|
| شرفات
تستخدم المادة اللاصقة في لصق الاشياء معاً وكان القدماء يصنعونها من عصارات الاشجار وجلود الحيوانات اما اليوم فهي تصنع من مكونات صناعية مثل النايلون او اللدائن «البلاستيك» والمعروف ان المادة اللاصقة تجعل الاشياء الملتصقة صعبة الفصل بعد ذلك ولكن هذه قصة مادة لاصقة لا تظل ملتصقة على الدوام وكيف ادى اكتشافها الى واحد من اكثر الاختراعات شيوعاً وانتشاراً في الفصول الدراسية وفي المكاتب المختلفة.
فقد كان عالم امريكي يدعى «سبنسر سيلفر» يقوم في الستينات بإجراء تجارب على انواع مختلفة من المواد اللاصقة وكان يعمل حينئذ لحساب شركة مينيسوتا للتعدين والصناعة والتي تعرف اختصاراً بالرمز «3M» وكان عمله يقتصر على اختراع مواد لاصقة يمكن لشركة «3m» ان تجعل منها منتجات جديدة لها.
وفي احد الايام - ولدهشة «سيلفر» قام بمزج بعض المواد ففوجئ بتكون مادة لاصقة سائلة وان كانت تختلف عن باقي المواد اللاصقة اذ لم تكن شديدة اللزوجة وكانت تلصق ورقتين معاً بشكل جيد ولكن يمكن فصلهما بسهولة بدلاً من التماسك ببعضهما البعض بشدة وقد كانت بعض المواد اللاصقة تلتصق بإحدى الورقتين بينما يلتصق البعض الآخر بالورقة الاخرى.
وقد اهتم «سيلفر» باكتشافه هذا وان لم تكن لديه فكرة عن كيفية الاستفادة من هذه المادة نصف اللاصقة وفي عام 1974 لاحت للعالم «آرثر فراي» وهو يعمل بنفس الشركة فكرة براقة في اثناء وجوده في الكنيسة اذ كان «فراي» ضمن فريق الانشاد بالكنيسة وكان يضع قصاصات من الورق في صفحات الاناشيد داخل الكتاب ولكن عند وضع الكتاب جانبا كانت القصاصات تتناثر ولما علم «فراي» بالمادة اللاصقة التي ابتكرها «سيلفر» جعل يتساءل عن امكانية وضع قليل منها على قصاصات الورق حتى لا تتناثر.
لقد اكتشف «فراي» استخداماً للمادة اللاصقة الجديدة واصبح الناس قادرين على لصق قصاصات المذكرات مباشرة على أية أوراق اخرى مثل صفحات الكتب والمجلات ثم نزعها مرة اخرى بسهولة.
وقد جمع «فراي» فريقاً من العاملين لايجاد وسيلة تجعل من هذ الفكرة منتجاً مفيداً ولكي تنجح الفكرة لابد للمادة اللاصقة ان تلتصق المادة بشكل دائم إلى ورق المذكرات على أنها أيضاً لابد ان تتركه طواعية مهما كانت قوة التصاقها بالورق وسرعان ما توصل الفريق الى حل لهذه المشكلة.
ثم كان على «فراي» وفريقه اختراع ماكينة لانتاج دفاتر من الورق اللاصق وقد قام فراي ببناء ماكينة أولاً في قبو بمنزله ثم نقلها بعد ذلك الى المصنع وكانت الماكينة الجديدة تضع المادة اللاصقة على لفات الورق الاصفر ثم تقطع الورق الى مربعات صغيرة ومستطيلات ثم تجمعها معاً في مجموعات صغيرة.
فكانت هذه الاوراق اللاصقة من انجح ما أنتجت الشركة ولم ينقض وقت طويل حتى انتشرت على المكاتب في جميع بقاع العالم وفيما بعد اصبح الناس يستخدمون المذكرات اللاصقة في المنازل والمدارس.
|
|
|
|
|
