أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 12th October,2001 العدد:10606الطبعةالاولـي الجمعة 25 ,رجب 1422

مقـالات

الكبر .. داء عضال
د. محمد بن سعد الشويعر
يحرص الأطباء والمختصون في تتبع ما يطرأ على البدن من أمراض عضوية، على تلمس العلاجات المفيدة في تخفيف الآلام، والإعانة على تخطي ما طرأ من مشكلات مادية على الجسم البشري..
إلا أن هناك أمراضاً تعتري بعض الناس، يعرف مسمّاها وآثارها، الأطباء وغيرهم من طبقات المجتمع، لكن الأطباء المادّيين، الذين تخصّصوا فيما يعتري الجسد، من كل مرض عارض، حسب اختصاص كل واحد منهم، يقفون حيارى أمام هذه الأمراض، عاجزين عن وصف الدواء، لعدم بروز جزئيات الداء لديهم.. وذلك مثل: الكبر والحسد، وسوء الظن والظلم.. وغير هذا من أمراض اهتمت بها تعاليم الإسلام، ووضعت لها علاجات تحاصرها للوقاية من شرّها.
فالكبر الذي هو مرض خطير من أمراض المجتمع، هو نزعة في النفس، وتعاظم يشعر به صاحبه، يجعله يغمط الناس، ويتعالى عليهم، قال صلى الله عليه وسلم: «إن الكبر بطر الحقّ وغمط الناس»، وهو أول ذنب عُصي الله به على وجه الأرض، عندما استكبر ابليس عن السجود لآدم عليه السلام، بعدما خلقه الله من الطين، وأمر الملائكة بالسجود له، فسجدوا كلهم إلا ابليس أبى واستكبر..
قال بعض المفسرين في استكبر: أي تعظّم عن السجود لآدم والاستكبار والاستعظام للنفس. ورسول الله صلى الله عليه وسلم: لما رأى رجلاً يأكل بشماله، قال له: «كل بيمينك». قال: لا أستطيع. فقال عليه الصلاة والسلام: «لا استطعت، ما منعه إلا الكبر». قال الراوي من الصحابة: فما رفعها إلى فيه، أي أن دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليه أصابته، لأنه رأى فيه علامات التكبر: من الأكل بالشمال، والإصرار عليه، لأن الشيطان لا يأكل إلا بشماله، وقد أصرّ أمام ربه تكبراً على معصية الله، وعدم الامتثال لأمره، بالسجود لآدم... فكان هذا الرجل مشابهاً له بأعماله، وفي معاندته لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.. بعدم الاحترام لأمر المصطفى حيث لا بأس به صحياً يعذر بموجبه.. وكأن في إجابته تعالياً على هذا الأمر النبوي، الذي أمر الله بطاعته.. كما تعاظم كسرى، ولم يقبل دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمزّق الكتاب، فدعا عليه الرسول بأن يمزّق الله ملكه.
قال ابن الجوزي في تفسيره، في تعليله لتكبر ابليس، الذي سار على منواله كسرى عظيم فارس، وكل من اتّخذ الكبر حلية يتعاظم في نفسه على الآخرين، ويزدريهم قال: قال العلماء: وقع الخطأ من ابليس حين قاس مع وجود النص، في قوله: «أنا خير منه»، وخفي عليه فضل الطين الذي خلق منه آدم، على النار التي خلق منها ابليس، وفضله من وجوه:
أحدها: أن من طبع النار الطيش والالتهاب والعجلة.. ومن طبع الطين: الهدوء والرزانة.
الثاني: أن الطين سبب الإنبات والإيجاد.. والنار سبب الإعدام والإهلاك.
الثالث: أن الطَّين سبب جمع الأشياء، والنار سبب تفريقها (زاد المسير 3:174).
فإبليس: رأى أمر السجود عظيماًً، وعظم عنده أن يمتثل لهذا الأمر، فدفعه إلى عصيان أمر الله.
ولقمان الذي آتاه الله الحكمة، قد أخبرنا الله عن وصاياه لابنه، بأنه يحذّره من الكبر، ومن خصال الكبر، الذي يبغضه الله ويدفع صاحبه إلى معصية الله، والابتعاد عن طاعته، وظلم عباده سبحانه، والتعالي عليهم، فحذر ابنه من خصال هي: (ولا تصعّر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) «لقمان 18 19) فقوله: (ولا تصعّر خدّك للناس): لا تعرض بوجهك عن الناس، إذا كلمتهم أو كلموك، احتقاراً منك لهم واستكباراً عليهم، ولكن ألِن جانبك، وأبسط وجهك إليهم، لأنّ هذا من التّواضع، وأدب المحادثة التي يحث عليها الإسلام، يقول صلى الله عليه وسلم: «لا تحقرنّ من المعروف شيئاً، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق، وإياك وإسبال الإزار، فإنها من المخيلة، والمخيلة لا يحبها الله».
وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: «ولا تصعّر خدّك للناس» أي لا تتكبر فتحتقر عباد الله، وتعرض عنهم بوجهك إذا كلموك.. ومعروف في لغة العرب: أن تصعير الخدّ ينبئ عن التعاظم والتكبر يقول الشاعر:


وكنا إذا الجبّار صعّر خدّه
أقمنا له من ميله فتقوّما

أما قول الله سبحانه حكاية عن لقمان في وصاياه: «ولا تمش في الأرض مرحاً» فقال ابن كثير: أي خيلاء متكبراً جباراً عنيداً، ولا تفعل ذلك يبغضك الله، ولهذا قال: «إن الله لا يحب كل مختال فخور»: أي مختال معجب في نفسه، فخور على غيره، وجاء في آية أخرى: «ولا تمش في الأرض مرحاً، إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً» «الإسراء:37».
قال الطبراني بسنده إلى ثابت بن قيس بن شمّاس قال: ذكر الكبر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فشدّد فيه فقال: «إن الله لا يحب كل مختال فخور» فقال رجل من القوم، والله يا رسول الله إني لأغسل ثيابي فيعجبني بياضها، ويعجبني شراك نعلي، وعلاقة سوطي، فقال عليه الصلاة والسلام: «ليس ذلك الكبر، إنما الكبر أن تسفّه الحق، وتغمط الناس».
ولما حدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، عن رجل فيمن كان قبلهم، عندما كان يمشي مختالاً في مشيته، متكبراً على من حوله، خسف الله به الأرض، فهو يتجلجل فيها، إلى يوم القيامة.. قال أبو بكر رضي الله عنه: إن إزارى يرتخي ما لم أتعهده.. وكان خائفاً على نفسه من الكبر، فطمأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنّ ذلك ليس من الكبر، حيث أبان في حديث آخر: «بأن من الكبر أن يجر الإنسان إزاره خيلاء»..
ويدخل في مسارب الكبر: حبّ الشهرة، حتى يشار إليه بالبنان، ويذكر باللسان، بأفعاله التي قصد بها ذلك، أو لباسه أو غير ذلك، يروى عن سفيان الثوري قوله: كانوا يكرهون من الثياب الجياد، التي يشتهر بها من لبسها، ويرفع الناس إليه فيها أبصارهم، والثياب الرديئة التي يحتقر فيها، ويستذل دينه.
ويقول في هذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لا تبدأ لأن تشتهر، ولا ترفع شخصك لتذكر، وتعلّم واكتم، واصمت تسلم، تسرّ الأبرار، وتغيظ الفجّار.
والشهرة لها مقاييس في كل زمن بحسب نظرة المجتمع، فقد روى عبدالرزاق عن معمر قال: كان أيوب يطيل قميصه، فقيل له في ذلك فقال: إن الشهرة فيما مضى كانت في طول القميص، واليوم في تشميره، واصطنع مرة نعلين على حذو نعلي النبي صلى الله عليه وسلم، فلبسهما أياماً، ثم خلعهما وقال: لم أر الناس يلبسونهما..
وهذا من خوف سلفنا أن يدخلوا في الشهرة المذمومة، ولو بأمر مشروع، وليت كثيراً من شباب المسلمين اليوم، في كل مكان يراعون ذلك.. فقد كانوا يصرُّون على أشياء كتشمير أيدي القميص، وتقصير الثوب والبنطلون إلى نصف الساق، مما جعلهم يشتهرون بذلك، ولو أخذوا برأي أيوب هذا لكان في مثل هذا الزمان أصوب.
يقول الشاعر:


كُلْ ما اشتهيت
والبَسْ ما يشتهيه الناس

وقد ذمّ الكبر والمتكبرون كثيراً في الكتاب الكريم القرآن ، وتوعد الله عليه بالجزاء الأليم: عقاباً في الدنيا، وعذاباً في الآخرة، وجاء في الحديث القدسي: «الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني فيه من جبار قصمته».
وقد روى علقمة عن ابن مسعود مرفوعاً: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، ولا يدخل النار من في قلبه ذرة من إيمان».
ولما كان التكبر مرضاً نفسياً، فإن هذه الخصلة، تقترن بضعف الإيمان، لأن الإيمان، الذي هو التصديق بالقلب والعمل بالجوارح، بكل ما يحبه الله ويرضاه، هذا الإيمان، الذي يجعل صاحبه متواضعاً، عارفاً بشرع الله، محباً لعباد الله حريصاً على كل خلق فاضل، ما هو إلا نقيض للكبر، الذي يعصى صاحبه أوامر دين الإسلام، فيتجبر على عباد الله ويغمطهم حقوقهم، ويظلمهم في ما يستطيعه من أحوالهم.
وأبسط ذلك إسبال الثوب، أو الملابس الأخرى التي يرتديها الرجال، خيلاء، واعجاباً بالنفس، أما النساء فقد رخّص لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبر، حتى تستر القدمين والساقين، فقد روى ابن أبي الزّناد عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعاً: «لا ينظر الله يوم القيامة، إلى من جرّ إزاره وفي رواية خيلاء وبينما رجل يتبختر في برديه، أعجبته نفسه، خسف الله به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة».
ولقد كان من سلف هذه الأمة، بدءاً بالصحابة والتابعين ينكرون على من يتخلّق بصفة من صفات الكبر، لأنهم يرون أنه قد نقص إيمانه، وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما دخل قلب رجل شيء من الكبر إلاّ نقص من عقله بقدر ذلك.
وقد كان يعرف عن عمر بن عبدالعزيز مشية الخيلاء، حتى كانت المشية العمرية معروفة في المدينة، عندما كان والياً فيها، وقد حاول تركها بعدما تولى الخلافة فعجز، فقد نظر طاووس إليه يوماً، وهو يختال في مشيته، وذلك قبل أن يستخلف، فطعن طاووس بأصبعه في خاصرته، وقال: ليس هذا شأن من في بطنه خرء، فقال كالمعتذر إليه ياعم لقد ضرب كل عضو مني على هذه المشية حتى تعلّمتها، قال ابن أبي الدنيا: كان بنو أمية يضربون أولادهم حتى يتعلموا هذه المشية.. وهي مما ذّمهم بها فقهاء الصحابة والتابعين.
والكبر يدفع صاحبه للتّجبّر واحتقار الناس، والتسلّط عليهم، والله سبحانه: «لا يحب المستكبرين» «النحل:23». وعلاج هذا الداء الوبيل: هو الحرص على التواضع، وملاطفة الناس، وحسن الخلق معهم، والوقوف عند حدود الله وأوامره، فلا ظلم ولا تعدٍّ، بل إنصاف من النفس، والقناعة بما وصل إليه المرء، سواء في المال، فلا يأخذ ما ليس له، لأنه يجب أن يحاسب نفسه، ويعرف أن ما ناله مما ليس ملكاً به، بسبب تجبّره وتسلطه، إما بقوته وإما بلسانه، أو بتحايله أو لدفع شرّه فإنه وبال عليه.
وما وصل إليه من منصب فإنما هو مؤقّت، ومستأمن عليه، فلا يبيح له ظلم أحد، أو التجاوز في مال اليتيم، أو الأرملة أو المرأة الضعيفة..
وهكذا في كل موقف من مواقف الحياة، لأن أشقى الناس، وأشرهم ما اتقاه الناس، خوفاً من شرّه، وتجنباً لتسلطه.. وهو وإن برز في المجتمع وتحاشاه الناس، فترة من الزمن، في أيّ مرفق من مرافق الحياة، فإن مصيره الانتهاء بسرعة، جزاء أعماله، وأفول نجمه نتيجة حتمية لتعاظمه في نفسه، وواقع الحياة فيه العبر، سواء في الحاضر، أو في كل ما يدور في المجتمعات.. فقد كان في حياة المتكبرين لمن يتابع آثارهم في الدنيا عبرة وأي عبرة: من حيث ذهاب المركز الذي يتعاظم من أجله صاحبه، وانتهاء النفوذ الذي بسببه يتعالى الجبارون ويظلمون.. وذهاب بركة المال الذي حسبه المستكبرون عن الحق حامياً لهم، ومبرراً للزيادة، مما في أيدي الخائفين والمستضعفين، بل حتى الصحة وقوتها، تتلاشى آثارهما بسرعة لأن الله يقصم عمر المستكبر، بعد أن أمهله ربّه فترة، لكي يتعظ ويراقب نفسه..
فإياك أيها الإنسان، أن تتكبر على مثلك من بني آدم، وأنت من آدم وآدم من تراب، ولك عبرة فيمن قصّ الله خبرهم من المستكبرين: من كفار قريش الذين عاندوا محمداً صلى الله عليه وسلم، ووقفوا ضده ودعوته وهم يعرفون حقيقتها، ولكن منعهم من اتباعها الكبر كالوليد بن المغيرة، وأبي جهل وأبي لهب وغيرهم.. وما حصل لهم من عقاب دنيوي، وأقسى منه ما وعدوا به من عذاب شديد في الآخرة.
والحذر من التكبّر على شرع الله، والتعاظم على عباد الله، حيث نرى من بعض الناس من إذا تحصّل على مال أو بما آتاه الله من فضل ومنصب، يزدري غيره، ويشمخ بأنفه على الفقير والضعيف حتى ولو كان قريبه أو صديقه، وكأنه لم يعرفه من قبل، بل يبلغ ببعضهم، أن من سلم عليه من الضعفاء والفقراء لا يردّ السلام عليه، ولا يسمح له بالدخول عليه، ولا ينفحهم مما آتاه الله من مال أو جاه، أو قضاء حاجة، بل يبخل بالكلمة الطيبة، فيحرم نفسه من أجر الصدقة وهو الذي لو فكر في نفسه كما قال بعض الحكماء لوجد أن: أوله نطفة مذرة، وآخره جيفة نخرة، وبين ذلك يحمل في جوفه العذرة.. ودواء الكبر التواضع، فإن من تواضع لله رفعه، والمحافظة على شعائر الإسلام والصدق في الإيمان، وأشد أنواع الكبر، هو التكبر من الفقير، لأن المال والجاه قد يطغيان وهو فاقد لهما، يقول صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولهم عذاب أليم: شيخ زانٍ، وملك كذّاب، وعائل متكبر» رواه البخاري ومسلم.
اللهم لا تجعل في قلوبنا قدر حبة من خردل من كبر، وأملأ نفوسنا تواضعاً، وقلوبنا إيماناً، واجعلنا من المهتدين إلى ما تحب وترضى.
نماذج من التواضع:
صفوة الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كان نموذجاً في التواضع: فقد رآه رجل يوماً، وارتعد من مهابته عليه الصلاة والسلام، فقال له يطمئنه: هوّن عليك إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد وهو اللحم المجفّف.
ويجب أن نأخذ منه القدوة في لين الجانب، فقد تواضع مع عجوز ساعة في الطريق ليكلّمها ويجيب على أسئلتها التي طرحتها عليه، ولم يتركها حتى تركته هي.. كما كان يجلس وينام على حصير، قد أثّر في جنبيه، ووسادته حشوها ليف.. وعندما أتاه عدي بن حاتم الطائي، ليسلم رمى عليه الوسادة وجلس هو على الأرض، ولما جاء إليه غلام يسأل ويقول: يا رسول الله إئذن لي في الزنا.. اشتدّ عليه بعض الصحابة، وكادوا يفتكون به، وفي نظرهم: كيف تجرأ بهذا السؤال على رسول الله صلى الله عليه وسلم.. لكن الرسول الكريم أومأ إليهم أن اتركوه.. وتشاغل عنه عليه الصلاة والسلام، حتى أيقن أن الشاب، قد هدأ بعدما أحسّ بما حصل من بعض الصحابة.. فقال صلى الله عليه وسلم للغلام بعدما التفت إليه.. كيف قلت؟
قال: أقول يا رسول الله إئذن لي في الزنا.. فأجابه رسول الله بهدوء وتواضع: هل تحبّه لأمك؟ قال: لا. قال: هل ترضاه لأختك؟. قال: لا. قال: هل ترضاه لبنتك؟ قال: لا.. وذكر بعض محارمه وهو يقول: لا. فقال عليه الصلاة والسلام: النّاس كذلك.ومثل ذلك نماذج في سيرة أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم وفي سير الصحابة والتابعين الذين كانوا يخشون على أنفسهم من عاقبة التكبر، وما يجر إليه من عذاب الله.
أما عمر بن عبدالعزيز رحمه الله الخليفة الأموي الراشد، فقد قال يوماً لجاريته: روّحيني بالمروحة حتى أنام، ففعلت، وبينما هي تروّحه إذْ غلبها النوم فنامت، فلما انتبه عمر وجدها نائمة، فأخذ المروحة التي كانت ساقطة من يدها بسبب النوم، وجعل يروّح عليها، فلما استيقظت من نومها ورأت أمير المؤمنين يروّحها، خجلت وفاقت، وصاحت من هول الموقف.. ولكن عمر طمأنها عندما قال: لا تخافي إنما أنت بشر مثلي، أصابك من الحرّ ما أصابني، فأحببت أن أروّحك كما روحتني.
وعندما انطفأ السراج قام وأصلحه. فلما قيل له في ذلك لماذا لم تترك من يصلحه عنك؟ قال: قمت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved