|
| تحقيقات
تحقيق مريم شرف الدين
استطاعت المملكة ان تؤكد وجودها ومكانتها.. بعد ان اصبحت بناء شامخاً يتفاخر به الاجيال قام بالمثابرة والتخطيط الجاد واعداد مايتناسب منه مع متطلبات المواطن ومواكبة معطيات العصر ومتطلبات الحضارة.
دولة جعلت من التعليم القاعدة الاساسية في عملية هذا البناء وجعل النصيب الاكبر له من اجل تحقيق مقاصد الدولة.
ومع مظاهر التحولات واهتمام الدولة بانسان هذا الوطن وعدم تجاهل الدولة لمكانة المرأة السعودية وعدم محاولة تهميش وجودها.. واعطائها الادوار التي تليق بمكانتها التي كرمها بها الاسلام.. اردنا التوقف على مشارف الذكرى ال71 ليومنا الوطني.. ونتساءل بعد هذه المرحلة من الزمن.. عن هذا الوجود وظهور المرأة السعودية كقوة عمل فاعلة تملك الكثير من المقدرات التي مكنتها من المساهمة في دعم خطط التنمية؟
ايضا كيف باستطاعتنا الاستفادة من هذه الطاقات سواء كانت على رأس العمل او على وشك الالتحاق.. بالصورة التي تساعد على تحقيق مقاصد الدولة وبما يتناسب واحتياجاتها القادمة والخطط المستقبلية وماهي تطلعاتنا للادوار و المسؤوليات التي سوف تتقلدها المرأة السعودية خلال المرحلة القادمة؟ وبماذا نطالبها حتى تكون اهلاً لهذه المسؤولية من اجل المحافظة على المكانة التي اعزها بها الاسلام واحاطتها بها الدولة في هذه البلاد؟
يشاركنا في الإجابة عن هذه الأسئلة عدد من الضيوف وهم:
صاحب السمو الملكي الأمير سيف الاسلام بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود، الشيخ محمد بن ابراهيم البراهيم، د. تركي العطيان، الاستاذ المساعد في علم النفس بقسم الدراسات الاجتماعية بكلية الملك فهد الامنية، د. رفيدة بنت حسين خاشقجي عميدة قسم الطالبات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، د. إلهام نقشبندي وكيلة كلية الطب والعلوم الطبية، د. وفاء فقيه الاستاذ المساعد بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة واستشارية امراض النساء والولادة، الاستاذة عفاف الياور رئيسة شعبة التدريب التربوي والابتعاث بالرئاسة العامة لتعليم البنات بجدة والمشرفة على مركز التدريب العام، والاستاذة ليلى طيب مديرة مركز تدريب معلمات رياض الاطفال بجدة:
بداية تحدث صاحب السمو الملكي الأمير سيف الاسلام بن سعود وقال:
ان اي مجتمع يتكون من الذكور والاناث وهما وان اختلفا في الطبيعة البيولوجية.. الا انهما يتكاملان في وظيفة الاستخلاف التي امر سبحانه وتعالى الانسان ان يقوم بنوعية هذه الوظيفة خير قيام.
ويشير هنا الى المراحل التي مرت بها المرأة على مستوى الجزيرة العربية وكما تعلم المرأة في الجزيرة العربية قد مرت بفترات طويلة بعد الاسلام وغُيب فيها قدراتها التي تحددها طبيعتها النفسية والبيولوجية من ان تشارك في صنع المجتمع تشكله البسيط القديم، والاشارة من ناحية أخرى الى التحولات التي حدثت بعد توحيد المملكة العربية السعودية واشعلت اوار البركان التنويري والتعليمي وبدء مرحلة جديدة للنهوض بقدرات الامة وماكان له من دور في وجود المرأة كقوة عمل فاعلة يقودها في هذا قدراتها التعليمية والفكرية والثقافية التي حصلت عليها منذ التوحيد وحتى الآن.
ومن هذا المنطلق كان لابد من اعادة تقييم دور المرأة السعودية واكتشاف إمكانات العطاء الى جانب الجنس الآخر.. ولا يمكن تصور نجاح خطط التنمية المختلفة من دون مساهمة المرأة في القطاعات التي تناسب طبيعتها الانثوية وتتناسب مع طبيعة مجتمعها والاطار الثقافي الذي يحدد فعلها ومشاركتها.
دور أساسي
أما.. الشيخ محمد بن إبراهيم البراهيم:
فأكد من جانبه انه ليس من السهل الحديث عن دور المرأة في هذه العجالة لانه وعلى مدى التاريخ كان للمرأة دور كبير واساسي في المجتمع، فهي قبل كل شيء الأم مربية الاجيال ومدرستها.. وهي الزوجة شريكة حياة الزوج والوجه المضيء له «النساء شقائق الرجال» وهي كذلك الاخت الحنون التي تبقى الملاذ للتخفيف عن أي ضائقة تعم على أخيها.
واوضح كيف ان المرأة السعودية اثبتت نجاحها في تخطي جميع العقبات وكان لها دور مهم في مجتمعها، لانها هي من وهبت هذا الوطن الرجال الذين ارتكزت على عواتقهم قواعد هذا الوطن والارتقاء بمكانته.
والاشارة في هذا السياق الى بعض النماذج التي كانت لها بصمة واضحة من هذا الوطن.
وهناك نماذج كثيرة لا يتسع المجال لذكرها ومثلا عندما يعتز الملك عبدالعزيز رحمه الله بأخته صاحبة السمو الملكي الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ويردد دائما «أخو نورة» فان ذلك يدل على المكانة الكبيرة التي تقلدتها سموها في حياته.. ودليل آخر على اهمية دور المرأة وقيمتها ومكانتها.
عنصر مشارك
د. تركي العطيان الاستاذ المساعد لعلم النفس بقسم الدراسات الاجتماعية كلية الملك فهد الامنية قال من جانبه:
المرأة السعودية وفي رأيي المتواضع شاركت ومازالت تشارك في تنفيذ خطط التنمية ولكن بدور محدود اذا اخذنا في الحسبان بعض العادات والتقاليد التي تحكم او تحد من اظهار مالديها من خبرات وطاقات.
ويمكن للمرأة السعودية ان تشارك بدور أكثر شمولية واكثر مصداقية بزيادة اكثر مما هي عليه مشاركتها الحالية المتمثلة في الامور التربوية في مهنة التدريس او الاشراف التربوي او حتى التوجيه التربوي ومالها من باع ودور نشط في المجال الطبي سواء على مستوى التخصص في التطبيب او التمريض او حتى المجال المخبري وهي تقف جنباً الى جنب مع الرجل في مزاولة هذه الانشطة المهنية الحساسة والتي تحتاج إليها طبقة كبيرة من نساء المجتمع.
كما لا يخفى علينا دورها الفعلي والملموس في النشاط المصرفي فالكثيرات منهن يعملن الآن في البنوك واصبح لهن القدرة على خدمة شريحة كبيرة من النساء اللواتي يتعاملن مع هذا القطاع. نساء كن في حاجة ماسة للوقوف وجهاً لوجه. المرأة البنكية «موظفة بنك» للتعامل مع امورها المالية سواء شخصية او تجارية والبعد عن الوسيط الرجال للتخلص عمن ينوب للقيام بهذه الأمور البنكية لها.
وبالتالي فان المرأة من وجهة نظري كشريكة للرجل في دعم خطط التنمية في دولتنا الغالية لم تأخذ وضعها الطبيعي المفترض وذلك يعود للتقاليد والعادات الاجتماعية فقط، ولكن نجد ان جملة من هذه العادات والتقاليد ليس للدين دخل فيها، فمتى ما امنت الفتنة وروعيت الحرمة الشرعية «بعدم الاختلاط او التبرج.. الخ» فسيكون للمرأة السعودية كأي امرأة اخرى في العالم شأن كبير ودور فعال.
لان العزيمة والقدرة موجودتان ورأينا نساء سعوديات تقلدن دوراً قيادياً في هيئة الامم المتحدة ووجود معالي د. ثريا عبيد المدير التنفيذي لصندوق الامم المتحدة للسكان ووكيل الامين العام للامم المتحدة ولعل وجود د. ثريا في هذه المنظمة العالمية دليل قاطع على ريادة المرأة السعودية داخلياً وخارجياً .فقط متى ما اعطيت الفرصة فستنتج وتعمل في ظل الانظمة والتعليمات الشرعية والاجتماعية وكذلك فيما يخص الدولة من نظم ومما لايجعل دورها مقدراً وجهدها لم ينتقص منه هو تعيين منصب وكيل للرئيس العام بقيادة امرأة سعودية وعلى مستوى المملكة.
ولعلنا رأينا مشاركة المرأة في الجمعيات الخيرية وكذلك ماينتج عنها من اسواق خيرية تنظم وتدير وتخطط لأجل النجاح. ماقمن به من اجل القدس وكذلك المساعدات لمتضرري جيزان من حمى الوادي المتصدع، وهذه امثلة بسيطة للقدرة الكامنة لدى المرأة السعودية.
ان قدرات المرأة وطاقتها لم تستغل بعد بالشكل الذي يجعلها تقدم الكثير من ذلك وكيف ان الدولة حفظها الله من خلال ماذكر تسعى من اجل المحافظة على كرامة وحرية المرأة الشرعية التي كفلها لها الاسلام وبدأت بفتح الابواب امامها والاخذ في الحسبان طبيعة المرأة السعودية والمجتمع السعودي.
وهذا مما جعلها تؤكد على نجاحها في كل ما انيط اليها من عمل رغم محدوديته وضعفه والسبب في ذلك يعود كما اسلفت للعادات والتقاليد ولكن كيف ترى المرأة نفسها بعد هذه الحقبة الزمنية.
قفزة هائلة
د. رفيدة بنت حسين خاشقجي عميدة قسم الطالبات جامعة الملك عبدالعزيز بجدة:
اكدت من جانبها ان المرأة اثبتت بعد كل هذه السنوات انها قادرة وبكل كفاءة على العمل في جميع المجالات المتاحة لها حسب ماتقتضيه تعاليم الشريعة الاسلامية وان ماحدث للمرأة السعودية يعتبر قفزة هائلة من التطور تشهد عليها خطوات نهضة المرأة السعودية وماكانت عليه واصبحت عليه بعد ان اتاحت لها حكومتنا الرشيدة كل الامكانات ووفرت لها جميع فرص التعليم والعمل في القطاعين الاهلي والحكومي.
والدليل على ذلك سعودة العديد من الوظائف التي شغرتها بنات الوطن خصوصاً على الصعيد الاداري في الجامعات والمدارس وغيرها من المؤسسات الأخرى.
مقومات الظهور
كما تشاركنا د. إلهام نقشبندي وكيلة كلية الطب و العلوم الطبيعية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة وتقول:ان وجود المرأة او ظهورها كقوة عمل فاعلة في هذه البلاد ارتبط ارتباطاً وثيقاً بنور الاسلام الذي منح المرأة الكثير من النعم، واحاطته لها بالرعاية الكاملة التي اشعرتها بانسانيتها وقيمتها الحقيقية في هذا المجتمع وجعل لها اهليتها ومنحها الحقوق وألبسها ثوب العزة والكرامة وكل هذه العوامل هي التي مكنتها وجعلتها من ان تكون لها القدرة للقيام اولاً.. ببناء أجيال مسلمة رشيدة تعتز بدينها ولها القدرة على القيام بمسؤوليتها و تفخر بما قدمته للاسلام وكانت هي وراء هؤلاء العظام الذين ملأوا الارض بالعدل والحكمة.
ارتفع الاسلام بالمرأة وفق ضمانات تشريعية قادتها الى طريق المجد والفطنة وهذا الاصلاح العظيم وباعتبار ان التشريع الاسلامي والمملكة العربية السعودية ارتكزت قواعدها على منهاج هذا الدين وارتباطها الوثيق به من خلال وجود المقدسات الاسلامية في قلب هذه البلاد فاعتقد بأن المرأة السعودية لم تكن سوى حفيدة للمسلمات الاوائل التي مكنتها من ان تكون لها القدرة على القيام اولا ببناء اجيال مسلمة رشيدة تعتز بدينها وتفخر بما قدمته لدينها الاسلامي.
والمرأة السعودية ليست سوى حفيدة المسلمات الاوائل.
ومن خلال المصالح التشريعية والتعليمية والمصالح الاجتماعية والمصالح الانسانية والتربوية والمكانة التي كرم الاسلام بها المرأة واستطاعت المملكة العربية المحافظة عليها طوال هذه السنوات وتمكنت من احاطة المرأة بها ورسمت لها المسار الصحيح ومنحتها العديد من المقومات التي اضافت لها ادواراً جديدة اضافة الى دورها كمربية وام ساهمت في تربية الاجيال، ومن خلال عطاء الدولة.. توفر لها المناخ المناسب والتربية الخصبة للالتحاق بمجال التعليم الذي بدأ في عام 1333ه واستمرار هذا التطور حتى اوصلتها الى التعليم الجامعي الذي سار وفق الخطط التي رسمها خادم الحرمين الشريفين الذي عمل على تذليل كافة الصعوبات لايجاد قاعدة تعليمية متزنة تقوم على اسس قوية وراسخة آفاقاً غير محدودة جعلت المرأة تنهل منها كانت البداية في جامعتي الملك سعود في الرياض وجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
هذه الاجواء هي التي اعطت المرأة القدرة على خدمة هذا الوطن واثبات قدراتها بالصورة التي تؤكد مكانتها ووجودها و الولوج الى آفاق عملية راقية تتلاءم مع الشريعة وديننا الاسلامي، ومنحته الثقة التي جعلتها تتطلع الى المستقبل بتفاؤل امام المجالات الوظيفية المحدودة السابقة التي اكدت المرأة على تواجدها فيها، فقد اتاحت الدولة اليوم للمرأة الفرصة للدراسات العليا سواء في الجامعات السعودية او من خلال البرنامج المشترك بين الجامعات الاوروبية او برامج الابتعاث.. والحمدلله اثبتت تواجدها من خلال هذه البرامج وهناك العديد من الخريجات استطعن مواصلة عطائهن وتقلدن العديد من المناصب العلمية و اعداد رسائل علمية يجدر بنا ان نفخر بها.. من بينهن عدد من العاملات في مجال التمريض..
مراكز مهمة
وننتقل الى د. وفاء فقيه الاستاذ المساعد جامعة الملك عبدالعزيز واستشارية امراض النساء والولادة قالت: بدأ ظهور المرأة في مجال العمل كقوة فاعلة في السنوات الاخيرة، وذلك بعد تسلحها بالطعم واكتسابها خبرة كبيرة في مجال العمل مكنها من ان تكون ردفاً مهماً للمجتمع السعودي وبدأت في تبوء مراكز مهمة وفعالة في المجتمع وفي شتى القطاعات.
تميز وإبداع
وننتقل الى الاستاذة عفاف الياور.. رئيسة شعبة التدريب التربوي والابتعاث والمشرفة على مركز التدريب العام بالرئاسة العامة لتعليم البنات اكدت من جانبها ان ماتملكه المرأة السعودية من قدرات متعددة ومهارات متنوعة سوف يجعلها متى ما اتيحت لها الفرصة ترقى الى التميز والابداع باعتبارها امرأة طموحة وتتمتع بقدر كبير من الذكاء وذات مبادئ وقيم واخلاقيات عالية رفيعة المستوى تأتي في اطار مانشأت وتربت عليه فضلاً عن مراعاتها الدائمة لتوجهات خطط التنميةوالتطلعات المستقبلية التي ترمي الى تحقيقها دولتنا الرشيدة.. والجمع بين كل ماهو حديث واصيل.
وهذا كما نلاحظ يؤكد على سعيها الدائم للالتحاق بمختلف انواع البرامج التدريبية القصيرة او البعيدة الاجل اضافة الى مشاركتها الفاعلة في مختلف المناشط التي تقدمها وتتيحها لها الرئاسة العامة لتعليم البنات والمجتمع المحلي.
التأهيل وخطط التنمية
الاستاذة ليلى طيبة مديرة مركز تدريب معلمات رياض الاطفال بجدة: اضافت من جانبها انه على الرغم من ظهور المرأة خلال السنوات الاخيرة كقوة فاعلة في المجتمع واصبح لها دورها الواضح في المساهمة في عملية التنمية الا انه في السنوات العشر الأخيرة والتطورات السريعة التي حدثت في المملكة العربية السعودية ظهرت الحاجة الى وجود كثير من البرامج التدريبية واعداد خطط تنموية لتأهيل المرأة العاملة حتى يمكنها مواكبة هذا التطور بعد ان تأكدت لنا القدرات التي مكنت المرأة من تفعيل دورها.. واوجدتها كقوة عمل فاعلة ضمن منظومة هذا الوطن.
كيف نستفيد؟
ونحن ننتقل الى المحور الثاني.. كان لابد لنا من ان نتساءل.. عن كيفية الاستفادة من هذه الطاقات الموجودة على رأس العمل بالصورة التي تساعد على تحقيق مقاصد الدولة بما يتناسب منها واحتياجات الدولة والخطط المستقبلية لها؟
الأمير سيف الاسلام بن سعود يرى بأنه يمكننا الاستفادة من طاقات المرأة بعد معرفة الاحتياجات الكاملة للمجتمع في هذه الفترة.. وتوقف هذا على دور المخططين الاجتماعيين والاقتصاديين، ولابد من ملاحظة تقييم المجتمع وثقافته وحتى لا تصطدم المبالغة في التطلعات مع هذه القيم، في نفس الوقت الذي لابد فيه من ازالة شوائب الافكار الخاطئة القديمة نحو المرأة ونحو دورها التنموي المستقبلي.
مجالات أخرى
الشيخ محمد بن ابراهيم البراهيم قال من جانبه لاشك ان التنمية والنهضة الحديثة التي تعيشها المملكة قد منحت آفاقاً كبيرة امام عمل المرأة فلم يعد مقتصرا على جوانب محددة بل تعداه الى مجالات اخرى كالتدريس والطب والتمريض وادارة المستشفيات والبنوك وغيرها من المجالات التي لايسمح المقام بذكرها.
وقد دخلت المرأة السعودية مجال العمل وابدعت في مجالها في ظل تعاليم الدين الاسلامي الحنيف وعادات وتقاليد المجتمع الاسلامي فالمجالات كثيرة والافاق اكثر والمرأة لها القدرة بالتالي في التعايش والاجادة والانجاز في اي عمل من الممكن ان يسند اليها وفي هذه الحالة يمكننا الاستفادة منها في كل المجالات التي لاتتعارض او تتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا، وكل مايمكننا من المحافظة على مكانة هذه المرأة في المجتمع السعودي، كما وضعها فيها الاسلام وهيأها لها منذ اكثر من اربعة عشر قرناً هجرياً، وهي تستحق ذلك.
مشاركة في صنع القرار
تركي العطيان قال لاشك ان اتاحة الفرصة وشحن طاقة المرأة السعودية واشراكها في القيام بواجبها مباشرة.. وخصوصاً في الأعمال التي تخصها هي كمرأة أو شقيقاتها من النساء، فماذا يمنع من مشاركتها في صنع القرار بدلا من التنفيذ فقط والعودة للرجل في كل شيء في نقل حفل كالتعليم النسائي على مختلف مراحله.
ويرى اعطاءها الثقة والمشورة والرأي أمراً من الامور التي ستكفل لها القيام بدورها، فهي قد تجاوزت مرحلة الاختبار واصبح لدينا الكثيرات منهن من حملة الشهادات العليا سواء حصلت على هذه الشهادات من الداخل ام من الخارج الا ان اعطاءها المزيد من الفرص بالاضافة الى ما لديهن الان سيكون له مردود ايجابي.
تسخير الطاقات
وبالعودة الى د. رفيدة بنت حسين خاشقجي اكدت أن هذا الامر لن يتحقق الا باستطاعتنا تسخير هذه الطاقات بتوجيهها وما يتناسب مع امكانياتها وتوفير اكبر قدر من فرص العمل لها والتدريب المستمر اثناء العمل وبعده.
مراجعة للخطط
وترى د. إلهام نقشبندي بأن الاستفادة من هذه الطاقات وبالصورة التي تساعد على تحقيق مقاصد.. يتطلب ويحتاج منا الى مراجعة الخطط الخمسية الماضية والتي لم يتم انجازها ومراجعة احصائيات تكدس العاملين من غير السعوديين في بعض التخصصات التي لم تتمكن الدولة من سعودتها فعلى سبيل المثال منها اننا مازلنا في المجال التعليمي وبالتحديد في تعليم وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة التعليمية من الاطفال نعتمد على فئة كبيرة من المعلمات غير السعوديات بسبب ان الجامعات لا تفي بالغرض باعتبار ان هذه النوعية من التخصص موجودة فقط في جامعة الملك سعود بالرياض بينما الجامعات الاردنية تزخر بأعداد كبيرة من هؤلاء المعلمات بل وتقوم باعارتهن الى خارج الاردن هذا مايتعلق بالمجال التعليمي.
اما بالنسبة لما يتعلق بالمجال الصحي فترى ايضا انه مازال هناك بعض القصور في سوق الطلب من المجتمع والعرض من المؤسسات التعليمية فبعد ان قطعت المملكة ولله الحمد شوطاً كبيراً في التعليم الطبي وبعد ان استمرت هذه الجهود بتخريج الكثير من الاطباء في جميع التخصصات الا ان الفريق الطبي يحتاج الى مساعدة اعضاء الفريق الطبي من الممرضات واخصائي العلاج الطبيعي والتنفسي وبقية الطاقم من متخصصين في التقنية الطبيعة المخبرية والتقنية الاشعاعية.
وتطالب في سياق ذلك.. بعدم اغفالنا هنا لاهمية المرأة ووجودها ضمن هذه الادوار التي اصبحت تتطلب المشاركةوالتفاعل الانساني مع اكرم مخلوق على وجه الارض الانسان لان المرأة بقلبها وحدسها الحاني وعقليتها وبصيرتها اعظم من أن يأخذ هذه الادوار.. مازال في هذه التخصصات واضح وصريح، ولكن ياحبذا في القريب العاجل ان نرى ايدي فتياتنا الحالية تحل بدلاً عن الايدي الاجنبية.
توافق في الالتزامات
د. وفاء فقيه اكدت ان فرص الاستفادة من دعم الدولة لعمل المرأة كبيرة للغاية.. الا انه يبقى على المرأة نفسها ان تتأقلم للعمل بجد واثبات وجودها في ذات الوقت الذي تنبه فيه المرأة بألا تنسى ضرورة التوقيف بين التزاماتها الاسرية والاجتماعية التي تفرض اعباء اضافية عليها قد لاتكون موجودة في الدول الغربية.
آلية لخطط مستقبلية
الاستاذة عفاف الياور ترى من جانبها ضرورة اعادة النظر في الكثير من الخطط والمعايير للافادة من هذه الطاقات بالصورة التي تساعد على تحقيق مقاصد الدولة بما يتناسب منها واحتياجات الدولة والخطط المستقبلية لها، وتشير إلى أن هناك من الطاقات المتميزة التي لم يتنبه الى وجودها بعد.. وان هناك من الطاقات التي تملك مهارات تختلف عن مجال تخصصها، وتعتقد ان هذا الامر يتطلب ضرورة العمل على وضع آلية تساعد على اكتشاف هذه الطاقات والمهارات للافادة منها بما يتناسب واحتياجات التعليم الحالية والمستقبلية.
وتضيف الاستاذة ليلى طيبة ان اعداد برامج ومراكز تدريبية وفتح مجالات متنوعة في الكليات لتخصصات مختلفة.. سيساعد على تلبية احتياجات المجتمع من هذه الكوادر..وتسهل الفرص الوظيفية في القطاعات المختلفة بما يتماشى مع ديننا الحنيف.
تطلعات المستقبل
لكن بعد هذه المطالب.. التي تنادي بضرورة التخطيط وايجاد الآليات المناسبة و تقضي بفتح آفاق جديدة للمرأة السعودية للاستفادة من المخزون الكبير من الامكانات والقدرات التي تتمتع بها أيضاً علينا ان نتساءل: ماهي تطلعاتنا لما ستقدمه المرأة السعودية خلال المرحلة القادمة خصوصا في ظل الابجديات التي ستضيفها التحولات التي ستتواجد في بوتقتها وتتطلب منها عدم العزلة عنها والتعايش معها حتى لاتكون بمنأى عن نساء العالم.
الأمير سيف الاسلام بن سعود يؤكد من جانبه ان المرأة السعودية هي امتداد لاجيال النساء الصابرات على قسوة الحياة السابقة ولان الحياة في مختلف مجالاتها واشكالها قد اختلفت واختلف اسلوب التعامل معها.. اصبحت الامة امة حضارية تتطلع الى النمو والرقي ومنافسة الآخرين في شتى الميادين وبالتالي كان لابد ان تنتقل موروثات المجاهد ضد قسوة الحياة الى مجاهدة تحديات التنمية.ويؤكد من ناحية اخرى ان المرأة السعودية هي اهل لهذه المسؤولية الى جانب زوجها واخيها وابنها ووالدها الرجل.. ويعتقد ان ادوارها هي من تصنعها بعلمها واخلاقها وبما تختزنه من موروثات دينية وثقافية ولما تتفهمه من حقيقة اوضاع بلادها والظروف المحيطة بها الى جانب تمسكها بالوسطية.. فلا افراط ولا تفريط بين طبيعتها الانثوية وبين مسؤولياتها، وموقعها في نهضة الازمة.
المؤشر الحقيقي للرقي
يشيد الشيخ محمد بن ابراهيم البراهيم من جانبه بالدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني التي هيأت كافة اسباب الرقي والتقدم لهذا الشعب الكريم وخصوصاً في مجال التعليم الذي يعد المؤشر الحقيقي لرقي الامم وتطورها. وكيف كان من فضل الله على هذه البلاد ان كان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ايده الله بنصره اول وزير للمعارف في المملكة.. فكان رائد التعليم ومهندس النقلة العلمية الكبيرة فقد أولى يحفظه الله هذا الجانب جل اهتمامه حتى اثمرت نهضة تعليمية كبيرة واصبحت تنتشر في المملكة آلاف المدارس والمعاهد والجامعات الثماني للبنين والبنات.
وهذا بلاشك يجعل الدور المأمول من المرأة السعودية اكثر في اطار مسؤولياتها في مجال عملها واختصاصها اكثر ويرى ان نجاح المرأة السعودية يكمن في حفاظها اولاً، على التمسك بدينها وعادتها وتقاليدها الفاضلة.. ثم اداء دورها باخلاص وتفانٍ على الوجه المطلوب الذي يحقق طموح وتطلعات القيادة والوطن.
نقلة كبيرة للعطاء
د. تركي العطيان ألمح من جانبه ان المرأة السعودية تقلدت ومازالت تتقلد مهناً علمية وطبية تخدم فيها بنات جنسها وحتى الرجال وكيف ان هذا الدور بدأ يتسارع بعكس ماكان عليه الحال في السابق بل اصبح ينظر اليها كمعدن نفيس يجب اكتشاف المزيد منه بعد تجاوز عطائها في حدود الاقليمية ووجود في اكبر منظمة دولية في العالم «هيئة الامم المتحدة».
فلا شك ان هذه نقلة كبيرة للثقة التي اولتها هذه المنظمة للمرأة السعودية.. رغم التأثر الكبير على هذا المنصب وهذا لدليل على ان شقيقاتها من النساء من خلال الثقة الكبيرة سيكون لهن القدرة على العمل بل وبذل المزيد من الجهد للمشاركة في مسيرة وبناء خطط التنمية التي تدعمها الدولة حفظها الله.
ويرى في تصوره ان المرأة في المستقبل لن يكون من الصعب عليها ان تتقلد مناصب ادارية من دون اختلاط، بل سيكون لها المقدرة على التواجد في كثير من الوزارات التي تخدم شريحة كبيرة من النساء وفي اطر لاتتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا وشريعتنا الاسلامية، مثلها مثل الرجال ولإعطاء تصور اشمل.. نرى في المطارات ان التفتيش يتم من لدن عنصر نسائي سعودي اثبت وجوده مثله مثل المهن النسائية الاخيرة الموجودة حالياً. خاصة وان حاجة العصر والتقدم والتطور الحالي الذي يشهده العالم والذي دولتنا جزء منه سيجعل المرأة ويمكنها من القيام بمهن تزيد من عطاءاتها والمنجزات التي رأيناها في الفترة البسيطة الماضية. ويرى بأن المرأة ليست مطالبة بشيء اكثر مما تتطلبه احتياجات هذه البلاد.. باعتبار ان العلم موجود والثقافة متوفرة والاطار الاسلامي الذي تعيش فيه كمرأة مسلمة لها الالمام بتعاليم الشريعة وانما تبقى في حاجة الى الفرصة التي تعزز الثقة لديهن وتدفع بهن لميدان العمل وتثبيت اقدامهن هو الثقة الحقيقية فهن صاحبات ذوق وتنظيم. ومتى ما اجتمعت هذه المقومات مع العلم والثقافة والتقيد بتعاليم الشريعة ستكون الثقة ويتحقق النجاح والتفوق في مجالات الحياة ويمكنها ان تتفوق على الرجل.
احتياجات
اما..د. إلهام نقشبندي فترى ان كل ماتحتاج اليه المرأة لامتطاء هذه الادوار ان تلتزم بتعاليم دينها الحنيف ومراعاتها لها ولظروف مجتمعها فيما يتعلق بخروج المرأة ومنافستها للرجل في معظم ادواره.
وحينما اقول هنا معظم الادوار.. بكل فخر لان الماضي والحاضر يشهدان اينما كانت المرأة في بداية القرن الماضي ومشارف القرن الحالي.. بأن كل ما رأيناه من تطور في التعليم والطبابة خرجت فيه المرأة مسلحة بالعلم والايمان يدعمها ولاة الامر وقيادتها الحكيمة التي رفضت ان تجعل المرأة حبيسة البيت والجهل.
وتشترك هنا في الرأي مع رأي الدكتورة وفاء.. حول عدم تجاهل المرأة لدورها الاساسي.. لان كل ما هي مطالبة به هو التوازن مابين اعبائها الاسرية والاجتماعية ومتطلبات عملها الوظيفي، كما يستوجب عليها ان تسعى الى الحداثة والتطور وعدم التوقف على ما اكتسبته في الدراسة والعمل وان تسعى دائما الى التجاوب للتحسين المستمر والسعي لما هو أفضل.
تفوق السعوديات
د. وفاء فقيه تعتقد من جانبها ان المرأة ستحظى بدور اكبر مما هو عليه في المستقبل القريب نتيجة ظهور الكفاءات العديدة من النساء اللواتي اثبتن انهن لسن اقل من غيرهن في قدرتهن على الابداع بل على العكس ان المرأة السعودية ملتزمة بواجباتها الاسرية، وقد يكون هذا سبباً وعاملاً مساعداً للنجاح لان الاستقرار الاسري والنفسي يبقى عاملاً مهماً من عوامل النجاح.
الاستاذة عفاف البياور تتوقع ان يتم اسناد المزيد من المهام والمسؤوليات لها للثقة الكبيرة التي يوليها المسؤولون لها وفي قدراتها ومهاراتها المختلفة كما تتمنى من خلال هذه الثقة منحها الفرصة للتجديد والابتكار وتوفير الوسائل المساندة لتحقيق ذلك.. ولا تجد مايمنع من تقويم هذه التجارب والخبرات الجديدة وتعديلها وتطويرها.
د. ليلى طيبة تقول نظرا للتطورات الاقتصادية والاجتماعية التي حدثت في مجتمعنا السعودي اصبح للمرأة دور فعال وتحملت مسؤوليات عديدة جعلتها تساهم مع الرجل في اعداد اجيال المستقبل وهي مطالبة بأن تكون اهلاً لهذه المسؤولية.
لذا فاننا نحتاج ضمن الخطط التنموية إلى ايجاد مراكز تدريبية والمزيد من البرامج لتأهيل المرأة العاملة حتى يمكنها مواكبة التطور الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي الحاصل وتكون اهلاً لهذه المسؤولية.
|
|
|
|
|
