أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th October,2001 العدد:10605الطبعةالاولـي الخميس 24 ,رجب 1422

الثقافية

شخصيات في الذاكرة (1)
الأستاذ إبراهيم الحجي
الطموح الذي اقتحم خنادق الأمية
عبدالله بن سالم الحميد
* في مقدمة نماذج التوجه الحضاري النبيل يأتي التوجه إلى المعرفة والارتقاء، والتوعية والتوجيه لاحتضان التعليم وتيسيره لكل أفراد المجتمع وفئاته والطموح إلى نشره وشموليته في مواقع ومسارب شتى.
* والأستاذ إبراهيم الحجي علم من أعلام التربية والتعليم في المملكة وقلم معبر من أقلام التوعية والتثقيف.
* انطلق في ارتقاءات سلم التعليم في مرحلة متأخرة من العمر واقتحم خنادق الأمية طامحا، منافسا، متجليا ومتجاوزا كل المعوقات المثبطة لعزيمة الرجال.
* بالحكمة والتأمل والتواضع والتعقل نسج خيوط العمل والتعامل حتى حقق كثيرا من طموحه وأمنياته.
* نموذج من نماذج الطموح والنبل يستحق اللفتة والإشادة والوفاء لما كان له من دور وتأثير وحضور.
ذلكم هو الاستاذ المربي إبراهيم بن محمد الحجي، وكيل وزارة المعارف سابقا.
* بعنوان (اقتحام خنادق الأمية) كتب الأستاذ إبراهيم الحجي مقالة نشرت في جريدة الرياض بتاريخ 8 و9 من شهر جمادى الاولى من عام 1406ه في حلقتين تناول فيهما برامج محو الأمية وتعليم الكبار وما تقوم به القنوات التعليمية من أعمال لمكافحة الأمية وما تواجهه تلك الجهود من سلبيات (الروتين الاداري) وتناول من أعماق اهتمامه بهذا الشأن ما تعانيه الجامعات من ضعف مستوى الطلاب بعد تجاوز المرحلة الثانوية بتقديرات ضعيفة متواضعة وتضمنت تلك المقالة دعوة أستاذنا إبراهيم الحجي إلى إلزامية التعليم في مدارس محو الأمية وتعليم الكبار لأهمية التعليم والتوعية في نسيج التنمية والبناء.
* من الرجال الذين كان لهم دور بارز في ميدان التعليم منذ ربع قرن مع أولئك الرجال الأوفياء المخلصين: الشيخ حسن آل الشيخ، والدكتور عبدالعزيز الخويطر والأستاذ ابراهيم الحجي. والأستاذ عبدالرحمن العبدان مدير عام التعليم الخاص بوزارة المعارف سابقا، وأمين عام المجلس الأعلى للإعلام حاليا وأحد رفقة مشوار الأستاذ إبراهيم الحجي في العمل سابقا يتحدث عن تلك المرحلة وعن الأستاذ الحجي فيقول:(1).
(الاستاذ ابراهيم الحجي أحد رواد التربية والتعليم الذين أسهموا في هذا الميدان بجهد وافر يذكر فيشكر، والأستاذ إبراهيم من مواليد عام 1342ه، أكمل تعليمه الجامعي في عام 1372ه حيث تخرج في كلية الشريعة بمكة المكرمة ضمن الدفعة الأولى من طلابها.
أما حياته العملية فقد بدأ مراسلا في مدرسة ابتدائية في المجمعة، وانتهى وكيلا لوزارة المعارف لشؤون الثقافة. عصامي في بداياته، طموح في مسيرة حياته، مخلصا في حياته العملية وفي تعاونه ولقاءاته.
بعد تخرج الاستاذ ابراهيم من الكلية عمل في القضاء فترة قصيرة، ثم عُين الأستاذ الحجي بعد ذلك مديرا عاما لوزارة المعارف حيث أصبح الرجل الثالث في الوزارة بعد الوزير ووكيل الوزارة بالتنظيم القديم لهيكل وزارة المعارف.
بعدها عُين الأستاذ إبراهيم وكيل وزارة مساعد لشؤون التعليم، ثم وكيل وزارة لشؤون الثقافة.
وقد كانت هذه الوظائف المتدرجة من حيث السلم والمتنوعة من حيث الاختصاص عاملا مهما في إثراء خبرات الأستاذ إبراهيم الحجي ومعارفه التربوية والإدارية جعلت منه قائدا تربويا فعالا يتخذ قراراته من قناعاته حيث يرى المصلحة. والأستاذ الحجي كما عرفته من النماذج المشرفة في الإخلاص في العمل والصدق في التعامل مع الآخرين واحترام أمانة المسؤولية وسلامة المقصد، عرف الأستاذ إبراهيم بدعمه غير المحدود للنشاطات غير الصفية بجميع مجالاتها، وتيسير الأمور لذوي الحاجات وبالشدة في رفض كل ما يتنافى مع القيم الإسلامية.
ترك وزارة المعارف بعد إحالته للتقاعد ببلوغ سن التقاعد وهو صديق الجميع، وهو أيضا من القراء المدمنين، فهو بعد تقاعده من العمل يقضي معظم وقته في مكتبته الخاصة وله اسهامات جيدة في الكتابة في مجالات التربية والتعليم، وفي مجالات الثقافة العامة.
أسهم مع الرواد القدامى في التعليم إسهامات جيدة بكل إخلاص ونزاهة وبكل صدق في العمل وفي المقصد وفي التعاون).
* وبعد أن ودع الأستاذ إبراهيم الحجي العمل الاداري آثر العزلة بعيدا عن الأضواء.. وتفرغ لبيته وأسرته وأبنائه يواصل مشواره التربوي بعد خبرة طويلة زاخرة بالعطاء قضاها في ميدان التربية والتعليم والادارة.
* الاستاذ عبدالرحمن بن سالم الخلف مدير المكتبة الناطقة واحد أعمدة التربية والتعليم الخاص، يتحدث عن رفيق دربه حديث التقدير والوفاء فيقول:(2).
(يسعدني أن أشارك في الحديث عن شخصية بارزة واكبت مسيرة نهضتنا التعليمية وتدرجت في المناصب لا أقول من أدناها وإنما أقول من المستويات البسيطة من المدرس الى عميد أو مدير للمعتمدية بنجد الى مفتش مركز الى مدير عام امتحانات الى مدير عام وزارة الى مدير عام تعليم الى مساعد وكيل وزارة لشؤون التعليم الى أن انتهى بوكيل وزارة المعارف للشؤون الثقافية.
هذه الشخصية هي الشيخ ابراهيم الحجي وقد سعدت بالعمل تحت إدارته من عام 1398ه فوجدت الشخصية التي تحس بمشاكل التعليم وتلمس بإحساس وطني مشاكل التعليم وتحاول بقدر الإمكان النهوض بهذا المرفق الهام.
وحديثي عن هذه الشخصية ربما يحتاج الى ان نتحدث عنه منذ أن واكب مسيرة التعليم حيث ساهم في هذا البناء الشامخ فدرَّس بعض الشخصيات البارزة مثل أبناء سمو الأمير عبدالله بن عبدالرحمن درَّسهم في قصر سمو الأمير عبدالله ثم عمل مدرسا في التعليم العام ثم تولى المناصب السالف ذكرها، والحقيقة الأستاذ ابراهيم حينما يتكلم الشخص عنه تتشعب أمامه الأحاديث لكن لعلي اذكر بعض المواقف التي كان ومن خلال معاصرتي له قد تحدث عنها، فحينما كان مديرا لمعتمدية نجد كان لا يوجد في ذلك الوقت إلا ثلاثة مدرسين للرياضيات من المواطنين، وقد كانت هذه المشكلة يلمسها وساهم في توفير المدرسين لهذه المادة الهامة حتى لم يترك الوزارة والحمد لله إلا وقد تخرج ووفر أعدادا كثيرة سواء كان من خلال مشاركته في عضوية مجالس جامعات في الرياض حيث كان عضوا في جامعة الملك سعود، وكان عضوا في جامعة الملك عبدالعزيز، وكان عضوا في جامعة الامام محمد بن سعود، وكان عضوا في جامعة البترول، ومجلس التربية العربية، كل هذه الهيئات عمل من خلالها لتوفير الكوادر اللازمة للتعليم.
ايضا من المراكز التي شغلها كان يحاول بقدر ما أتيح له من فرصة ومن إمكانيات كان يساهم برأيه وفكره في بناء التربية والتعليم ولعل حديثي عنه يعتريه بعض التقصير لبعض الأمور التي ربما لا أحيط بها او لا ادرك الإحاطة بها كاملة، ولكنني أعرف ان هذا الرجل يمثل الموسوعية التاريخية للتربية والتعليم ولعله من حسن حظنا أن أكشف بعض الأمور التي عرفتها وهي ان مكتبة الملك فهد استضافته في عدة أحاديث في هذه الايام، وسجلت معه بعض المعلومات والوثائق التاريخية عن مسيرة التعليم، ولعل هذه الجوانب التي سجلها في مكتبة الملك فهد تكون مرجعا ونبراسا لمن أراد أن يبحث ويعرف الجهود التي بذلها رجال التربية والتعليم في هذا البلد، ومن بينهم الشيخ ابراهيم الحجي جزاه الله عن التربية والتعليم خيرا، ولعل هناك جانبا يستحق الذكر، هذا الجانب يبين مدى طموح الشيخ ابراهيم حتى بعد ان احيل إلى التقاعد لم يفقد طموحه ولا إرادته التي تتأجج بين جانبيه لم يحد منها حدود، فلم أعلم قبل حوالي شهرين إلا وهو داخل عليَّ في المكتبة المركزية الناطقة للمكفوفين بعد ان كف بصره فقال يا أبا جلال أنا أريد ان أتعلم طريقة برايل.
فوقفت أمام الشيخ إبراهيم وكيل الوزارة ورجل التربية والتعليم وأنا أفكر في هذه الكلمات لعلها صار لها مردود كبير في نفسي وإكبار لهذا الرجل الذي أوشك أن يبلغ السبعين وهو لا يزال يفكر في توسيع مداركه وقد كتبت له حروف برايل وهو يتعلمها الآن.
وقد قال لي إنه يريد ان يتعلم هذه الطريقة باللغة العربية والانجليزية، وهذا جانب يدل على ان الشيخ إبراهيم لم يقف في طموحاته وفي توسيع مداركه حدا معينا، أطال الله عمره وجزاه الله خيرا عن التربية والتعليم، ولعل هذه العجالة تكفي في ذكر بعض جوانب عن هذه الشخصية البارزة، ولعل من أتيح له الحديث يلمس بعض الجوانب التي لم أتعرض لها).
هوامش:
(1) حديث مسجل هاتفيا للاذاعة يوم الثلاثاء 2/6/1419ه لبرنامج (رجال في الذاكرة).
(2) حديث مسجل معه مساء الاثنين 1/6/1419ه لبرنامج (رجال في الذاكرة).

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved