أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 6th October,2001 العدد:10600الطبعةالاولـي السبت 19 ,رجب 1422

المتابعة

اليوم العالمي للمعلم
مبارك الفاضل
تشارك المملكة العربية السعودية دول العالم الاحتفاء بالمعلمين الجمعة الثامن عشر من شهر رجب 1422ه الموافق للخامس من شهر اكتوبر 2001م.
واستشعر العالم باسره مكانة المعلمين واتفقت كل الأمم والحكومات على ان مهنة المعلم بل رسالته السامية لا يوازيها أي مهنة أخرى فأعلنت منظمة الأمم المتحدة عام 1994م أن يوم الخامس من أكتوبر من كل عام يوم عالمي للمعلم تحتفي فيه الأمم بمعلميها.
فبالعلم تضاء القلوب والعقول ويسمو المجتمع ويعيش أهله حياة رغيدة يلفها التفاهم والعمل الجاد والتعاون في الخير.
وقد كانت البدايات الأولى لتأسيس المملكة العربية السعودية إعلان الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود )رحمه الله( حرباً لا هوداة فيها على الجهل الذي عانت منه الجزيرة العربية ردحا من الزمن.
وقد أدركت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله أهمية التعليم وأدوار المعلمين الريادية في المجتمع وكانت وما زالت توجيهات الملك المفدى إعطاء المعلم ما يستحقه من عناية واهتمام.
ويعد مشروع عبدالله بن عبدالعزيز وأبنائه الطلبة للحاسب الآلي «وطني» الذي يهدف إلى توفير التقنية في جميع المدارس ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجالاته لرعاية الموهوبين أبرز الشواهد الحديثة لاهتمام الدولة بالتعليم ورجالاته ومستقبله.
وإذا كانت المملكة العربية السعودية تشارك العالم الاحتفاء بالمعلمين في هذا اليوم فهي تستنطق التاريخ ليعيد إلى الأذهان أن ديننا الحنيف كرَّم العلم والعلماء منذ أربعة عشر قرناً من الزمان وهي تعبر أيضاً عن تضامنها مع بقية الشعوب للبحث في كل السبل الممكنة لتكريم المعلمين.
ويعد هذا اليوم فرصة للمراجعة والتأمل في أحوال التربية والتعليم ومسئوليات المعلمين التي تتطور يوماً بعد آخر في ظل ثورة المعلومات والاتصالات الهائلة في هذا العصر الذي زالت فيه الحدود الجغرافية حتى أضحت المعلومة ميسرة لكل راغب في الحصول عليها في أي زمان ومكان وبذلك تكون العزة فيه والمنعة للأمة التي تملك المعلومة وتوجهها نحو غاياتها وأهدافها بعد أن أصبحت عملة لا تقدر بثمن مادي زائل.
وتنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله فقد أعطت وزارة المعارف اهتماماً خاصاً بالمعلم فقد نفذت العديد من المشروعات التربوية التي تهدف من ورائها إلى إيجاد جيل من المعلمين القادرين على تحسين البيئة التعليمية وتطويرها باستمرار ويأتي في مقدمة تلك المشروعات التواصل الإنساني والعملي مع المعلمين واشراكهم في اتخاذ القرارات التطويرية سواء ما يتعلق منها بالمقرر الدراسي كتطوير الكتب من خلال الاستبانات التي وضعت في مقدمة كل كتاب أو من خلال فتح قنوات اتصال أخرى كإقامة اللقاءات العلمية وورش العمل بين جميع أطراف العملية التعليمية إضافة إلى التبادل البريدي الكتابي والبريد الإلكتروني على شبكة الإنترنت حيث استفاد من الموقع أكثر من تسعين ألف معلم منذ افتتاحه ويعد البوابة الجديدة نحو الإدارة الإلكترونية.
وكان مما تحقق في مجال الإشراف التربوي اعتماد مبدأ «المشاركة» والحوار العلمي بين المعلم والمشرف التربوي وذلك من خلال تغيير مسمى التوجيه التربوي إلى الإشراف التربوي وما تبع ذلك من توجهات جديدة لتواكب هذه النظرة الحديثة لمفهوم الإشراف في ظل اتساع المعرفة وتنوع مصادرها وأهمية تلاقح الأفكار وتبادل الخبرات بين التربويين فصدرت لائحة الإشراف التربوي الجديدة التي لاقت استحسان الميدان وأعطي المعلمون ومديرو المدارس صلاحيات متنوعة ثقة في قدراتهم ورغبة في تنوع أبواب المشاركة بين التربويين والتحليق في سماء الإبداع.
أما في مجال التدريب التربوي فقد صدرت تعليمات معالي وزير المعارف بإنشاء إدارة عامة للتدريب التربوي وتبع ذلك إنشاء 42 مركزاً تدريبياً منتشرة في مناطق المملكة وتمكنت الوزارة من رفع تأهيل أكثر من 21790 معلماً سواء بالتفرغ التام للدراسة أو بالدراسة المسائية أو الانتساب.
وتم إقرار خطة عام 1417ه لإعادة تأهيل أكثر من 35000 معلم للحصول على درجة البكالوريوس وذلك بتفريغ «1000 معلم» سنوياً وإتاحة المجال للمئات منهم للالتحاق بكليات المعلمين للدراسة حيث طورت من معاهد إلى كليات متوسطة فكليات جامعية تخرج منها حتى الآن 000.54 معلم ويدرس بها حالياً000.28 طالب وهي تمنح البكالوريوس في عدة تخصصات وأدخلت تخصصات جديدة مثل الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية الأمر الذي ساند جهود الوزارة في إدخال هاتين المادتين ضمن مقررات المرحلة الابتدائية اعتباراً من العام الدراسي القادم 1423/1424ه بإذن الله.
وأنيط بهذه الكليات بالإضافة إلى إعداد معلمي المرحلة الابتدائية مهمة «التدريب» فاسهمت مع كليات التربية في الجامعات السعودية ومعهد الإدارة العامة ومراكز التدريب في المناطق من خلال خطة التدريب التي وضعتها الوزارة في تدريب أكثر من 65000 معلم في خمس سنوات تتراوح مددها بين ثلاثة أسابيع وفصل دراسي كامل ودبلوم تربوي.
أما في مجال الدراسات العليا والابتعاث فقد تم تفريغ 2500 معلم لتحضير درجة الماجستير ووصل عدد المبتعثين إلى 100 مبتعث ومن المقرر أن توسع الوزارة من دائرة الابتعاث بعد صدور اللائحة الجديدة للابتعاث الداخلي.
وتنامت وسائل الاهتمام بالمعلم وتنوعت الأفكار والخطط والبرامج التي تستهدف الحفاظ على مكانة المعلمين الرفيعة في المجتمع فصدرت «بطاقة المعلم» التي تمنح مميزات خاصة لهم في كل مناشط الحياة إضافة إلى مشروع الضمان الصحي الذي وقعته الوزارة مؤخراً مع القطاع ليقدم خدماته للمعلمين وأسرهم وفق رؤية إسلامية صحيحة.
إن مكانة المعلمين اليوم مرهونة بما يقدمونه ويسهمون به لخدمة الأجيال الناشئة فهم موضع تقدير المجتمع واحترامه وثقته وهم لذلك حريصون على أن يكونوا في مستوى هذه الثقة وذلك التقدير والاحترام يعملون في المجتمع على أن يكون لهم دائماً في معارفهم وخبراتهم دور المرشدين والموجهين.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved