أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الاولـىالطبعةالثانيةاختر الطبعة

Monday 1st October,2001 العدد:10595الطبعة الثـالثة الأثنين 14 ,رجب 1422

متابعة

الأمير نايف يجدد موقف المملكة من الإرهاب ويؤكد:
المملكة كانت مستهدفة من الإرهاب والاعتداء على الحرم أفظع الأعمال الإرهابية
السعوديون تشبّعوا بالإيمان بالله وبالأخلاق الفاضلة واحترام الإنسان ابن لادن شذَّ عن الطريق ونرفض أن يقال إنه سعودي
مستمرون في إغاثة الانسان ونعامل الأفغانيين كبقية إخوانهم في المملكة
* الرياض عبدالرحمن المصيبيح عوض القحطاني واس:
جدد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية موقف المملكة العربية السعودية من الارهاب وأنها ضد قتل الأبرياء وتدميرالممتلكات وان موقف المملكة واضح في هذا الشأن.
وقال سموه في كلمة استهل بها المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بمكتب سموه بالوزارة: ان المملكة كما يعلم الجميع كانت مستهدفة من الارهاب قبل سنوات حتى قبل الاعتداء على الحرم وكان اعتداء على بيت الله ومن أفظع الاعمال الارهابية وهذا معلوم لدى الجميع وبعد ذلك احداث تعلمونها جميعا قريبة وبعيدة.
وتابع سموه يقول: إذن موقف المملكة ليس بجديد وليس فقط نتيجة ما حدث مع الولايات المتحدة في أوائل هذا الشهر مذكراً بما صدر من المسؤولين في المملكة ضد ما حدث في أمريكا من منطلق عقيدتها وثوابتها المعلومة لدى الجميع.
وأكد سموه ان المملكة ضد قتل النساء والاطفال والابرياء من الرجال وهدم الممتلكات.. وهذا شيء طبيعي للذين يعرفون الاسلام حق معرفته والذين يتعاملون مع الواقع الذي هو واقع المملكة وان موقف المملكة ليس بجديد ولا هو موضع شك.
وأشار سموه في هذا الصدد إلى ان المملكة عملت مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العريبة للوصول إلى استراتيجية مكافحة الارهاب وذلك قبل أكثر من عشر سنوات.. كما وصلت مع الأشقاء العرب إلى اتفاقية مكافحة الارهاب التى وقعت في الجامعة العربية عام 1998م باجماع عربى والتي تتحدث عن الارهاب ومكافحة الارهاب والتعريف بالارهاب بشكل واضح.
وأضاف سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز قائلا: انه في ذلك الوقت صدر نداء من مجلس وزراء الداخلية ووزراء العدل للعالم أجمع ولهيئة الامم للوصول إلى اتفاقية دولية لمكافحة الارهاب وللاسف أننا لم نجد من يستجيب لهذه الدعوة.
وأوضح سموه في هذا السياق أن اتفاقيات المملكة كانت أول مادة فيها مكافحة الارهاب لافتا إلى ان آخر اتفاقية وقعتها المملكة كانت مع إيران.
وبين سمو وزير الداخلية ان الشعب السعودي شعب تشبع بالايمان بالله عز وجل وبالاخلاق الفاضلة واحترام الانسان أيا كان موقعه.. كما أنه شعب آمن ويعمل من أجل الأمن.. وكل مواطن رجل أمن ورجال الأمن مواطنون قبل كل شيء.
وأضاف سموه يقول: على الجميع ان يعلم أن من ثوابت المملكة قيادة وشعبا هو التمسك بالاسلام عقيدة ومنهاجا على ماكان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وخلفاؤه الراشدون ولم آت بجديد الا اجتهادات بمايتفق مع تطورات العصر.
وأكد سموه اصرار هذه البلاد قيادة وشعبا وحكومة على ترسيخ الأمن مثلما كان بالامس وهو اليوم وسيكون غداً إن شاء الله تعالى.. مبينا سموه ان الأمن هو حق وثروة لهذا الشعب ومطلوب منا جميعا ان نحافظ عليه وأن ننظر لابنائنا ونبصرهم بأن لايزجوا بأنفسهم في أمور ليست من أخلاق الاسلام ولكن «انك لاتهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء».
وأردف سموه قائلا: لاعبرة بأن يكون هناك نفر من السعوديين أتهموا.. فهناك سعوديون للاسف عملوا ضد بلادهم.. عملوا في بلادهم في حوادث تعلمونها وأهمها الاعتداء على الحرم الشريف مشيراً سموه إلى أن هولاء المغرر بهم لايمثلون بأي حال من الاحوال الشعب السعودي.
وأوضح صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز أن الشعب السعودي شعب مسلم شعب مؤمن يحترم الانسان في نفسه وعرضه وماله سواء داخل المملكة او في أي مكان في العالم.. وقال: نحن في مقدمة من يعمل لمكافحة الارهاب وليس غريبا بأي حال من الاحوال ان نقف ونتعاون مع أى دولة في العالم من أجل مكافحة الارهاب.
وأضاف سموه لابد ان يبقى الأمن ثابتا وقويا في هذه البلاد بفضل الله قبل كل شيء ثم بفضل تحكيمنا لكتاب الله وسنة نبيه وبفضل التوجيهات الكريمة من قيادتنا وبإصرار الشعب السعودي على هذا الأمر هذه ثوابت لن تتغير أما مايتردد للأسف في بعض وسائل الإعلام الخارجية من اتهامات ليس لها أصل وهذا ليس بجديد وهو أمر معلوم منذ أن نشأت الدولة السعودية الأولى وحتى الآن وسيستمر.
وأبدى سمو وزير الداخلية أسفه لما حدث لمواطنين سعوديين في الخارج عقب حوادث التفجير 00 وقال سموه بهذا الخصوص انه يؤلمنا الحقيقة الآن ما يحدث لمواطنينا في الخارج سواء في أمريكا أو في بعض الدول الأوروبية أو في أى مكان في العالم من تجن ومعاملات لا تليق والتي نأمل أن تؤخذ هذه بعين الاعتبار وان كنا نقدر الحقيقة الموقف والايضاح الكامل الذي حصل من الإدارة الأمريكية انما لابد هذا أن يفعل.
وزاد سموه يقول: إن المملكة لاتقبل بأي حال من الأحوال أن يعامل أبناؤها معاملة لاتليق بهم 00 فأبناء المملكة لم يكونوا في تلك البلاد أبدا من أجل طلب الرزق ففي بلادهم كل الخير ولكن ذهبوا هناك إما دارسا وإما معالجا واما رجل أعمال واما سائحا .. وكونها وردت أسماء سعوديين لم يثبت حتى الآن حسب ماعلمنا أي شيء وقد يثبت ولكن لا تعامل شعب وأمة بسبب خطأ أرتكبه أفراد لذلك انطلاقا من المبادئ التي تؤمن بها تلك الشعوب وهى احترام الإنسان فنحن نطالب بقوة باحترام الإنسان السعودي في أي مكان مثلما كان .. وإذا كان هذا بسبب ورود أسماء قيل انها سعودية قد تثبت وقدلا تثبت .. وهناك من عمل عملا أرهابياً من جنسيات متعددة ومعلوم سواء حدثت في تلك البلدان أو حدثت في بلدان غيرها فلماذا لا يعامل هؤلاء الناس .. ثم على الجميع ان لا ينظر فقط في مكافحة الإرهاب ولكن يذهب الى أسباب الإرهاب وينظر فيها ويتدبرونها.
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز أنه اذا حصل من عرب أو مسلمين مشاركة في عمل إرهابي فلا ننسى أن من دفعهم الى هذا العمل أنهم أخذوا بقضايا حية تعاني منها الأمة العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين.
وأردف سموه قائلا: ان الظلم الذي يعيشه اخواننا في فلسطين الآن والتقتيل للنساء والأطفال والرجال وهدم المنازل على أهلها.. هذا العمل ترتكبه إسرائيل في وضح النهار بقوتها وطائراتها ودباباتها وأ سلحتها مع أناس لا يحاربون إلا بالحجارة والدفاع عن وطنهم.
ورأى سمو وزير الداخلية أن تؤخذ القضية الفلسطينية بمأخذ الجد وان يتحقق العدل من المجتمع الدولي والوقوف مع الحق وان تعود فلسطين لأبنائها.
ومضى سموه يقول: هذا إذا أردنا أن ننهي فعلا أي دوافع تنشأ من الوطن العربي فما دامت قضية فلسطين بهذا الشكل وبهذا العدوان والذي للأسف لم تجد موقفاً عادلاً ومنصفاً يقف معها.. فإننا نطالب جميع دول العالم ان تقف موقفاً واضحاً مع الحق والعدل.. ويجب أن لا تمحى فلسطين من الخارطة ويجب أن تبقى وطنا لأبنائها.
ولفت سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز إلى وجوب التفريق بين الإرهاب وكفاح الفلسطينيين.. وقال سموه في هذا الصدد: انه يجب ان يفرق بين الإرهاب وقتل الأبرياء والأطفال والاعتداء على ممتلكاتهم وبين من يدافع عن قضيته كاخواننا الفلسطينيين والذي هو حق اذا أردنا أن نكافح الإرهاب بشكل صحيح فيجب أن ننظر إلى مثل هذه الأمور الأساسية وان نتعامل معها حتى لاتكون سببا من الأسباب التي يشحن بها بعض الأشخاص كقضايا تمس العقيدة وتمس الإنسان في الوطن العربي وهي أسباب عدم الاستقرار الذي يعيشه العالم العربي من الأربعينيات حتى الان.
وأضاف سموه ان هذا لايمكن ان يؤثر على موقف المملكة والعالم العربي جميعا مشيرا الى ان موقف الدول العربية من هذا العمل اننا كافة ضد الإرهاب ولايمكن أن تكون المملكة لا مصدراً للإرهاب ولا مستقبلاً للإرهاب. بأي حال من الأحوال لا قيادة ولا حكومة ولا شعبا. بعد ذلك أجاب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية على أسئلة الصحفيين..
وفي سؤال حول اتفاقية وزراء الداخلية العرب لمكافحة الارهاب وهل تعتبر منطلقا لاتفاقية دولية اشمل .. اجاب سمو وزير الداخلية قائلا: ان هذا ما قلناه ونقوله اليوم في حيثياتها واصولها وتعريفها وهذه الاتفاقية صالحة تماما لان تكون اتفاقية دولية ونرجو ان شاء الله ان يتحقق ذلك.
وأعرب سموه عن أمله بأن يكون هناك مؤتمر دولي يناقش مثل هذه الامور ويصل الى الافضل وان يكون هناك موقف تلتزم به كل دول العالم والعرب ممثلين في وزراء الداخلية يشاركهم وزراء العدل لمعالجة هذه الامور بشكل واضح مؤكدا أن المشاركة بالبحث والاستقصاء امر مطلوب ونتمنى ان يحدث ذلك.
وفيما اذا كان هناك ملاحقات في المملكة لاشخاص لهم صلة بابن لادن اوبشبكة القاعدة ولهم علاقة بتفجيرات نيويورك وواشنطن.. رد سموه يقول: بالنسبة لما حدث كما ذكرت في واشنطن ونيويورك ليس لدينا الان في المملكة من نحقق معهم في هذا المجال ولكن نتابع الامور بشكل دقيق داخليا وخارجيا.
وعن بن لادن أكد سموه أنه إنسان شذ عن الطريق وعندما وجدت المملكة انه لا يتخلق باخلاق الانسان السعودي طلب منه ان يعود وان يكف عن هذه الاعمال ولم يستجب... فاسقطت عنه الجنسية السعودية مشددا سموه على ان المملكة ترفض رفضا قاطعا ان يقال انه سعودي.
ومضى سمو الأمير نايف قائلا: كنا نقول هذا من قبل وللأسف ان بعض وسائل الإعلام او بعض ما يصدر من بعض المسئولين في هذه الدول دائما يرددون السعودي او السعودية او الى اخره وفي هذا تجن على المملكة واساءة للمواطن السعودي.
وأكد سمو وزير الداخلية مجددا أن المملكة ضد الأفعال والأعمال التي يرتكبها بن لادن أو غيره.
وزاد سموه يقول «ان مواقف بن لادن من المملكة تعلمونها وهو ضد عقيدتها ونقول ان هذا أعطي أكثر مما يستحق ..والذي ضخم هذا الرجل هو وسائل الإعلام الغربية وبعض المسئولين في بعض الدول وقد يكون مشاركا أو مع غيره فيما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية لانعلم ننتظر ماذا يثبت لكن هو مع الارهاب وهذا شيء واضح وموقفه من المملكة التي كانت يوماً ما موطناً له والمملكة لا يسرها أن يكون هو وأمثاله مواطنين فأعماله ضدها واضحة ومواقفه واضحة وللأسف أن بعض القنوات العربية تتكلم عن هذا الانسان وتبرزه ابرازا كاملا قبل الأحداث أو ما حدث في أمريكا «متسائلا سموه كيف تكون هذه القنوات أو بعض هذه الوسائل عربية أو ضد الارهاب. وقال «انه يسيئنا أن تلك القنوات تنطق بالعربية ويسيئنا كذلك أنها تكون في أرض عربية وكل يتحمل مسئولية ما يقول ولم نر كذلك أي موقف لأي جهة كانت وضعت حداً لهذه المواقف الواضحة التي تشجع الارهاب وتمجد فعل الارهاب ويؤسفنا كثيرا أن يكون هذا العمل من بلد إسلامي شقيق نتمنى له كل خير واستقرار وأن تجتمع كلمة أبنائه ليبعدوه عن هذه المشاكل التي هي موجودة». وأوضح سموه أن المملكة لا تقبل بأن يكون لديها أي شخص متأثرا أو عاملا سواء كان سعوديا أو غير سعودي وأنها ستحقق معه اذا ثبت عليه شيء وسيحال طبعا إلى القضاء وهو الذي يحكم بشأنه.
وفي سؤال عن امكانية تأثر العمل الاغاثي للمملكة في الخارج والعاملين فيه أوضح سموه ان عمل المملكة الإغاثي الانساني لم يتغير بحال من الأحوال لأنه منطلق من واجب إسلامي وانساني مؤكدا انه سيستمر مع كل الجهات العاملة من أجل الاغاثة ومساعدة الانسان في أي مكان وخصوصا المسلمين المتأثرين والمتضررين من أي حدث في أي بلاد كانت وفي أي موقع وقال سموه «هذا من ثوابت المملكة لايمكن ان يتغير ولكن طبعا سيكون هناك تأكيد كامل ان تصل هذه الأمور لأهلها بشكل مباشر ولمستحقيها ولن نسمح باستغلالها لأي غرض آخر».
وعن وصف سموه للحوادث التي حصلت في حي العليا والسليمانية بالرياض أكد أنها في قمة الارهاب مشيرا إلى ان المملكة قد عانت من هذا الأمر.
وتطرق سموه في رده على سؤال إلى مسؤولية الآباء في تربية أبنائهم على الطريق القويم ومتابعتهم حتى لا يكون منهم شطط مؤكدا سموه مسؤولية الآباء عن أبنائهم وان عليهم ان يلاحظوا تصرفاتهم وإذا رأوا منهم شططاً فعليهم ان يوجهوهم وان يصلحوهم مشيرا إلى ان الدولة قادرة على ذلك للتقويم والاصلاح إذا عجز الآباء عن ذلك وقال سموه «نحن لا نأخذ بالعقاب فقط.. العقاب لا يأتي إلا بارتكاب عمل وصدور حكم قضائي أما التقويم فنحن نعمل مع الآباء ومع كل انسان من أجل الاصلاح للمخطئ والشاذ».
وفي اجابة سموه على سؤال عن وضع ضوابط لسفر المواطنين السعوديين للخارج أبان سموه أن سفر المواطنين السعوديين لن يتأثر.. وان لهم حرية السفر.. ولكن المسافر الذي توجد فيه شبهة وثبت ذلك فلن يسمح له.. حتى لا يسيئ إلى بلده ولنفسه.
وعن العاملين السعوديين في مجال الاغاثة في الخارج أكد سموه أنه لا يذهب معها ولا يعمل من أجلها إلا رجال أهل للثقة وقال سموه «حتى ولو وجد انسان سعودي في الخارج سنعمل لإعادتة بالتعاون معه واقناعة ليعود ليبتعد عن عمل لا يليق به ولا بدينه ولا بوطنه فالمسؤولية مسؤولية الجميع.. وإذا ما تحملنا جميعا آباء وأسراً وموجهين في كل مجال عملنا مشتركين من أجل تجنيب أبناء وطننا وشبابنا المنزلقات الخطرة فبالتأكيد أننا نسيئ لهم وبالتالي نسيئ إلى ديننا ووطننا.
وفي اجابة سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز على سؤال عن مشاركة المملكة في الجهود الدولية المشحوذة حاليا فهل ستكون السماح بالطيران في الأجواء السعودية أو الامداد أو التمويل أو التجهزيات الميدانية قال سموه «ان هذا الأمر غير وارد.. ولم تناقش المملكة.. ولم يبحث معها شيء من هذا.. أما بالنسبة لممرات الطيران فهي تحكمها اتفاقيات دولية
وأعراف دولية ونحن جزء من العالم نتعامل بما هو معمول به في جميع دول العالم.. والذي يقرر هذا كذلك هي مصلحة المملكة والذي توجه كل شيء هي مصلحتها العليا ».
وعن قرار المملكة قطع علاقاتها مع حركة طالبان وموقف المملكة من الجالية الأفغانية المتواجده فيها قال سموه «بالنسبة لقطع المملكة علاقتها مع طالبان فإنه واضح في البيان الذي صدر عن وزارة الخارجية وأسباب مواقف سابقة ومواقف غير ودية من طالبان مع المملكة.. المملكة التي عملت من أجل أفغانستان وفي نفس الوقت أرادت ان تعمل من أجل تصحيح مسار طالبان وكلكم تعلمون بالجهود التي عملتها المملكة مع الأفغان في السابق والمؤتمر الذي دعا له خادم الحرمين الشريفين وللوفاق بين الأفغانيين ولكن للأسف لم يحقق.. وهذا شانهم ».
وأضاف سموه «قطعت العلاقات لأن المملكة حتى في هذه الأحداث بذلت جهوداً ليس بالضرورة ان يوافق عليها.. لكن يحسن التعامل معها.. فكان تعامل طالبان ليس تعاملا كما يتعامل العالم أو الإخوان أو الأشقاء في الدين.. كان تعاملاً لا يليق بمسئولين.. فمن أجل ذلك وجدت المملكة ان لا فائدة ببقاء علاقتها مع سلطة كهذه فقطعت علاقاتها.
وأردف سموه قائلا «بالنسبة للإخوة الأفغانيين ليس من أخلاقيات المملكة بأي حال من الأحوال ان تعامل أي انسان بسبب معاملة انسان آخر من بلده.. فالإخوان الأفغانيون موجودون بالآلاف في المملكة ويعاملون كما يعامل المقيمون الآخرون.. وهم إخوان مسلمون ما داموا يحترمون هذا البلد ويحترمون العمل فيه ويحترمون كل أنظمته.. فنحن نحترمهم.. ولا عبرة ان نجد شخصاً أو أكثر يخطئ فهذا موجود في كل جنسية.. وحتى من المواطنين ليس هناك أي معاملة استثنائية للافغانيين ابدا.. هم كما كانوا ويتمتعون بكل الأشياء التي يتمتع بها كل مقيم في المملكة ».
وأضاف سموه يقول «علمت قبل أيام قليلة ان هناك إخواناً أفغانيين هناك مشكلات في اقامتهم فبلغت الجهات المسئولة ان يصححوا اقامتهم ويعطوا لهم فرص العمل ويقيموا.. لأنهم أبرياء من كل شيء وليس لهم علاقة وهم أناس يتحلون بالأخلاق الإسلامية ونحن نحترم من يحترم عقيدته ويحترم نفسه».
وتطرق سمو وزير الداخلية لدور المملكة العربية السعودية في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية ضد الارهاب مبينا سموه ان المملكة مع أي عمل من اجل الوقوف ضد الارهاب وقال سموه: كنا امس و سنكون اليوم وغدا مع أي جهد دولي وسنشارك فيه وذلك نابعا اما من عقيدتنا اومصلحة وطننا لاننا ضد الارهاب بكل اشكاله.
واستثنى سموه من ذلك مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الذي تصفه بعض وسائل الإعلام وبعض الجهات وخصوصا اسرائيل بأنه ارهاب، وقال سموه: نحن نقول هؤلاء يدافعون عن انفسهم يريدون ان يستعيدوا حقهم ولا يمكن بأي حال من الاحوال ان يقبل ان يسمى أي عمل للفلسطنيين في وطنهم ارهاب بالنسبة للاجراءات.. بالتأكيد أمام أي حالة وظرف يمر في العالم يحدث منه توتر.. فطبعا الاجراءات الامنية ستتخذ والاحتياطات الامنية من اجل الانسان السعودي.
وتابع سموه يقول: لكن والحمد لله اذا قسنا الامور التي حدثت في السابق نجد ان الامور مرت وانتهت ولم يتأثر الأمن ولم يتأثر أي مواطن سعودي بتصرفاته وحركاته ابدا.. لم نعلن احكاما عرفية ولا حالة طوارئ ولا منع تجول.. وان شاء الله هذا يستمر ما دام الانسان السعودي هو راعي هذا الامن.
وفي رد سموه على سؤال عن الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب والاحتياج لتفعيلها ومراجعتها اوضح سموه ان الاتفاقية واضحة مشيرا الى انه بعد توقيع الاتفاقية شكلت لجنة من خمسة وزراء داخلية وخمسة وزراء عدل لتفعيل الاتفاقية وقد اجتمعوا عدة اجتماعات وتوصلوا الى اسلوب التفعيل، وقال سموه: هذا أمام كل الجهات المسؤولة للدول العربية ولابد ان يتعاملوا بموجبها ان شاء الله.. فاذن العالم العربي لدية اتفاقية ولديه اسلوب التعامل مع هذه الاتفاقية.
وعن اتهام جهات التحقيق الامريكية لقائمة اسماء يشتبه تورطها في تفجيرات نيويورك وواشطن تضم مواطنين سعوديين ورؤية سموه حيال انحراف بعض الشباب نحو الارهاب قال الامير نايف بن عبدالعزيز: قيل ان هناك سعوديين.. ونحن لا نؤكد ولا ننفي.. ننتظر الحقيقة.. ثم ليس معناه ان يكون سعودي في طائرة او اكثر من سعودي ان يؤكد انه هو الذي فعل ماحصل.. ننتظر الحقيقة.. فنحن الى الان لم نعلم الا بالاشياء المعلنة ولم نتبلغ نحن بصفة رسمية من أي جهة انه ثابت بشكل كامل انه سعودي.. فلننتظر.
واضاف سموه: نحن لا نبرر السعوديين هم بشر مثلهم مثل غيرهم.. وكما قلت ليس هذا محصوراً في السعوديين.. لا الذي حدث ولا ما سبق ان حدث.. فهناك جنسيات اخرى ولذلك لا يجوز بأي حال من الاحوال.. ونحن حتى لو ثبتت ان فيه سعوديين لا نقبل ان يعامل السعوديون بمعاملة لا تليق بهم .
وأكد سموه ان سفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن بموجب التعليمات التي لديها هي تعطي كامل الاهتمام لاوضاع السعوديين هناك ومتابعة قضاياهم والاتصال بالجهات الرسمية وتسهيل اقامة السعوديين وتسهيل سفرهم اذا رغبوا ان يعودوا الى بلدهم وقال سموه: الاهتمام كامل وسيستمر مادام ان هناك سعودياً قد يواجه اي صعوبة في اي مكان من العالم فالسفارات السعودية مسخرة وموجهة ان تعمل من اجل السعوديين سواء مساعدتهم في العودة الى بلادهم أو مساعدتهم في اي مشكلة تواجههم.. بتوكيل المحامين في أي أمر كان.. وهذا مستمر.. وسيجد السعودي في اي موقع ان دولته تهتم به وتتابع اموره وتهتم بقضاياه حتى ولو كانت محدودة.
واستغرب سمو وزير الداخلية من بعض الشباب السعودي هذا التوجه مؤكدا سموه غرابة ذلك وضرورة البحث في اسباب ذلك وقال سموه: لكن الأسباب الظاهرة مما ثبت لدينا هو التغرير بهم باسم الاسلام وباسم القضايا العربية.. هم مؤمنون بهذه الاشياء مؤمنون بدينهم ومؤمنون بقضاياهم ولكن كيفية التعامل مع هذه القضايا هنا هو الخطأ.. فأفكارهم تشحن بأساليب لا تمت للاسلام بصلة.. وقد تحدث مشائخ هنا وعرفوا بهذه الامور وحددوا موقف الاسلام.. وهذا معلوم لدى كل انسان يعرف الاسلام على حقيقته.. وهذا امر كان يجب ان يكون الاهتمام به من الدولة ومن كل مواطن سعودي ويجب ان توجه لمن يغرر به في ان يفكر ويعيد حساباته ويعود للصواب.
واردف سموه قائلا: نحن لا احد يزايد على اسلامنا وديننا ولا احد يزايد على عروبتنا ولا احد يزايد على انسانيتنا.. نحن على انسانية متأصلة فينا نتيجة عقيدتنا ونتيجة اخلاقياتنا كمسلمين وكعرب ولن نفرط في هذه الاشياء وستبقى.. يتعلمها الاطفال في احضان امهاتهم وفي بيوتهم وفي مدارسهم وفي مجتمعاتهم وفي مساجدهم فالجهد مبذول وسيبذل اكثر.
ورأى سمو الامير نايف بن عبدالعزيز انه يجب على مشائخنا وائمة مساجدنا وعلى كتابنا ومفكرينا ان يتعاملوا مع هذا الامر بحقائق اسلامية وما يتعلق بمصلحة الانسان السعودي لتبصير من غرر به.
وفي رد سموه على سؤال ان كان هناك مواطنون سعوديون داخل المملكة متورطين في تفجيرات واشنطن ونيويورك بين سموه لم يثبت أي شيء حتى الآن مؤكداً سموه اهتمامه بهذا الأمر.
وعن امكانية تأثر الأعمال الخيرية والمعونات التي تقدمها المملكة في ارجاء العالم أو ربط تلك الأعمال بالارهاب قال سموه: لا يمكن ان تتأثرأبداً الأعمال الخيرية من ان تكون كما كانت وأفضل.. ولكن بالتأكيد ان الاجراءات التي عمل بها قبل مدة ستكثف للتأكد بأن هذه الأعمال الخيرية تصل لمستحقيها بأيدي رجال ثقات وان تقفل كل المنافذ التي ممكن ان تحولها لأغراض لا تتفق مع أهدافها.. وهذا هو الواقع.. وإن شاء الله كل من يعمل أو يكلف بعمل انساني يأخذ هذا بعين الاعتبار.. ونحن كجهات مسؤولة نتابع هذه الأمور بعناية ولن نسمح بأي حال من الأحوال.
وتطرق سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز في رده على سؤال إلى موضوع تعاون المملكة في التحقيقات التي تجرى في الولايات المتحدة الأمريكية مبينا سموه ان لكل دولة أنظمتها مؤكداً سعي المملكة للعمل على معرفة ما يثبت ضد السعوديين معبراً عن أمله بالحصول على كل ما يتعلق بأي سعودي حيال ذلك.
وأبان سموه انه لم تطلب مساعدة محددة من المملكة في مجال مكافحة الارهاب موضحا انها المشاركة في الموقف ضد فعل حصل وقال سموه: موقفنا قبل الحدث وسيظل بعده نحن ضد الارهاب بشكل واضح وأي عمل أو أي مشاركة تطلب منا وهي ضمن ما تقتضيه مصلحة المملكة و مصلحة الانسان السعودي طبعا.. سنعمل ونحن شاركنا عربياً واسلامياً ودولياً لمن يريد ان يشاركنا في العمل ضد الارهاب أو مع تحقيق الأمن والاستقرار كجزء من العالم.. ولكن كلاً في حدود ما تقتضيه مصلحته يعمل فيها.. ما عندنا شيء الحقيقة الآن.. أي مشاركة في أي شيء لم يتم التحدث عنها الآن ولم يقرر.. أما ما سيأتي في المستقبل هذا متروك كل شيء لوقته. وعن امكانية تجميد المملكة لما قد يكون من حسابات مصرفية لجهات مشتبه فيها موجودة في المملكة أوضح سموه ان مؤسسة النقد ووزارة المالية تتابع هذه الأمور.. وحتى من قبل فيما تتكثف الآن لمعرفة اذا كان هناك حسابات يطولها بعض الشبهة مؤكداً ان سيتم التعامل معها.
وقال سموه: هذا ليس بجديد في الحقيقة.. ولكن يجب ان نعرف اننا نحترم سرية الحسابات وحرية الناس في حساباتها وان لا نغير شيئاً.. ولن نغير شيئاً أبداً.. بأي حال من الأحوال.. وفي نفس الوقت النظام البنكي والتعامل مع المؤسسة يجعل في حال كان هناك أي شيء غير مشروع تتعامل الجهات المسؤولة في الدولة معه كما هو في كل دول العالم.
وتحدث سمو وزير الداخلية لما حدث ضد بعض السعوديين في الولايات المتحدة الأمريكية من مضايقات معبراً سموه عن أسفه لما حدث أو يحدث ضد سعوديين وانه غير مقبول بأي حال من الأحوال مشيراً إلى ان سفارة المملكة وسمو الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى أمريكا يتابع هذه باهتمام.
وفي اجابة سموه على سؤال ان كان أي أمريكي مقيم في المملكة قد تعرض بناء على ذلك لمضايقات قال سموه: بالنسبة لمعاملة أي جنسية أمريكية أو غير أمريكية في المملكة نقول.. لا.. ولا يمكن اننا نعامل أي انسان بما لا يجب أو التشكك إلا اذا وجدنا في عمله وفعله ما يوجب هذا الأمر فلن نتردد ان نتعامل معه.. لكن لم نوقف واحداً في أي قضية من أي جنسية من الجنسيات.. وكل الجنسيات الأمريكية والدول الأوروبية وكل دول العالم كما يرى الجميع مافي شيء نلقيه على أي جنسية بالاعتداءات.
وأكد سموه انه لم تسجل أي اعتداءات على أمريكيين أو غربيين في المملكة من أي سعودي حتى بالكلمة غير مناسبة ان تقال لانسان مقيم في المملكة.. لم يصدر من سعودي مثل ذلك.. كما أكد سموه ثقته بذلك وقال: إن ذلك ليس غريباً أبداً على الشعب السعودي الذى يعرف كيف يعامل الضيف مادام في بلاده وفي بيته فيعامله بكل تقدير واحترام.. ويحترمه الا اذا اساء هذا الضيف للضيافة ولهذه البلاد وللانسان السعودي.. وسيعامل باخلاقيات المسلم وبالأساليب التي لا تمس كرامة الانسان. وعن زج المواطنين السعوديين دون اثباتات في هذه الأحداث من قبل مرتكبي هذه الجرائم قال سموه: نحن نحذر من ان يزج بسعوديين نتيجة معلومات لم تتأكد أو من جهات تريد ان تسيء للسعوديين.. المملكة ممثلة في مواطنيها.. للأسف.. مستهدفة من جهات أخرى من أجل ان يسيئوا للانسان السعودي في عقيدته وفي مواطنته. وأهاب سموه بالجهات المسؤولة سواء في أمريكا أو غيرها ان لا يعمموا وان يحصروا الاتهام في من هو أهل للاتهام أو هناك أدلة تشير إلى مشاركتها في أي شيء.. وقال سموه: هذا ما نأمل أن يحدث وان تصحح بعض أمور اذا كان وقعت.. وان يهتم بما تقوم به سفارة المملكة بالنسبة لأي سعودي.. نحن سمعنا من المسؤولين الأمريكيين ان لا يعمموا التهمة وان يحترموا الاسلام والعرب عموماً.
وأورد سموه انه وصلت رسالة للسلطات هناك بشأن مراعاة السعوديين وان لا يزج بهم في أمر لم يشاركوا فيه.
مؤكداً سموه مجدداً الرفض لكل الأعمال الارهابية من أي انسان وفي مقدمتهم السعوديون.
وقال سموه: اذا ثبت على أي شخص فانه يتحمل نتيجة عمله.. نأمل أن يكون معدوماً وان وجد سيكون قليلاً ونرفض التعميم أو التوسع بما ليس له مبرر.
كما أجاب سمو الأمير نايف على عدد من الأسئلة الأخرى للصحفيين.

أعلـىالصفحةرجوع





[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved