أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 4th October,2001 العدد:10598الطبعةالاولـي الخميس 17 ,رجب 1422

العالم اليوم

أضواء
هل أجهض الموساد المبادرة السعودية بضرب أبراج نيويورك والبنتاجون؟!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
قبل الحادي عشر من سبتمبر قامت المملكة بتحرك سياسي ودبلوماسي استهدف بناء ضغط عربي تجاه الولايات المتحدة الامريكية لوقف العدوان الاسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه، يومها تنقل الأمير سعود الفيصل بين عواصم الجوار الفلسطيني ناقلاً رسائل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز إلى قادة مصر وسوريا والاردن ولبنان كما سلم الأمير بندر بن سلطان رسالة مماثلة إلى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وقبلها بحث الملك فهد بن عبدالعزيز والأمير عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات التحرك السعودي وتفاصيل المبادرة التي كانت ستنتهي بإعلان امريكا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وظهرت اشارات بعد كل هذا التحرك السعودي أن الرئيس جورج بوش سيلتقي الرئيس عرفات أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي كان مقرراً لها يوم 23 سبتمبر.
كل هذا لم يتحقق، فقد أجهضت الضربات التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن المبادرة السعودية، فبعد الهجمات الإرهابية انشغل العالم وقبله امريكا ونحيت القضية الفلسطينية جانباً وإن ما زالت القيادة السعودية تعمل جاهدة على حث ودفع الادارة الامريكية على تحمل مسئولياتها تجاه السلام في المنطقة.
والمبادرة السعودية قبل الهجوم الإرهابي على نيويورك وواشنطن كانت على وشك تحقيق إنجاز غير مسبوق للفلسطينيين فاعتراف امريكا بالدولة الفلسطينية ، وهو ما أكده بوش شخصياً، وأكدته أيضاً المصادر الصحفية الأمريكية التي ذكرت أن مجلس الأمن القومي الأمريكي اتخذ قراراً بهذا الشأن وأنه ترك للرئيس جورج بوش اعلان الموقف الامريكي وأن المؤشرات كانت ترشح موعد اجتماعه بعرفات يوم 23 سبتمبر الوقت المناسب لذلك وإن أضافت تلك المصادر أن بوش كان سيربط الاعتراف بالدولة الفلسطينية بتأكيد عرفات من جديد على حق إسرائيل في الوجود.
هذا ما يذكره الامريكيون وبوش شخصياً وأهم صحيفتين امريكتين «نيويورك تايمز، والواشنطن بوست».
والآن ماذا حصل..؟ انشغل بوش وأمريكا والعالم بحرب مواجهة الإرهاب.. والسؤال من الذي دفع بالإرهاب الى الواجهة؟
وبسؤال اكثر تحديداً من أيقظ الشيطان من سباته..؟!!
للإجابة لابد من التأكيد على عدة أشياء :
1 أن أساليب المخابرات لاتقف عند حد، وأن القيم والأخلاق وارواح البشر ومصالح الحلفاء، كلها كلمات لا معنى لها في قاموس المخابرات.
2 لا حاجة لنا إلى القول بأن ما يتخذ في أمريكا، سواء في البيت الأبيض، أو في مجلس الأمن القومي الأمريكي لا يغيب عن الإسرائيليين والموساد الإسرائيلي، الذي لم يتورع عن زرع جواسيس في العديد من المراكز الأمريكية السياسية والأمنية والدفاعية.
3 ليس ضرورياً أن يقوم جهاز استخباري بتنفيذ عمل إرهابي بعناصره وأعضائه الأصليين إذ تستطيع أجهزة المخابرات توظيف عناصر ومنظمات أخرى حتى وإن كانت على عداء وتناقض فكري معها وتضادٍ حتى في العمل والأهداف، وهذا ما يسمى في لغة المخابرات «اختراق» المنظمات والأحزاب، والموساد له تجارب ناجحة كثيرة في هذا المجال، ولابد أن نتذكر أن العميل الفلسطيني منذر الحفناوي الذي أرشد فرق الاغتيال الاسرائيلي لتصفية أحد قادة كتائب القسام الشهيد محمود المدني، قد زرعته الموساد عضواً في تنظيم حماس.. وهكذا فلا يصعب على الموساد اختراق التنظيمات المتشددة وتنفيذ أعمال إرهابية تكون محصلتها النهائية لفائدة الكيان الإسرائيلي على حساب المصالح العربية والإسلامية وأولها الدولة الفلسطينية.
jaser@aljazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved