أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th October,2001 العدد:10605الطبعةالاولـي الخميس 24 ,رجب 1422

متابعة

الشيخ حمد بن خليفة لدى افتتاحه المؤتمر الطارئ لوزراء خارجية الدول الإسلامية: [[[[[[[[[[[[[[1
ندين بشدة ما تعرضت له أمريكا من أعمال إرهابية ونتطلع إلى ألا يطال التصدي للإرهاب المدنيين
[[[[[[[[[[[[[[
أمير قطر يتبرع بـ 10 ملايين دولار لصندوق مساعدة الشعب الأفغاني
* الدوحة ق.ن.ا:
افتتح سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى أمير دولة قطر رئيس الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الإسلامي صباح أمس بفندق شيراتون الدوحة الاجتماع الطارئ التاسع لوزراء خارجية الدول الاعضاء في المنظمة ، وذلك بحضور الرئيس ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين.
وقد بدأت وقائع الاجتماع بتلاوة من آيات الذكر الحكيم ثم تحدث وزير خارجية جمهورية مالي رئيس الدورة الثامنة والعشرين للمؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية وقال: إن اجتماع اليوم يعقد لمناقشة الأوضاع الخطيرة التي نجمت عن الهجمات التي شنت ضد الولايات المتحدة الامريكية التي هزت العالم بأسره وخاصة العالم الإسلامي.
بعد ذلك ألقى سمو أمير دولة قطر رئيس الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الإسلامي كلمة شدد في بدايتها على أهمية الاجتماع التاسع الطارىء لوزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة بسبب انعقاده في ظل أحداث بالغة الخطورة بكل تداعياتها الكبيرة على الأوضاع العالمية وعلى الأمة الإسلامية لحقبة قادمة .. مشيرا إلى ان العمل العسكري الامريكي المتوقع على أفغانستان بدأ معززا بدعم الدول المتحالفة في السابع من هذا الشهر كرد على الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها كل من نيويورك وواشنطن في الشهر الماضي.
وقال سمو أمير قطر ان التداعيات المترتبة على هذا العمل الإرهابي تحتم علينا ان نجتمع لنتشاور فيما يتعين علينا اتخاذه في مواجهة هذه الظروف وكيفية التعامل مع اسبابها ونتائجها وان نؤكد بالغ استنكارنا لما وقع وإدانتنا لهذه الأعمال المشينة ولازهاق الارواح البريئة وترويع الآمنين بما يتنافى مع جميع القيم الانسانية والأعراف الدولية والشرائع والديانات السماوية بما فيها الدين الإسلامي الحنيف الذي يحض على التسامح والمحبة.
وأضاف اننا اذ نؤكد رفضنا القاطع لهذه الأعمال نرى ان التصدي لها يجب ألا يمس المدنيين الأبرياء والا يتعدى إلى غير من قام بتلك الهجمات مما يتطلب توافر الأدلة القاطعة في حق الجناة.. مشيرا إلى أن مؤتمر القمة الإسلامي التاسع الذي عقد في الدوحة أكد الحاجة الملحة لانشاء صندوق لمساعدة الشعب الأفغاني تحت رعاية منظمة المؤتمر الإسلامي.. معلنا سموه عن تبرع دولة قطر بمبلغ عشرة ملايين دولار أمريكي.
وقال سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ان إدانتنا للإرهاب لا تأتي بهدف إبعاد الشبهة عن الإسلام، بل هي إدانة للتطرف الذي تفشى في المجتماعات الانسانية ولا يقتصر على عقيدة معينة أو ثقافة محددة أو عرق بذاته.. مشيرا إلى ان العالم الإسلامي يقف في طليعة من نادى بحوار الحضارات سبيلا إلى التفاعل والالتقاء بينها والتقارب بين شعوبها كبديل عن التناحر والصراع وأن الجمعية العامة للأمم المتحدة ستصدر قريبا وثيقة دولية حول حوار الحضارات.
وطالب سموه بالعمل بشكل أكبر على تفعيل دور الأمم المتحدة باعتبارها الاطار الذي يجمع كافة دول العالم ويمثل الشرعية الدولية المستندة إلى ميثاقها الذي يهدف بالاساس إلى حفظ السلم والأمن الدوليين.. مشددا على ضرورة دعوة الأمم المتحدة إلى مؤتمر دولي لصياغة معاهدة دولية لمكافحة الإرهاب الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة وقيادتها تلزم الدول كافة .
وأكد الشيخ حمد بن خليفة من هذا المنطلق حق الشعب الفلسطيني في مقاومته الاحتلال الذي اغتصب أرضه وشرد أهله وفرض سياسة التجويع والحصار في محاولات مستمرة لقمع حرية هذا الشعب .
ولفت الانتباه إلى ضرورة ألا تشغل الاحداث الأخيرة في الولايات المتحدة المجتمع الدولي عن دوره في حيال ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إرهاب الدولة الذي تمارسه الحكومة الاسرائيلية حيث ان تلك الأعمال الوحشية التي ترتكبها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ليست الا إرهابا منظما ضد شعب أعزل .. مشيرا إلى ان إرهاب الدولة هو الذي يولد إرهاب المنظمات والعنف هو الذي يولد العنف .
وأكد ان لا سبيل لكسر الحلقة المفرغة الا بإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وعلى رأسها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.. داعيا المجمتع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة وروسيا وكافة الأطراف الدولية المؤثرة إلى تحمل مسؤولياتهم وتوفيرالحماية الدولية المطلوبة للشعب الفلسطيني وأبنائه في مواجهة آلة الحرب الاسرائيلية.
وأعرب سمو أمير قطر عن ارتياحه للتصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي جورج بوش وتحدث فيها عن إقامة الدولة الفلسطينية باعتبارها جزءاً من التصورالاستراتيجي الأمريكي لتسوية الصراع في منطقتنا .
كما أعرب في ختام كلمته عن الأمل في ان تبادر الولايات المتحدة وبسرعة إلى وضع هذا الموقف موضع التطبيق الفعلي والسعي إلى تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي في إطار القرارات الدولية ذات الصلة في هذا الشأن حتى يصبح من الممكن تمهيد الطريق لاحلال السلام العادل والدائم والشامل لجميع دول المنطقة وشعوبها .. منوها بالموقف المنصف الذي اتخذه الرئيس الأمريكي وقادة الدول الاوربية في التصدي لمحاولات استغلال تلك الأحداث المؤلمة لإلصاق تهمة الإرهاب زورا بالعرب والمسلمين ووقوفهم في وجه تلك المحاولات المشبوهة التي ترمي إلى الاساءة اليهما .
وبعد ذلك القى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كلمة أشار فيها إلى ان الاجتماع الطارىء لوزراء خارجية دول المؤتمر الإسلامي يعقد وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة الدقة والخطورة خاصة بعد تلك الأعمال الإرهابية المروعة التي ضربت الولايات المتحدة الامريكية يوم 11 من سبتمبر الماضي.. كما هنأ الرئيس الفلسطيني في كلمته سوريا على عضويتها في مجلس الأمن بعد عضوية تونس الشقيقة لهذا المجلس وكذلك الاخوة السودانيين لرفع الحصار والعقوبات.
وأدان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الأعمال الإرهابية واعتبرها مساسا خطيراً بالقيم الانسانية .
كما أكد الرئيس الفلسطيني في كلمته على المواقف المشتركة في إدانة الإرهاب الأعمى ووقوفه في وجه القوى المغرضة وخاصة اسرائيل التي حاولت وتحاول تحميل الإسلام والمسلمين مسؤولية هذه الأعمال الإرهابية.
وحيا الرئيس الفلسطيني جميع الدول والشعوب الذين سارعوا إلى الوقوف في وجه التصعيدالاسرائيلي العسكري وحصاره وعدوانه على الشعب الفلسطيني الواقع ضحية الاحتلال والقمع والقهر اليومى والتميز والاستيطان .
والقى بعد ذلك محمد بن عيسى وزير خارجية المغرب رسالة الملك محمد السادس عاهل المغرب بصفته رئيس لجنة القدس وأعرب فيها عن عميق شكره وتقديره على مبادرة سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني باستضافته للاجتماع الطارىء الذي يعقد وسط ظروف دولية بالغة التعقيد والتي تستدعي موقفا مسؤولا يبرهن على قدرة وإرادة الامة الإسلامية على رفع التحديات وتجنب المخاطر من الأحداث المأساوية .
وحذرت الكلمة من إفرازات وتفاعلات الاحداث التي تنذر باحتمالات شتى وهو ما يطرح على العالم الإسلامي تحديات كبرى ينبغي مواجهتها . وأكدت كلمة العاهل المغربي على ان المعركة ضد الإرهاب ينبغي ان تعتمد مقاربة شمولية تجمع بين إدانته المبدئية والعمل الملموس للقضاء على جذوره وأسبابه والتوجه إلى مرتكبيه وتجنب معاقبة المدنيين الأبرياء بأفعال لم يرتكبوها . وأعرب العاهل المغربى في كلمته عن استعداد بلاده لبذل الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم على أساس الشرعية الدولية والاوفاق المبرمة بين الأطراف المعنية بما يكفل استعادة الحقوق العربية المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .. داعيا إلى توحيد الصفوف والتشبع بقيم ديننا الإسلامي الحنيف في الدعوة إلى السلم والتعايش والاعتدال .
ثم القى عبدالواحد بلقزيز الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي كلمة أعرب فيها عن أهمية الاجتماع الذي ينعقد وسط ظروف بالغة الحساسية تقف فيها الدول الإسلامية في الخطوط الأمامية وذلك بالنظر إلى التداعيات الخطيرة التي خلفتها الهجمات الإرهابية التي استهدفت الولايات المتحدة الامريكية الشهر الماضي وبالنظر ايضا إلى إشارة أصابع الاتهام إلى الإسلام والمسلمين مما أدى إلى الخلط بين الإرهاب والإسلام والمسلمين.
وقال الامين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي: إننا وفي عالمنا الإسلامي نسعى إلى العمل على رفض ربط ظاهرة الإرهاب بالإسلام وهو الدين الذي يحرم قتل النفس البشرية بلا حق ويدعو إلى التسامح والوفاق ولا يجب ان تحجب عن الاعين حقائق مرة يعيشها أبناء الشعب الفسطيني منذ سنين طويلة حقائق الإرهاب الاسرائيلي الذي يشاهد العالم بأجمعه وقائعه بالصوت والصورة كل يوم .
وأكد الامين العام على انه من الضرورة التمييز بين إرهاب الدولة كالذي تمارسه اسرائيل وبين كفاح الشعوب من أجل الحرية والاستقلال وتحرير الارض .. مشيرا إلى الارتياح الذي ساد العواصم الإسلامية لتأكيد قادة الولايات المتحدة وأوروبا هذه الايام على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم.
واعرب السيد بلقزيز عن أسفه لما يعانيه الشعب الأفغاني من مخاطر حقيقية خاصة بعد ان أصبحت أفغانستان منطقة استقطاب دولي جعل الوضع السياسي في كل المنطقة غامضا ومثيرا للقلق.
وشدد الامين العام على مسؤولية الدول الإسلامية لمساندة شعب أفغانستان لتجاوز هذه المرحلة وذلك بتطبيق لقرارات المؤتمرات الإسلامية التي تؤكد وبوضوح ان مستقبل أفغانستان يجب ان يقرره شعب أفغانستان وحده دون أي تدخلات أجنبية وذلك في إطار حكومة وطنية يمثل فيها ابناء شعب أفغانستان بمختلف اعراقهم وفئاتهم .
وأعرب في الختام عن شكره لما اعلنه سمو أمير قطر عن استعداد بلاده للمساهمة في صندوق الدعم لأفغانستان بعشرة ملايين دولار.. مشيرا إلى المسؤولية التي تقتضي ان تكون نتائج الاجتماع في مستواها وذلك لتحقيق آمال الشعوب في السلام والاستقرار وإعلاء قيم الحق والخير.
وبعد ذلك القى السيد جمال البرزنجى كلمة وفد الجالية المسلمة بالولايات المتحدة الامريكية أكد فيها ان المسلمين والجاليات الإسلامية في امريكا ينظرون إلى منظمة المؤتمر الإسلامي لا على أنها تعبر فقط عن وحدة الامة الإسلامية حضارة وثقافة ولكن على انها ايضا المؤسسة السياسية الدولية المسؤولة عن مهمة حماية هوية الامة والحفاظ على خصوصيتها في زحمة صراعات الكتل العالميةالكبرى .
وقال: ان أبناء الجالية المسلمة الامريكية من خلال انتمائنا الحضاري والثقافي والديني للعالم الإسلامي تتطلع إلى تفهم منظمة المؤتمرالإسلامي وبلاد العالم الإسلامي وشعوبه لهذا الدور ومساندته وإثرائه ودعمه لتمكين الجاليات المسلمة في الغرب عامة والولايات المتحدة خاصة من القيام بدورها البناء في خدمة قضايا العالم الإسلامي العادلة والمساهمة في التنمية والبناء الحضاري في العالم الإسلامي .
وأضاف ان على الجالية المسلمة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والحكومات الإسلامية ووسائل الاعلام الموجهة إلى المشاهد الأمريكي ان تتكاتف لتنوير المجتمع الأمريكي والمجتمعات الغربية لجعلهم يتفهمون حقيقة الإسلام ويحترمون قيمه وأهله وشعوبه .
وأشار إلى ان الأمة الإسلامية حكومات وشعوبا وأقليات تتطلع اليوم إلى دور وصوت فعال يسمع ويحترم في هذه الأزمة التي تشهدها امريكا عند القيادة الامريكية لتوضيح الاسباب الكامنة وراء هذه الأحداث وطرح الحلول والمعالجات غير مكتفين بالإعراض .
وأوضح بأن الجالية الإسلامية تتطلع إلى دعم متزايد مستديم من منظمة المؤتمرالإسلامي ومن صندوق التضامن الإسلامي ومن حكومات وشعوب البلاد الإسلامية لدعم مؤسساتها الثقافية والتعليمية والدينية لتمكينها من أداء دورها في خدمة المصالح المشتركة والحفاظ على هوية الجالية وثقافتها وإثراء التواصل الحضاري البناء مع الغرب .
وبعد ذلك انتهت وقائع الجلسة الافتتاحية وتحولت إلى جلسة مغلقة .

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved