أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 12th October,2001 العدد:10606الطبعةالاولـي الجمعة 25 ,رجب 1422

متابعة

الموقف السوري والتحالف ضد الإرهاب
* دمشق عبد الكريم العفنان:
بدأت في دمشق خلال الايام القليلة الماضية، تتضح اكثر فأكثر مقومات الموقف السوري ازاء «التحالف ضد الارهاب» الذي تسعى الولايات المتحدة الى حشده وذلك إثر عدد من الاتصالات والزيارات كان على رأسها الجولة التي قام بها الرئيس الاسد على عدد من الدول العربية بالاضافة الى زيارة وفد «الترويكا الاوروبية» الى دمشق وانتهاء بزيارات وزراء خارجية كل من السعودية والأردن والنمسا وايران وتشالزباول مبعوث رئيس الوزراء البريطاني الى دمشق.
وقد تحدد تلك المقومات من خلال التأكيد السوري على خمس نقاط هي:
أولا: ان سورية تدعم الجهود المبذولة في مكافحة الارهاب.
ثانيا: لا يمكن ان يوافق السوريون على اي عمل عسكري يمكن ان يؤدي الى قتل المدنيين والأبرياء.
ثالثا: لابد من تحديد مفهوم الارهاب وتعريفه.
رابعا: لابد من ان تتم العمليات العسكرية تحت مظلة الأمم المتحدة.
خامسا: عدم الربط بين الارهاب من جهة والعالم العربي والاسلامي من جهة أخرى.
ويتضح من الشروط السابقة ان سورية تدعم «التحالف ضد الارهاب» ولكن بشروطها التي اذا ما تم التغافل عنها فان هذا التحالف سيشط الى تحقيق أهداف وغايات لا تخدم العدل والسلام الدوليين فسورية تعارض «حق الرد الأحادي» للولايات المتحدة ضد الارهابيين مؤكدة ان مثل هذا الرد يجب ان يكون في اطار الأمم المتحدة فمكافحة الارهاب يجب ان تتم على أسس قانونية وليس على أسس سياسية. وهذا الموقف تكاد تنفرد به سورية بين دول المنطقة التي وافقت على «حق الرد الأحادي» شريطة تقديم أدلة دامغة وعدم وقوع ضحايا مدنيين.
وتؤكد النقطة الثالثة على مبدأ سوري قديم طالما طالبت به سورية منذ سنوات طويلة حيث أكدت دائماً على ضرورة التمييز بين حق الشعب العربي في مقاومة العدوان والاحتلال الاسرائيلي وبين الارهاب الذي يمارس على الشعب العربي من قبل اسرائيل، فحق الشعب العربي في مقاومة الاحتلال هو حق مشروع وشرعته القوانين الدولية ويختلف اختلافا كليا عن الارهاب وان اسرائيل هي دولة ارهابية ومارقة عن تطبيق قرارات الأمم المتحدة.
وتأتي الشروط السورية السابقة بعد الشروط الامريكية التي اعلنها وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الاوسط خلال الاجتماع الذي عقده بتاريخ 14/9/2001م حيث حدد دور الدول العربية في «التحالف ضد الارهاب» في الامتثال للنقاط السبع التالية:
1 وقف تحركات الارهابيين من والى الدول العربية.
2 اطلاع الشركاء في التحالف على معلومات تلك الدول حول الارهابيين.
3 تسليم المتهمين بأعمال ارهابية الى الدول التي تطالب بهم.
4 التحدث بقوة ضد الارهاب بغض النظر عن اهدافه المعلنة.
5 دعم المبادرات الدولية لمكافحة الارهاب ضمن نطاق الامم المتحدة وفي المحافل الدولية الاخرى.
6 عدم التسامح مع المنظمات والدول التي تساند الارهاب.
7 القبض على الارهابيين ومحاكمتهم.
وبالمقارنة بين الشروط الامريكية والشروط السورية السابقة نجد ان هناك تباينا واضحا فالشروط الامريكية تكاد تعامل الدول العربية على انها دول متهمة او مساندة للارهاب، كما ان الشروط الامريكية لا تشير الى ضرورة تحديد مفهوم الارهاب وتبقي على هذا المفهوم عائما وغير محدد، وبالتالي يصعب في هذا الاطار التمييز بين الارهاب الاسرائيلي وبين مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الاسرائيلي.
كما يتوضح الخلاف اكثر في النقطة الخامسة من الشروط الامريكية التي تطلب من العرب دعم المبادرات الدولية التي تتم ضمن نطاق الامم المتحدة وضمن نطاق محافل دولية اخرى وجملة «محافل دولية اخرى» تبين ان على العرب دعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة حتى اذا لم يكن تحت مظلة الامم المتحدة وهو ما لا تقبل به سورية لان في الخروج عن نطاق الامم المتحدة تحويل لعملية مكافحة الارهاب من الاطار القانوني الى الاطار السياسي يضاف الى ذلك ان مثل هذا الخروج قد يكون لاسباب انتقامية ويهدف الى تصفية حسابات قديمة تريد الولايات المتحدة تمريرها من خلال «التحالف ضد الارهاب».

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved