أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 12th October,2001 العدد:10606الطبعةالاولـي الجمعة 25 ,رجب 1422

مقـالات

العنصرية الصهيونية
منى عبدالله الذكير
القادة السياسيون في الكيان الصهيوني، يأتون عادة من الفئة التي تبرهن بهذا الشكل او ذاك في انها الفئة الاكثر عدوانا على العرب والأكثر استعدادا للمضي بالمشروع التوسعي قدما نحو الغايات التي خلق من اجلها وهناك العديد من زعماء اليهود ومنذ نشوء الدولة الدخيلة يمثلون روح العدوان والمبادرة في الهجوم الشامل ضد الدول العربية وتلك الفئة تطلق على نفسها اسم «حركات الاستيطان» وتتكون او تكونت نواتها من حاخامات متدينين والشباب المتحمس تقودهم روح دينية تعسفية اقتحموا منذ البداية الضفة الغربية وهم يحملون لافتات «ارض اسرائيل الكاملة» واستولوا على آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية وأراض حول المدن الرئيسية لاقامة مستوطناتهم وبدأوا يمارسون الارهاب المنظم ضد اهل البلاد. وكانوا يستولون على الاراضي دون القيام باجراءات روتينية وذلك في محاولة لتفريغ البلاد من اهلها بأسرع السبل وكانوا ينظمون أعمال القتل ضد الفلسطينيين العزل مع انذارهم بوجوب ترك بلادهم والهجرة الى بلاد اخرى سواء عربية او اجنبية وجماعات الحاخامات ومنذ تأسيس حركتهم في الاربعينات لا تعتبر منظمة معترفا بها ولا هم يحملون بطاقات عضوية ولا تعد نفسها حزبا أو مؤسسة بل هم كتلة ذات ضغط ديني متطرف مثل حركة «غوشي ايمونيم» أي كتلة الايمان التي برزت في أعقاب حرب 1973م بين العرب واليهود. وأعضاؤها يسيطرون على المدارس الدينية وقد أسسها مجموعة من الحاخامات المتطرفين ونواة أتباعهم تلاميذ المدارس الدينية وفي عرفها ان عناقيد المستعمرات الكبيرة ينبغي ان تقام في كل انحاء فلسطين من أجل نشر النفوذ وفرض السيطرة على اهل البلاد العزل. وكان بيض هو المشرف على تلك المستعمرات في ذلك الحين ويقول: انني استحق الجنة على هذا العمل! وكان بيجن ينظر الى ذلك الانجاز المتمثل في نشر المستوطنات اليهودية على ارض فلسطين العربية وكأنه نقطة الارتكاز في معركة المستقبل على ارض اسرائيل المرجوة. ايضا اريل شارون كان يشجع أعضاء «غوش ايمونيم» على التسلل تحت جنح الظلام ليقيموا لهم موطىء قدم في مواقعهم الاستيطانية المختلفة وعندما اصدرت المحكمة امرا باخلاء هذه المستوطنات تحت الحاح الأمم المتحدة وضغط الرأي العام العالمي اضطر بيغن ومن معه من حاخامات الى حل باهض الثمن، اثار مزيجا من الأسى والسخرية اذ حملت طائرات هيلوكبتر البيوت الى موقع من الأرض مملوكة ملكية عامة بالقرب من نابلس لقد انفقوا ملايين من الليرات الاسرائيلية على بضع عشرات من المستوطنين مما اظهر رئيس الوزراء ومن معه بمظهر المغفلين ولكن بيغن اصر قائلا: لقد ولدت مؤمنا باسرائيل الكبرى وسأموت مؤمنا بها. ان السياسة الاستيطانية هي سياسة كل العهود في الحكومات اليهودية والنفقات التي تصرف على بناء المستوطنات والرعاية التي يتلقاها المستوطنون هي حكومية تماما. وواقع الامر ان الحاخامات هم أدوات بيد الساسة المتعنتين يدفعونهم لشن حرب سرية ضد اهل البلاد بواسطة عناصر معبأة ومدربة لهذا الغرض عناصر مغلفة بعقيدة الحقد الاسود تستقبل شمس كل يوم بصلوات توراتية تشير الى أهل البلاد في سياق عجيب هو سياق القتل والابادة اليومية وتقول صلاتهم «واما مدن هؤلاء الشعوب فلا تستبق منهم نسمة ماء» فالطرد والابادة وتفريغ الارض من اهلها هي قاعدة صهيونية في المقام الاول تملأ قلوب الحاخامات ورجال السياسة والعلمانيين على السواء الذين يخشون ان البحر العربي من البشر يجرفهم يوما ما! وكل اولئك قد يختلفون على توقيت اقامة المستوطنات او حجمها ولكن ابدا لا يختلفون على المبدأ الأساسي في تفريغ الأرض من أهلها الأصليين وقصارى ما يمكن للمواطن العربي في الأرض المحتلة ان يناله من العدالة الاسرائيلية هو انتقال مستعمرة من الاملاك الخاصة الى الاملاك العامة ولكن في المنطقة ذاتها وهكذا دواليك ينتهي الامر دائما باقتطاع مزيد من اراضي الضفة واسكان مزيد من اليهود باخراج العرب من بلادهم ثم تتباكى اسرائيل حين توصف بأنها دولة عنصرية فكيف اذن العنصرية السوداء ان لم تكن بهذه الصورة البشعة من تشريد شعب وابادة امة والاستيلاء على ارض ليست ملكا لهم مهما أتوا من ادلة وبراهين وكيف تكون العنصرية اذن وهم لا يريدون منح شعب مهجر ارضاً يقيمون عليها هي في الاصل لهم حقا وشرعا. ان أجهزة الحكم الصهيوني لم تتوقف ابدا عن رفد جماعات المستوطنين الغرباء بالمال والسلاح لذلك نجد هذه الجماعات تفرخ باستمرار فروعا اقليمية هنا وهناك. وهناك حاخامات ومدارس دينية أقل شهرة متخصصة في موضوع هدم المسجد الأقصى ونسف قبة الصخرة والاستيلاء بالقوة على البيوت التي يسكنها الفلسطينيون بجوار الحرم القدسي الشريف. من الثابت هو ان هذه الحركات ذات قيادة باطنية واحدة يسير وراءها بكل ولاء جمهور واسع ينتخب قادتها لمقاعد الكنيست والحكومة ضد اهل البلاد. ان عمليات اقامة المستعمرات دون شك لهي قمة في العنصرية المعاصرة التي تحاول اسرائيل نكرانها ان المواقف الاستيطانية وتدبير اعمال النسف والتدمير والقتل لهي ابادة للجنس البشري المتمثل في الشعب الفلسطيني واحقاد اليهود تتلخص في مقولات حول وجوب طرد العرب من ارض اسرائيل؟ وحول الطابع العسكري الذي ينبغي ان يسود المجتمع الصهيوني وحول امتداد حدود اسرائيل وكلها افكار معادة هذا الى جانب محاولات نسف الاقصى وقتل رؤساء البلديات العرب مثل بسام الشكة وكريم خلف وغيرهم، ايضا اضرام النار في مزارع اشجار الزيتون وسلب الاشخاص العرب اموالهم النقدية بالقوة غير عمليات الاعتداء على المساجد والكنائس والمستشفيات وعلى المشايخ والقسس ومهاجمة المصلين المسلمين في الجوامع وفي باحات المسجد الاقصى المشرف حين اقامة صلاة الجمعة كل ذلك الدمار المستمر على مدى عشرات السنين لا يعتبر ارهابا؟.. فكيف يكون الارهاب اذن.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved