أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 12th October,2001 العدد:10606الطبعةالاولـي الجمعة 25 ,رجب 1422

شرفات

السكريات متهم بريء!!
هل زيادة السكريات ترفع من مستوى السلوك العدواني؟
تتضارب الآراء حتى في الأوساط الطبية، فيما يتعلق بتأثير السكريات على حالة الإنسان الصحية، يؤكد البروفيسور انكل كيس، رئيس قسم الأمراض المتوطنة بجامعة مينيسوتا ان النظرية القائلة بازدياد معدل الوفيات بين مرضى القلب مرتبط بتعاطي السكريات بشكل زائد، قد تم وضعها بناء على احصائيات عشوائية فقد بينت الدراسات الاحصائية الدقيقة انه لا يوجد مثل هذا الارتباط ذلك انه لم يؤخذ في الاعتبار الارتباط الوثيق بين كمية السكر المستهلكة في الطعام وتعاطي الدهون المشبعة تلك التي تمثل أهم العوامل التي تتهدد مرضى القلب، لوحظ في خلال العشرين سنة الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية انخفاض الوفيات بين مرضى القلب والأوعية الدموية نتيجة لتخفيض كمية الدهون المشبعة ذات الأصل الحيواني في الطعام وكذلك التدخين على الرغم من استعمال كميات كبيرة من السكر، وبالإضافة إلى هذا فإن الأبحاث الحديثة تنفي بتاتاً أية علاقة بين تعاطي السكريات ومستوى الكوليسترول في الدم.ولقد تمت دراسة هذه المشكلة بشكل متعمق بواسطة البروفيسور جيرارد سالما من جامعة بيتر وماري كوري بباريس، وطبقا لهذه الدراسات فإن استبدال السكريات المركبة التي يتم تمثيلها ببطء بسكريات بسيطة معروفة بسرعة تمثيلها، لم يظهر أدنى تأثير على مستوى السكر في الدم حيث كانت عوامل أخرى أكثر أهمية في ذلك ومنها نسبة الألياف في الطعام، طريقة الطهي وكمية نشا الاميلوز في الكربوهيدرات، ولذلك ينصح مرضى السكر بتناول أطعمة تعتمد على الأرز والمكرونة والخضروات، وفي حالة الأنظمة الغذائية قليلة السعرات الحرارية، التي ينصح بها عادة مرضى السكر، فإن السكاروز يعتبر مصدراً مناسباً للطاقة بشرط ألا يبالغ في تعاطيه وألا يؤخد على معدة خالية.أما ما ينسب لزيادة تعاطي السكريات من زيادة النشاط الحركي والعدوانية على حساب التركيز الذهني عند الأطفال فإن البروفيسور هاريس ليبرمان من معهد التكنولوجيا في جامعة ماسوشيتس يعتبر ذلك من الهرطقات العلمية حيث انه قد تبين ان أسباب هذه الظاهرة ترجع إلى عوامل أخرى غير السكريات مثل الزيادة الكبيرة في نسبة الحامض الاميني تريبتوفان في الغذاء، وبالإضافة إلى ذلك فقد بينت نتائج أبحاث كثيرة ان الأطعمة التي تحتوي على كميات معقولة من البروتينات والسكريات تولد حالة من الهدوء العصبي عن مثيلاتها التي لا تحتوي على سكريات.
نشرت مؤسسة الغذاء والدواء وهي من أهم المؤسسات الحكومية الأمريكية تقريراً مفصلا عن التأثيرات الصحية لتناول السكريات، وقد أخذ هذا التقرير في الاعتبار 13 مرضا بدءا من تصلب الشرايين والحساسية حتى السمنة ومرض السكر، ومن هذا التقرير نذكر انه منذ العام 1930 لم تتغير كمية السكر التي يتناولها الأمريكيون فعلى سبيل المثال في الأعوام 1975 ـ 1985 كان متوسط استهلاك السكر للفرد الأمريكي 57كجم سنويا بمعدل 155جم يوميا منها 47% من منتجات الذرة المحلاة، وبالمقارنة فإن هذه الكمية تزيد عما يتناوله مواطنو دول أخرى مثل ألمانيا حيث استهلاك الفرد في المتوسط يوازي 35 كجم سنويا، وفي الاستنتاجات النهائية لهذا التقرير ان المعدل الأمريكي للسكر في الغذاء لا يشكل أي خطر على صحة الإنسان عدا ما يساهم به السكر في تكلس الأسنان، على ان السكر ليس وحده المسؤول عن تكلس الأسنان وانما هناك عدد من العوامل الأخرى مثل بكتريا التجويف الفمي، العادات الغذائية الخاطئة، وليونة الأسنان والاستعداد الوراثي واستخدام فرشاة الأسنان بطريقة غير سليمة وكذلك الاصــــابة الميكانيكية لطبقة المينا اثناء طحن غذاء صلب.
ويخلص تقرير مؤسسة الغذاء والدواء أيضاً إلى انه ليس للسكر علاقة مباشرة بإنتاج الانسولين مع الاعتراف بأن تناول كميات عالية من السكريات يمكن ان يكون له تأثير سلبي على حالة مرضى السكر، وكذلك انه ليس ثمة علاقة بين تناول السكريات ومرض السكر، كما لم تتبين أيضاً علاقة بين السكريات والكوليسترول أو الدهون في الدم حتى وان كانت نتائج التجارب على الحيوانات اشارت إلى ان ارتفاع نسبة السكريات في الغذاء يصحبه ارتفاع في نسبة الدهون في الدم ولكن هذا مرتبط بعوامل أخرى كثيرة غير السكريات، ان العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى أمراض القلب والدورة الدموية منها عوامل الوراثة وان يكون الإنسان رجلاً والتدخين وقلة الحركة والسمنة. ويستمر التقرير في اضافة ان طريقة التغذية يمكن ان يكون لها تأثير عظيم في أمراض ضغط الدم المرتفع وزيادة الدهون في الدم والسمنة ومرض السكر.
خلاصة القول ان الاعتدال في التغذية خير واق من الأمراض وان الغذاء يجب أن يكون متنوعاً ويحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية ليس أكثر. يزداد الآن الاعتقاد القائل بأن «فكر عالميا وتغذ محليا» أي الدعوة إلى تناول منتجات الأرض التي يعيش عليها الإنسان وألا نبالغ في استقدام أغذية خارجية، ونتذكر ايضا انه حسب المرء لقيمات يقمن صلبه، وان المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved