أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 12th October,2001 العدد:10606الطبعةالاولـي الجمعة 25 ,رجب 1422

أفاق اسلامية

مسابقة القرآن الكريم وأثرها في الدعوة
الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله العمار262
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على البشير النذير الذي أرسله الله رحمة للعالمين ونزل عليه الكتاب المبين. أما بعد:
فلقد أمر الله سبحانه وتعالى أن نقبل على القرآن الكريم تلاوة وتدبراً وعملاً فنظفر بسعادة الدارين ونحقق لمجتمعنا الأمن والخير، قال سبحانه وتعالى : «قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم» المائدة آية 15،16.
وإذا اتبعنا هذا القرآن وعملنا بما فيه بإذن الله سيهدينا إلى الصراط المستقيم، قال سبحانه وتعالى: « إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً»، الإسراء آية رقم 9، وقد تكفل الله سبحانه وتعالى لمن تمسك بالقرآن الكريم بألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة قال سبحانه وتعالى: «فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقى»، طه آية رقم 123، وقد نوه الله بذكر حملة القرآن ورفع سبحانه من شأنهم بقوله سبحانه وتعالى: «ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون»، آل عمران آية رقم 79، وقال سبحانه وتعالى «وما يود الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين أن ينزل عليهم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء»، البقرة آية رقم 105.
وأول أمر تناولته آيات القرآن وسوره دعوته إلى الالتزام بالعبودية لله سبحانه وتعالى وتوحيده، كما أن القرآن الكريم قد عني بأمر الدعوة عناية فائقة وأوجب على الأمة أن تندب منها جماعة لتقوم بمهمة الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى: «ولتكن منكم أمة يدعون إلى المعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون»، آل عمران آية رقم 104، كما أن تبليغ رسالة القرآن هي مهمة كل مسلم على قدر علمه وطاقته يقول سبحانه وتعالى: «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر»، آل عمران آية رقم 110.
ومن خلال هذا التوجيه الإيماني يأتي اهتمام المملكة العربية السعودية الذي يمثل القرآن دستورها والمصدر الأول والأساس لتشريعاتها. وتبذل المملكة جهوداً مباركة في العناية بنشر الدعوة الإسلامية وخاصة نشر كتاب الله وتعلمه وتشجيع الشباب والناشئة من أبناء المسلمين على حفظه وتجويده وتفسيره والإقبال عليه بالعناية والتدبر من أجل ربطهم بكتاب ربهم، وتظهر هذه الجهود واضحة من خلال إقامتها للمسابقة الدولية والمحلية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره لتشجيع الناشئة على حفظ القرآن ودعم الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ونشر مدارس تحفيظ القرآن التابعة لوزارة المعارف ورئاسة تعليم البنات، وإنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة النبوية. وخدمة الإعلام السعودي للقرآن الكريم من خلال الإعلام المرئي والمسموع والمقروء.
فالقرآن الكريم كتاب الدعوة الإسلامية وكيانها، وهو المرجع الذي يستمد منه الدعاة الضوابط الشرعية لاستخدام الوسائل الدعوية وبرامج العلم، قال سبحانه وتعالى: «ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين».
وقد أرسى القرآن قواعد الدعوة ومبادئها، وتضمن تجارب الدعوة الإيمانية منذ آدم عليه السلام حتى قيام الساعة ليكون زاداً ونبراساً لهذه الأمة، وتضمن القرآن أيضاً أركان الدعوة، وهي الداعية، والمدعو، وموضوع الدعوة والوسائل، والدعوة إلى الله من حيث موضوعها وأركانها ووسائلها تحدث العلماء عنها كثيراً.
فالداعية الذي هو الركن الأول في الدعوة إذ يجب عليه أن يكتسب من خصائص الدعوة ما يقدره على أن يواكب مسيرة الدعوة، وصدق الله جل وعلا إذ يقول: «الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً»، رجال اصطفاهم الله على عباده، يقول سبحانه وتعالى: « إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين»، كما أن تدبر معاني القرآن الكريم هو الطريق الصحيح للفهم الصحيح للدعوة.
غاية ما في الأمر أن هذا الكتاب العظيم «القرآن الكريم»، استنبط منه العلماء منهج الدعوة وأصولها وأركانها، واهتمت به الأمة الإسلامية، لأنه هو أساس هذا الدين وقاعدته التي بني عليها. فعلى الدعاة أن يكون القرآن الكريم نبراساً لهم وأن يلجأوا إليه فهو الزاد الذي يتزودون به دائماً وأبداً.
وكان لهذه المسابقة المحلية والدولية أثراً في مساعدة الدعاة في نشر دعوتهم إلى الله سبحانه وتعالى التي هي رسالة القرآن واضحاً وجلياً للدول التي تشارك فيها كما رأينا أن شباب الأمة الإسلامية قد اهتموا بحفظ القرآن وتجويده وتفسيره، وهذا نابع من تأثير المسابقة، وهو رافد للدعوة بل إنه خير معين لها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
* وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved