أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 5th October,2001 العدد:10599الطبعةالاولـي الجمعة 18 ,رجب 1422

مقـالات

كلمات معدودة
نجحت رئاسة تعليم البنات
د. محمد بن سليمان الأحمد
الحق يجب أن يقال، فقد نجحت بامتياز الرئاسة العامة لتعليم البنات فيما فشلت فيه كل مؤسسات التعليم فوق الثانوي في بلادنا، نعم استطاعت الرئاسة رغم كل النقد والانتقاد الذي تواجهه صباح مساء عبر وسائل الإعلام وخصوصا الصحف، استطاعت التمكن من الوصول إلى أكثر من خمسين ألف فتاة سعودية حاصلة على الثانوية العامة في طول البلاد وعرضها ولكن كيف استطاعت هذه الرئاسة والتي تلوكها الألسن والأقلام دائما وأبدا بالهجوم أن توجد مقاعد لبناتنا في مراحل التعليم فوق الثانوي الحل كان افتتاح حوالي تسعين كلية جامعية وبالتحديد سبع وثمانين كلية شملت كليات الرئاسة قرى ومدناً صغيرة مثل المزاحمية وسراة عبيدة وشرورة والمذنب وحوطة سدير وجزيرة فرسان والخفجي والنعيرية ورفحاء وغيرها الكثير.
لقد أصر المسؤولون في الرئاسة العامة لتعليم البنات مشكورين على الوصول بالتعليم فوق الثانوي أو الجامعي إلى كل أرجاء الوطن بمدنه وقراه بحيث تستطيع الفتاة السعودية مواصلة تعليمها بعد حصولها على الثانوية ومن ثم الحصول على مؤهل جامعي يكون له أثر إيجابي على حياتها الأسرية وعلى تربية أبنائها وبناتها بل وبنات كل الوطن .
معظم مؤسسات التعليم فوق الثانوي وفي مقدمتها بكل أسف جامعاتنا السعودية لم تفكر مطلقا في ملاحقة الشباب السعودي في عقر داره بل كانت غاية طموحها افتتاح عشرات الكليات وأقسام وتخصصات قد يصل تعدادها إلى المائة في مدن كبيرة مثل الرياض أو جدة عدم توزيع الكليات على محافظات المملكة كان له العديد من الآثار السيئة على المدن حيث ساهم مساهمة فعالة فيما تشهده هذه المدن من ازدحام وارتفاع في تكاليف المعيشة وهجرة الآلاف من الأسر من المحافظات السعودية إلى حيث توجد الجامعات مثل الرياض وجدة بحثا عن مقعد لابنه في إحدى هذه الجامعات التي تتركز بكل كلياتها في مدينة واحدة.
ومع الشكر والثناء للمخططين والمخططات في رئاسة تعليم البنات على توزيع كلياتها بين أكثر من ثمانين محافظة ومدينة وقرية في مختلف مناطق بلادنا الثلاثة عشر إلا أن المطلوب من الرئاسة توسيع التخصصات في هذه الكليات وعدم توحيد مخرجاتها في تخصص واحد هو التدريس وفي الإمكان تكوين لجنة في كل منطقة بحيث يشارك فيها ممثلون للغرفة التجارية والصناعية ولوزارة الخدمة المدنية ولوزارة العمل وللقطاعات العسكرية بحيث تحدد هذه اللجنة المجالات الوظيفية والتخصصات التي يحتاجها سوق العمل في كل منطقة وعلى ضوء ذلك يتم تحديد التخصصات في كل كلية بناء على تقارير هذه اللجنة ان افتتاح هذا العدد الكبير من الكليات والذي من المتوقع أن يتضاعف في السنوات العشر القادمة يؤكد اهتمام الحكومة بتعليم المرأة السعودية ويؤكد في نفس الوقت حرص رئاسة تعليم البنات على افتتاح الكلية، حيث توجد الطالبة بدلا من انتقال الطالبة إلى حيث توجد الكلية ولولا هذه السياسة لتوقف تعليم آلاف البنات عند المرحلة الثانوية لصعوبة انتقال الكثير من الأسر إلى المدن ولاستحالة انتقال كل السعوديات الحاصلات على الثانوية بمفردهن إلى حيث توجد فرص التعليم فوق الثانوي.
مرة أخرى لابد من إيجاد تخصصات متعددة تتناسب مع احتياجات سوق العمل في بلادنا غير التعليم وإلا فإن النتيجة النهائية للدفعات المتعاقبة من الحاصلات على البكالوريوس من هذه الكليات هي لم يعمل أحد ويكون دور هذه الكليات في المجتمع رفع مستوى ربات المنازل السعوديات من الثانوية إلى المرحلة الجامعية وهو أمر يشكر للرئاسة ولكنه ليس الهدف الأول لافتتاح هذه الكليات وبهذا العدد وفي هذه كل هذه المحافظات والمدن والقرى.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved