أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 11th October,2001 العدد:10605الطبعةالاولـي الخميس 24 ,رجب 1422

متابعة

بعد بدء الهجوم الأمريكي البريطاني في أفغانستان
طالبان والتحالف المعارض في سباق مع الزمن في أفغانستان
* نيودلهي د ب أ:
بعد أن شنت الولايات المتحدة وبريطانيا الموجة الأولى من الهجمات الجوية ضد أفغانستان يوم الاحد الماضي، يجدالأفغان والتحالف الدولي ضد الإرهاب على حد سواء أنفسهم في سباق مع الزمن مع قرب حلول فصل الشتاء.
وخلال الاسابيع القليلة المقبلة، ستسقط أول أمطار ثلجية على أفغانستان ليس في منطقة الجبال فحسب ولكن أيضا على العاصمة كابول.
ويعتقد الخبراء بأن الملايين مهددون بكارثة نظرا لانه مع هطول الثلوج على أفغانستان، قد يكون من المستحيل نقل كميات كبيرة من المساعدات برا وكذلك ضمان وصول عمال الاغاثة الذين يعرفون المنطقة إلى هناك.
ومن المنظور العسكري، فإن الكارثة التي تلوح في الأفق ربما تعني تحول الهجمات الامريكية والبريطانية ضد أفغانستان إلى هزيمة.
وتدرك الولايات المتحدة هذه المشكلة تماما وهو ما جعلها تحاول بكل ما أوتيت من قوة مساعدة الشعب الأفغاني، وتم بالفعل إسقاط آلاف الاطنان من المواد الغذائية من الجو.
إلا أنه منذ بدء العمليات العسكرية، أوقف برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة كافة قوافل الاغاثة البرية في حين لا يمكن أن تعوِّض أي كمية من المعونات التي تسقط من الجو هذا النقص.
ويقول فرانشيسكو لونا من برنامج الغذاء العالمي بباكستان إن إرسال إمدادات من الجو يجب أن يظل الملجأ الاخير، مضيفا «ان هذا الأمر يمكن أن تفعله عندما لا يكون أمامك أي خيار».
ومضى إلى القول «إنه ليس حلا جيدا لانك تجعل الناس يتحركون للبحث عن المواد الغذائية المسقطة في مناطق يمكن أن تكون مزروعة بالألغام. وبعد ذلك عليك أن توفر أفرادا على الارض لتوزيع الاغذية الملقاة من الجو».
وبعد 22 عاما من الحرب في أفغانستان، لم يتم تطهير سوى مساحة صغيرة للغاية من حقول الألغام. وفضلا عن ذلك، فإن عملية إسقاط المواد الغذائية جوا تتطلب وجود عمال إغاثة لضمان وصول الغذاء إلى الأسر التي تحتاجه بشدة.
ويعتمد سبعة ملايين ونصف مليون أفغاني، أي ثلث عدد السكان، على المعونات الغذائية. ويهيم أكثر من مليون شخص على وجوههم في أنحاء البلاد بسبب القتال المستمر ونتيجة لإحدى أسوأ موجات الجفاف منذ عقود.
وكانت الأزمة الانسانية في أفغانستان تتفاقم باطراد حتى قبل أن تزيد الهجمات الجوية والصاروخية الطين بلة.
وفي كابول، لا يجد تقريبا أي من سكانها البالغ تعدادهم 8.1 مليون نسمة ما يكفيه من الطعام.
ويعاني الاطفال الهزال ويبدو على وجوه الكبار شعور بالمرارة واليأس، ويتوفى طفل من بين كل أربعة في هذه الدولة قبل بلوغه سن الخامسة.
وعندما استولت حركة طالبان على الحكم في أفغانستان منذ خمسة أعوام، قوبلت بالترحيب كحركة تحرير نظرا لانها أجبرت قادة الميليشيات الكثيرين الذين أرهبوا الناس على الهرب. إلا أن طالبان فرضت بعد ذلك تفسيرها المتزمت للاسلام فيما فشلت في إنجاز مهمة إعادة بناء البلاد، وهو ما أدى إلى ظهور مشاعر استياء من النظام الحالي.
وقد حاول الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان خلال العامين الماضيين الالقاء باللوم في فشل نظامه على الدول الغربية، فقد أرجع ارتفاع أسعار الدقيق وغيره من المواد الغذائية ونقص أسامة بن لادن المتهم بأنه العقل المدبر وراء جرائم الارهاب.
وآتت دعاية طالبان ثمارها، فمشاعر العداء تجاه الغرب تزايدت وخاصة بسبب تقاعسه عن تقديم المساعدات التي تحتاجها البلاد بشدة لانعاش القطاع الزراعي.
ويعتقد المحللون الآن بأن طالبان لن تتردد في إلقاء اللوم على الولايات المتحدة وبريطانيا في الأزمة الانسانية التي يحتمل أن تحدث مع حلول فصل الشتاء .
ولتفادي انتصار طالبان في الحرب الدعائية يجب الحفاظ على قدر معين من الاستقرار في أفغانستان عقب الهجمات العسكرية لكيالمعركة ضد الجوع.
ولكن مع قرب حلول فصل الشتاء، لم يتبق سوى القليل من الوقت الثمين. هذا ولم يعد مستغربا ان تجمع السياسة بين أطراف متناقضة ولكن الغريب أن تجتمع الهند وباكستان.
وبسبب الأزمة الأفغانية في معسكر واحد بعد ثلاث حروب ومشاحنات مستمرة، فكل منهما يؤيد الولايات المتحدة وحلفاءها في الهجمات على أفغانستان لاسر أو قتل أسامة بن لادن ومساعديه المشتبه في أنهم المسؤولون عن هجمات 11 أيلول سبتمبر الارهابية في نيويورك وواشنطن.
وأدت الهجمات إلى أن يتحادث الرئيس الباكستاني برفيز مشرف ورئيس الوزراء الهندي آتال بيهاري فاجبايي مع بعضهما البعض أول أمس «الاثنين» وذلك للمرة الاولى منذ فشل قمتهما قرب تاج محل التاريخي في أجرا في تموز«يوليو» الماضي.
واقترح مشرف على فاجبايي ضرورة إحياء حوار أجرا الذي تعثر بسبب قضية كشمير التي تصر إسلام آباد على اعتبارها أساسا لإقامة علاقات طبيعية بين البلدين، بينما ترفض الهند تركيز المحادثات على كشمير ولا تستبعد مناقشة كل القضايا الاخرى المثيرة للنزاع.
وذكرت تقارير أن فاجبايي أبلغ مشرف أن الهند تريد السلام دائما ولكن إسلام آباد لم تفعل شيئا لاعتقال المسؤولين عن هجوم انتحاري بقنبلة في الأول من تشرين الاول «أكتوبر»الحالي على المجلس التشريعي في الجزء الذي تديره الهند من كشمير. وقد أسفر ذلك الهجوم عن سقوط العديد من القتلى.وكان مشرف قد وصف في مؤتمر صحفي ذلك الهجوم بأنه «عمل إرهابي».
يذكر أن الهند وباكستان خاضتا حربين من بين حروبهما الثلاث بسبب كشمير، ويشكل ثلثا الاقليم ولاية جامو وكشمير الهندية حيث تقاتل جماعات مسلمة تؤيدها باكستان للانفصال. وبقية الاقليم ويعرف باسم أزاد كشمير «كشمير الحرة» تحت سيطرة باكستان.
وتتهم نيودلهي إسلام آباد بتسليح وتدريب «الارهابيين» المسلمين في كشمير ولكن باكستان تقول إنها لا توفر سوى الدعم المعنوي والسياسي «لمقاتلي الحرية» هناك.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved