أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th October,2001 العدد:10605الطبعةالاولـي الخميس 24 ,رجب 1422

الثقافية

هكذا
كتابة أخرى..
فهد العتيق
(صورة)
* هل أن ما نقرأه بين وقت وآخر من حنين للماضي أو مناجاة عاطفية على مرتفع في القرية النائية، هو بحث عن حبيب مفقود، أم حنين لذلك (المكان) الذي تركه الناس وأصبحوا كلما تعبوا من حياة المدينة يرونه النموذج الحقيقي للحياة؟!.
في إحدى المجلات قرأت عن ذلك الذي سمَّى نفسه (مستريح) وكتب عن تجربته حين قاطع نشرات الأخبار وقاطع مواقع الانترنت وقاطع قنوات الفضاء ووركز على وظيفته واسرته وعلى خط جديد يدعوه للنوم باكراً والصحو باكراً لكي يقبض كل يوم على صباح في أوله.. يريح باله ويعيده لطعم قديم وممتع للأشياء وللحياة.
هذا الغرب الذي انتج هذه الصناعات المتطورة وفتح (تكنولوجيا) متقدمة في حياة البشر الحديثة، وقدم الكثير من الافكار والابداعات الهامة في الفكر والأدب والعلوم الاخرى، لم يكن ليصل الى هذا المستوى المتطور من الانتاج لولا الحياة المنظمة التي تعتمد أولاً وأخيراً على العطاء والانتاج بالاضافة الى توفر مناخات مساعدة على كل المستويات بدءا من الامكانات المادية وليس انتهاء بحرية التفكير والابداع بلا حدود وفي شتى المجالات، مع الاحتفاظ بروح حية بعالم الزراعة والريف حتى لا يقع في فخ المدينة الحديثة!!.
ان من المفترض ان يحيط بكل مدينة حديثة وكبيرة وضاجة، قرى صغيرة تمثل (العالم) الريفي الهادىء والبسيط، القادر على تخفيف اعداد السكان في المدن الكبيرة بعد ان يجذب الناس الراغبين والمحبين لهذه الحياة.
مثل هذه القرى أو المدن الصغيرة بحاجة الى عناية خاصة لكي تكون اماكن زراعية ترطب الاجواء، ويمكن ان تقدم أيضا محصولاً زراعيا للسوق المحلي المجاور وتساعد في حل جزء من مشاكل العاطلين عن العمل، وهناك قدرات بشرية جادة تحتاج الى مثل هذه المدن الصغيرة أو القرى عندما تجد الدعم والتشجيع المادي والمعنوي، على سبيل المثال قطع زراعية صغيرة وقروض ميسرة للبناء واستخراج الماء والزراعة وسوف تكون المهمة سهلة حين يتوفر مثل هذا الاهتمام بها.
تلك المناجاة العاطفية لكثير من الاقلام التي نقرأ حنينها كثيراً، تبحث عن أحباء كثيرين، وعن أشياء كثيرة، أولها ذلك النمط الهادىء من الحياة الذي تركناه أكثر من 25 عاما، وما نحتاج الآن هو قرى زراعية صغيرة تحيط بكل مدينة حديثة اسمنتية كبيرة، قرى ليست (نائية) ولكن (قريبة) من هذه المدن الكبيرة حتى لا تشعر بالعزلة، وحتى يلوذ بها سكان المدن الكبيرة نهاية كل أسبوع لغسل هموم كثيرة خلفتها المدينة الحديثة التي قرأناها جيداً لكننا لم نفهمها كثيراً، إنها عصية على الفهم وصعبة جداً رغم كل ما فيها من متع وتسال وركض وزحام.
إن عنايتنا بكل المدن الصغيرة أو القرى القريبة والمحيطة بكل مدينة، وإعادة الطابع الزراعي لها والتشجيع على العودة لها والاستثمار هناك سوف يخفف العبء كثيراً على المدن الكبيرة ويحل مشاكل البحث عن عمل ويرطب أجواءنا قليلاً أو كثيراً حسب مستوى دعمنا لهذه الحياة الجديدة والهامة.
على الاقل نريد أن نحنَّ إلى صورة موجودة وليس إلى صورة مفقودة.
fahdateq@hotmail.com
ص.ب: 7823 الرياض: 11472

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved