أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 30th September,2001 العدد:10594الطبعةالاولـي الأحد 13 ,رجب 1422

محليــات

منظمة الصحة العالمية ..
النشأة والأهداف والإستراتيجيات
في أعقاب الحرب العالمية الثانية، بدأ العمل الجاد لإقامة منظمة الصحة العالمية على أساس ان الصحة هي حالة من اكتمال المعافاة بدنيا ونفسيا واجتماعيا، لا مجرد انتفاء المرض أو العجز، وقامت منظمة الصحة العالمية في السابع من نيسان/ابريل 1948م، وكان من بين الدول المؤسسة لها ست دول من منطقتنا الجغرافية، هي الأردن، وجمهورية إيران الإسلامية، والجمهورية العربية السورية، والعراق، ومصر والمملكة العربية السعودية، وحدد دستور المنظمة الوليدة هدفاً ينبغي ان يسعى العالم إلى بلوغه ألا وهو: ان تبلغ جميع الشعوب أرفع مستوى صحي ممكن، ولايزال هذا الهدف هو النبراس الذي تستهدي به بلدان العالم، شعوباً وحكومات.
لقد كان واضحاً منذ نشأة المنظمة ان الإدارة المركزية مهما كان إحكامها لا تستطيع ان توجه القدر الكافي من العناية والاهتمام بالأحوال الصحية بدرجة متساوية على الصعيد العالمي، ولذلك فقد اتفق منذ البداية على انه يمكن بموافقة اغلبية الدول الأعضاء التي تقع في منطقة جغرافية معينة، اقامة منظمة اقليمية لتلبية احتياجات تلك المنطقة، وتتكون كل منظمة اقليمية من لجنة اقليمية ومكتب اقليمي وهكذا انشئت في المناطق الجغرافية بالعالم ست منظمات اقليمية احداها في اقليم شرق المتوسط، ويتكون بنيان منظمة الصحة العالمية من هذه المنظمات الاقليمية الست، إضافة إلى المقر الرئيسي للمنظمة في جنيف بسويسرا.
وبعد أحداث متوالية من الاستقلال السياسي والاندماج والانقسام وغير ذلك من التطورات التاريخية والجغرافية التي وقعت في اقليمنا عبر العقود الخمسة الماضية، اصبح اقليم شرق المتوسط يتكون الآن من اثنين وعشرين بلدا، هي بالإضافة إلى البلدان الستة المؤسسة التي سبق ذكرها: أفغانستان، والإمارات العربية المتحدة، وباكستان، والبحرين، وتونس، والجماهيرية العربية الليبية، والجمهورية اليمنية، وجيبوتي، والسودان، والصومال، وعمان، وقبرص، وقطر والكويت، ولبنان، والمغرب، كما تحظى فلسطين في الوقت الحاضر بصفة العضو في اللجنة الاقليمية.
وتتكون اللجنة الاقليمية لشرق المتوسط من ممثلين للدول الأعضاء في هذا الاقليم، هم عادة وزراء الصحة في تلك البلدان، أو من ينيبونهم من كبار المسؤولين.
وظائف اللجنة الاقليمية:
1 وضع السياسات المتعلقة بالمسائل ذات الطابع الاقليمي الخاص.
2 الإشراف على أنشطة المكتب الاقليمي.
3 التعاون مع اللجان الاقليمية المناظرة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الاقليمية الدولية.
4 مناقشة واعتماد برامج وميزانيات المشروعات التعاونية التي تشترك المنظمة مع الدول الأعضاء في تخطيطها وتنفيذها.
5 أي وظائف أخرى قد تفوض إلى اللجنة الاقليمية من قبل جمعية الصحة العالمية أو المجلس التنفيذي للمنظمة أو المدير العام.
أما المكتب الاقليمي فهو الجهاز الإداري للجنة الاقليمية، وهو يخضع لسلطة المدير الاقليمي ويقوم بتعيينه المجلس التنفيذي للمنظمة، والمدير الاقليمي الحالي للمنظمة هو الدكتور حسين عبدالرزاق الجزائري، ويعين موظفو المكتب الاقليمي، وفقا للاحتياجات الفعلية للبرامج من التخصصات والأيدي العاملة، على نحو يحدد بالاتفاق بين المدير العام والمدير الاقليمي.
وتتنوع طبيعة برامج التعاون بين المنظمة والدول الأعضاء ومداها وأهدافها مع اختلاف المشكلات الصحية الملحة من بلد إلى آخر، وإن كانت البرامج جميعها تصاغ وتعتمد وتنفذ في إطار الهيكل العام لسياسة منظمة الصحة العالمية التي ترسمها بلدان العالم مجتمعة في جمعية الصحة العالمية التي تنعقد لهذا الغرض مرة في كل عام بالمقر الرئيسي للمنظمة.
ولقد أتاحت هذه الشبكة التعاونية المحكمة التي تربط ما بين المنظمة والدول الأعضاء وبين الوكالات الدولية والمنظمات غير الحكومية ذات الصلة بقضايا الصحة والتنمية، تحقيق إنجازات هائلة على الصعيد العالمي، وفي اقليمنا بصفة خاصة، قفزت بمستوى معيشة الإنسان، وجودة حياته، وعافيته، خلال السنوات الخمسين الماضية، على نحو لم يسبق للإنسان ان شهده من قبل.
فقد اتخذ المكتب الاقليمي لشرق المتوسط عدداً من المبادرات الناجحة الهادفة إلى تعزيز التنمية الصحية في بلدان الاقليم، ومن هذه المبادرات، مبادرة تلبية الاحتياجات التنموية الأساسية التي تهدف إلى تمكين مجتمعات المناطق النائية والمحرومة من الخدمات من تحديد احتياجاتها الانمائية بنفسها ومن التعاون على تحقيقها.
وقد اختبرت هذه المبادرة أول الأمر في الصومال، التي هي من اقل بلدان الاقليم نموا، وحققت فيها نجاحا شجع على تطبيقها في أكثر من نصف الدول الأعضاء في الاقليم، ومن مبادرات المكتب الاقليمي الناجحة مشاريع المدن والقرى والمجتمعات الصحية التي تستهدف تعزيز صحة الناس بتهيئة ظروف الحياة الصحية لهم، وتمكينهم من المشاركة في تحسين صحتهم.
ويعمل المكتب الاقليمي على استئصال شلل الأطفال، ويشن حملة واسعة النطاق ضد الملاريا، في إطار مبادرة دحر الملاريا، كما انه اتخذ استراتيجية جديدة لمكافحة السل من خلال المعالجة القصيرة الأمد تحت الإشراف المباشر، ويتصدى المكتب للعديد من المشكلات الصحية، والتي منها الصحة الانجابية والتغذية، ويتعاون مع البلدان على مكافحة عوز اليود أو الفيتامين «أ»، ومن الإنجازات العالمية لمنظمة الصحة العالمية تناقص وقوعات الأمراض المعدية في كثير من البلدان، واستئصال الجدري منذ عام 1978م وقد أدت مكافحة أمراض الطفولة كالحصبة وشلل الأطفال والخناق «الدفتريا» والوقاية منها إلى الحد كثيراً من مراضة الطفولة ووفياتها.
وفي إطار تعزيز صحة سكان الاقليم يتعاون المكتب الاقليمي مع بلدان العالم على معالجة المشكلات الصحية المرتبطة بأنماط الحياة، ومن هذه المشكلات الصحية الأمراض القلبية الوعائية، والسمنة، كما يعنى بمكافحة الحوادث، والتدخين، ومعاقرة المخدرات والمسكرات، وما إلى ذلك، كما يولي المكتب اهتماماً متزايداً للصحة النفسية.
ويقوم المكتب بتوفير التدريب اللازم للعاملين الصحيين على جميع المستويات من خلال المنح والدورات والحلقات الدراسية، وعن طريق تعزيز مؤسسات التدريب الوطنية، كما يسعى المكتب من خلال برنامجه العربي إلى سد النقص الشديد في المواد الطبية والصحية والتعليمية باللغة العربية.
وحرصاً من المنظمة على تلبية الاحتياجات الصحية وتحسين عمليات التخطيط للرعاية الصحية وبرمجتها فإنها تقوم بانتظام بمراجعة تعاونها مع بلدان الاقليم من خلال البعثات المشتركة لمراجعة البرامج.
التخطيط والتطوير الصحي
نظراً لما للتخطيط المدروس والسليم من أهمية في تطوير كافة المرافق التابعة للوزارة للارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدمها، فقد أولت الوزارة اهتماماً كبيراً بالتخطيط المبني على الأسس العلمية والاحتياجات الفعلية وكثفت جهودها في هذا المجال سعياً منها نحو رسم سياسة مفصلة وواضحة لتوفير الخدمات الصحية للمواطنين في شكل برامج ومشاريع تستهدف رفع مستواهم الصحي، ومن أبرز الخطط التي أنجزتها الوزارة في هذا الصدد ما يلي:
1 الاستراتيجية الصحية لوزارة الصحة:
تم تشكيل لجنة لمراجعة ما تم انجازه من دراسات سابقة وخطط خمسية ومراجع علمية من أجل إعداد استراتيجية صحية وافية مبنية على أسس واقعية يعتمد عليها للسنوات الخمس والعشرين القادمة تتماشى مع الاستراتيجيات الوطنية للمملكة وتغطي أهداف التنمية الصحية خلال الفترات القادمة.
2 إعداد مشروع نظام الضمان الصحي التعاوني:
بالتعاون مع هيئة الخبراء تم إعداد مشروع نظام الضمان الصحي التعاوني بعد ان اكتملت مراحل الدراسات الشاملة لاستطلاع مرئيات الجهات ذات العلاقة، لتغطية المقيمين بالمملكة بالرعاية الصحية بأسلوب يتميز بالتكافل بين أصحاب الأعمال والعاملين لديهم على ان يطبق على السعوديين كمرحلة ثانية، ويهدف إلى:
* إحداث رافد جوهري لتمويل الخدمات الصحية.
* إزالة العبء الذي تتحمله الخدمات الصحية الحكومية.
* إشراك القطاع الخاص في توفير الرعاية الصحية.
3 توفير الصحة للجميع في القرن الحادي والعشرين.


أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved