أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 12th October,2001 العدد:10606الطبعةالاولـي الجمعة 25 ,رجب 1422

أفاق اسلامية

قراءة من كتاب
د. فضل إلهي في كتابه (الاحتساب على الوالدين): مشروعيته ودرجاته وآدابه:
الاهتمام بأمر الوالدين أشد وأعظم من غيرهما
إن مما يحير المرء المسلم أن يرى أبويه أو أحدهما يتركان ما أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بفعله، أو يفعلان ما نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقد لا يدري كيف يتصرف في مثل هذه الحالة؟ هل يتقدم فيأمرهما بالمعروف الذي تركاه، وينهاهما عن المنكر الذي فعلاه أم يتركهما وشأنهما. بهذه الكلمات قدم الدكتور فضل إلهي الاستاذ المشارك بكلية الدعوة والإعلام بالرياض لكتابه (الاحتساب على الوالدين) مبينا في صدر الكتاب الأسباب التي دعته إلى تأليفه.
وأوضح أن كتابه ارتكز على مقدمة ومبحثين وخاتمة خصص أولهما لمشروعية الاحتساب على الوالدين، وثانيهما لدرجات الاحتساب على الوالدين وآدابه، ثم الخاتمة وذكر المؤلف في المبحث الأول مشروعية الاحتساب على الوالدين وعدد أدلته النقلية والعقلية ليوضح شرعية الاحتساب على الوالدين وأول هذه الأدلة قول الله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (فبين الله سبحانه ان هذه الأمة خير الأمم للناس فهم أنفعهم لهم وأعظمهم إحسانا إليهم، لأنهم كل خير ونفع للناس بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر)، ولم يخصص المولى عز وجل أناسا دون آخرين ينفعهم أفراد هذه الأمة فهم ينفعون آباءهم وأمهاتهم بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر كما ينفعون غيرهم وأشار المؤلف تحت المبحث الأول إلى قيام خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام بالاحتساب على أبيه كما ذكر الله في سورة الأنعام: (وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناماً آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين) فأخبر الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام في هذه الآية أنه أنكر على أبيه آزر عبادة الأصنام). قال الإمام القرطبي: (أتتخذ أصناما آلهة) مفعولان ل (أتتخذ) وهو استفهام فيه معنى الإنكار.
وبين المؤلف احتساب الصحابة رضي الله عنهم على آبائهم وذكر قصة احتساب سالم بن عبدالله رضي الله عنهما على أبيه تأخيره الصلاة في السفر، فقد روى الإمام البخاري رحمه الله عن سالم قال: (أخر ابن عمر رضي الله عنهما المغرب، وكان استصرخ على امرأته صفية بنت أبي عبيد، فقلت له الصلاة فقال: «سر» فقلت: الصلاة، فقال: سر حتى صار ميلين أو ثلاثة ثم نزل فصلى ثم قال: (هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إذا أعجله السير).
ولم يستنكر عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أصل احتساب ابنه سالم عليه، بل بين أن مستند تأخيره صلاة المغرب في السفر تأخير النبي صلى الله عليه وسلم إياه في السفر. وختم المؤلف المبحث الأول بمنزلة الأبوين في الأسرة بشكل يقتضي العناية الفائقة بالاحتساب عليهما، ثم قال تحت هذا العنوان: وإن للأبوين في الأسرة مكانة لا تنكر فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يوصيكم بأمهاتكم (ثلاثا) إن الله يوصيكم بآبائكم إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب). وهذا يقتضي أن يكون الاهتمام بأمر الوالدين بالمعروف الذي تركاه، ونهيهما عن المنكر الذي فعلاه، أكثر وأشد وأعظم من غيرهما.
وأورد فضيلته قول الشيخ عمر السنامي مبينا ضرورة الاحتساب على الأبوين: (واعلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يسقط بحق الأبوة والأمومة لأن النصوص مطلقة، ولأن في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المنفعة للمأمور والمنهي والأب والأم أحق أن يوصل الولد إليهما المنفعة).
وتناول المؤلف في المبحث الثاني درجات الاحتساب على الوالدين وآدابه، وبدأها بمرحلة (النهي بالوعظ والنصح والتخويف بالله تعالى) مشيرا الى ان للولد أن يحتسب على أبويه بدرجة التعريف والمراد بالتعريف الإخبار بأن ما ترك كان يجب أو ينبغي فعله، وأما ما فعل يجب أو ينبغي تركه.
وللولد كذلك أن يحتسب على والديه بدرجة (النهي بالوعظ، والنصح والتخويف بالله) والمراد بهذه الدرجة: الأمر بالمعروف الذي ترك، أو النهي عن المنكر الذي فعل ببيان ما يترتب على مخالفة الشرع من حرمان وخسران في الدنيا والآخرة، وتعرض لغضب الله تعالى وسخطه ونقمته وعقابه.
ومن آداب الاحتساب بهاتين الدرجتين على الوالدين أشار د. فضل الى ضرورة أن يكون بلطف ولين ورفق من غير عنف ولا غضب موضحا أقوال العلماء في رد استخدام الابن للتعنيف في احتسابه على والديه.
وذكر المؤلف تحت هذا العنوان أن هناك رأيين في مسألة الاحتساب بالتعنيف على الوالدين وهما: أولا عدم جواز الاحتساب بالتعنيف على الوالدين، ثانيا: جواز الاحتساب بالتعنيف على الوالدين في بعض الاحوال، ثم ذكر المؤلف أدلة كل رأي وناقشها، بعدها خلص إلى أنه لابد من مراعاة التفصيل عند الاحتساب على الوالدين على النحو التالي:
أولا: ان الأصل في الاحتساب الابتعاد عن التعنيف حتى مع عامة الناس فمع الأبوين من باب أولى.
ثانيا: وفي حالة عدم استجابة الوالدين للاحتساب بما سبق ذكره هل للولد أن يلجأ إلى التعنيف وذلك فيه تفصيل: إن كانا كافرين أو كانا مسلمين مع كون المنكر الذي وقعا به غير الشرك والسب للنبي صلى الله عليه وسلم.
ثالثا: من المعروف ان من آداب الاحتساب بالتعنيف على عامة الناس ألا ينطق إلا بالصدق ويقتصر على قدر الحاجة ومراعاة ذلك مع الوالدين من باب أولى.
رابعا: يجب على الولد مراعاة ما يترتب على احتسابه بالتعنيف.
وختم المؤلف هذا المبحث بإيضاح هل للولد أن يغير المنكر المتعلق بالأبوين باليد أورد من خلاله أقوال بعض العلماء على المسألة.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved