلبوا منه دعوة ابنه كريس لأنه سيواجه تهمة اختراق أحد المواقع والعبث بمحتوياتها كاد الأب أن يقع مغشيا عليه من الجزع أيحصل كل هذا وأنا لا أعلم فدعا ابنه الذي تغير وجهه وعرف تماما ما كان يحدث ومضى من غير مقاومة وبعد فترة تم إطلاق سراح هذا الطفل بتعهد من والده بمنعه من فتح المجال له للعبث بالحاسب الآلي دون رعاية مباشرة منه.
وبطبيعة الحال كان على الأب أن يبدأ في تعلم ما لا يعرف كي يحسن أداء دوره.
مثل هذه البرامج التي استخدمها ذلك الطفل موجودة على الإنترنت ويمكن لأي شخص الحصول عليها مثل هذه المواقف قدلا تحدث كثيرا لكنها مثال لما نغفل عنه لا أقول أن أبناءنا سيصبحون مخترقي أنظمة وعرضة لانتهاك قواعد الاستخدام الصحيح لكن الذي أود قوله إنه ينبغي أن يكون لدينا أقل حد من المعرفة وأن لاتستمر أميتنا في تكبيلنا.
فأولياء الأمور مطالبون بالقيام بمهامهم في رعاية شؤون أبنائهم وسيكون عليهم معرفة الحاسبات ليتمكنوا من أداء ذلك الدور بيسر.
ولن أعزف على وتر الهاجس الأمني الإلكتروني لأنه ليس الوحيد ولا الأهم.
إذ إن هناك جوانب لا يتسع المجال لذكرها ولعل مقالة تخصص لهذا الغرض تبسط القول في هذا.
إنما ينبغي أن نعرف كيف نساعد أبناءنا على الإفادة من الحاسوب وحسن التعامل معه.
سيكون علينا اقتناء أجهزة لهم وسيكون علينا شراء برامج ومكونات أساسية للأجهزة.
فهل سنستمر في الدفع دونما فقه أو معرفة؟ هل سنحظى بناصح أمين في كل مرة نقف حائرين أمام العروض البراقة والمطالبات المستمرة من أبنائنا؟ يسوءني كثيرا أن تكون قراراتنا الشخصية ردود أفعال وحسب.
بل لابد أن نتخذ قرار المبادرة فقبل أن يفرض الحاسب الآلي نفسه واقعا ربما يكون مريرا ولا نستطيع تجرعه.
ينبغي أن نبادر لتعلمه وإتقانه قدر استطاعتنا كي نعد أنفسنا لما هو آت قبل أن يحل بنا ولا مفر.
وأقولها صادقا: سيأتي اليوم الذي لايجد المرء فيه مفرا من تعلم الحاسب وسنرى الحاسب قطعة من أثاث البيت الذي لاغنى لأحد عن اقتنائه. فهو لم يعد من الكماليات.
saudis@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved