أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 6th October,2001 العدد:10600الطبعةالاولـي السبت 19 ,رجب 1422

الفنيــة

براكين
لا للعواطف.. سوف نشاهدها!!
سليمان بن عبدالعزيز السالم
منذ ان ظهرت القنوات الفضائية كوسيلة اتصال عالمية لكونها من الوسائل المرئية القوية التأثير على الرأي العام، وهي تلقى انتقادات حادة على ما تقدمه من مواد ومشاهد مثيرة اعتقاداً بأنها تمس المتلقي وتغير مفاهيمه، وهذا حمل الكثير من المشككين على الهجوم عليها دون أدنى وعي أو فهم، ونحن هنا في هذا المجال لا نقوم بدور المؤيد أوالمدافع على ما تقدمه هذه الفضائيات من سموم مزعومة للمراهقين وضعاف النفوس. ولكن لنكن منصفين وأن لا نغالط أنفسنا إذ بقي العقل هو المحرك لسلوكنا واتجاهاتنا وليس الإسقاط على ما يقدم في هذه الفضائيات، فالأقمار الصناعية ما هي إلا تقنية عالمية يحتاجها العالم للاتصال بعضه مع البعض كأحد فنون الاتصال المختلفة، وما القنوات الفضائية إلا واحدة من الوسائل المهيأة التي تنطلق من صميم عمل هذه الأقمار وهذا يعني أنها تحت سيطرتنا متى ما أردنا ذلك «رقابة ذاتية» ولم تكن جبراً علينا كالهواء الذي نتنفسه من دونه سنموت فهي سلاح ذو حدين ويرجع لنا كيف نستخدم هذا السلاح هل في الخير أو الشر وإن انتشارها بهذا الكم ما هو إلا تسخيرات فرضتها الحاجة الحتمية للتمشي مع متطلبات الحياة المتمثلة في تدفق المعلومات الاقتصاد الحر والطلب الكبير على معرفة مجريات أحداث العالم وحاجة مجتمعنا العربي لفرض وجهة نظره العربية والإسلامية ليوصلها إلى العالم، فالميدان مفتوح والصراع بين الفضائيات قائم نظراً لما تحتويه من قوى تأثير كبير سواء قنواتنا العربية أو الأجنبية. فالقنوات الغربية تقدم ما يظهر وجهة نظر شعوبها إلى العالم هادفة إلى الهيمنة والسيادة ونحن أيضاً نملك هذا الاتجاه والوسائل الفاعلة. في هذا المقام نعذر المشاهد ولجوئه إلى هذه الفضائيات وتركه لمحطته المحلية مادامت عاجزة عن تحقيق طموحاته وهذه الطموحات بالطبع لن تتحقق إلا بمراجعة الحسابات والانتباه إلى هذا الغياب لتلك المحطات المحلية التي صارت طي النسيان. يذهب كثير من المنظرين إلى أن الاستحواذ على المشاهد لن يتم إلا باستمالته وتلمس رغباته وذلك لن يكون إلا بوجود مركز أبحاث في كل محطة يتم من خلاله دراسة اتجاهات الرأي العام والتي من نتائجها يمكن التعرف على رغبات المشاهدين والمحافظة عليهم وإيقافهم عن ملاحقة ضالتهم القنوات الفضائية المفتوحة. إن مبدأ حفظ ماء الوجه مازال قائماً وفعالاً للمحطات المحلية يضمن للمشاهد الاستمتاع بما تقدمه تلك القنوات دون أن يخدش ذلك شيئاً من كيانها على تقصيرها مع المشاهد نحن نقع تحت مظلة إعلامية تقوم بدور حارس البوابة الأمين وهناك جهات رسمية مصرح لها ومسؤولة عن حمايتنا فضائياً تختص بالإشراف والمتابعة لقنواتنا مثل عربسات وغيرها كثير.
والسؤال الذي يطرح نفسه، ماهو الدور الذي تقوم به هذه الجهات، هل هو فقط التركيز والتصدي على ما يتشدق به الكثيرون بأن الفضائيات هي من أكبر العوامل الهدامة للأخلاق من خلال ما تقدمه عبر مواد برامجها خاصة إتجاهها إلى انتقاءالرقيق الأبيض «بعض المذيعات» في تقديم برامجها وعرضها للمشاهد التي تثير العواطف والغرائز ليتأوه عليها أصحاب الهوى والشهوات أم أن الهدف هو المواجهة مع الفضائيات الغربية وفرض صوتنا العربي وتجاهل التركيز على الهامشيات التي يطنطن بها الذين قل مستوى الوعي لديهم.
في إحدى الدول العربية وقف أحدهم منتفضاً غضباً مهاجماً القنوات الفضائية بشكل مستميت وقد فات عليه أنه في هذا الوقت الذي نال فيه من تلك القنوات كانت أربع منها تخدمه في تلك الحظات حيث نقلت موضوعه إلى ملايين الناس من المشاهدين. إن وجود هذه الفضائيات أمر ضروري وحتمي، فهي المحرك الأساسي لخلق التجانس بين الشعوب وتلاقح الثقافات لتجعلنا نشاهد العالم بآفاق واسعة ورحبة.
1» نعم إنها تنقلنا الى مساحات كبيرة من العالم لنشاهد عن قرب الاحداث التي تحيط بنا من كل جانب. ولعل تغطية الاحداث بشكل يتبع رغبة المشاهد هو الفصل في تواجد هذه الفضائيات خاصة تلك التغيرات والاحداث التي تعصف بالعالم. وخاصة تهافت الفضائيات على تغطية الهجوم العصري على منشآت أمريكية اهتز لها ضمير العالم وغيرها كقضية العرب الأولى قضية فلسطين. نقول إذا كان وجود الفضائيات لا يعجب البعض من الناس فكيف بآخر صيحات التقنية وليجهزوا للهجوم من جديد على ما نشاهده في تلك النافذة الصغيرة والمسماة «بالإنترنت».

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved