|
| الاولــى
*
* واشنطن كابول الوكالات:
تعيش المدن الأمريكية رعباً حقيقياً من احتمال تعرضها لهجمات ارهابية جرثومية بعد الاعلان عن اكتشاف رابع حالة يصاب بها أمريكي بمرض «الجمرة الخبيثة» حيث تم اكتشاف اصابة احدى موظفات شبكة «ان. اي. سي» في نيويورك، وارسال طرد بريدي جوي «بودرة بيضاء» تسبب الاصابة بالمرض إلى صحيفة نيويورك تايمز، وبعد الاصابات الثلاث التي حصلت في فلوريدا وأدت إلى وفاة شخص واصابة شخصين بالمرض يعملون جميعاً في «ميديا أمريكا» الوسائل الإعلامية الأمريكية وهو ما جعل الأمريكيين يعتبرون أن المؤسسات الإعلامية الأمريكية تتعرض لهجمات ارهابية جرثومية.
وهذا ما جعل الرئيس الأمريكي جورج بوش يعلن أمس بأن أمريكا مازالت في خطر إلا أنه قال بأن حكومته قادرة على أن ترد بسرعة على هذا الخطر في اشارة إلى الاصابة الجديدة بمرض الجمرة الخبيثة.
من جانبه أعلن وزير الصحة الأمريكي تومي تومسون أمس أن الدوائر الصحية وضعت في حال التأهب القصوى. كما وزعت ال«F.B.I» تحذيرات للأمريكيين بتوخي الحذر عند استلام طرود بريدية خوفاً من احتوائها على البودرة البيضاء المسببة للمرض.
على صعيد آخر أبدى الرئيس جورج بوش اعجابه بالدين الإسلامي منوهاً من جديد بضرورة الفصل بين المسلمين والأعمال الارهابية.
على صعيد العمليات العسكرية تواصلت الغارات الجوية والهجمات بالصواريخ على المدن الأفغانية وارتفعت أرقام الضحايا بعد انتشال الجثث من بين أنقاض المباني التي تعرضت للقصف.
وقالت مصادر في وزارة دفاع طالبان في كابول لوكالةالانباء الالمانية إن ستة مدنيين قتلوا في الضربات الجوية التي شنها التحالف الغربي على العاصمة الافغانية صباح امس الجمعة . وقال مسئول في اتصال هاتفي بالوزارة إن قنابل وصواريخ التحالف الامريكي البريطاني استهدفت مبان قرب مطار كابول.
وقال المسئول إن مدينة قندهار. مقر قيادة طالبان. تعرضت أيضا للهجوم. خاصةمنطقة قشلة الجديد.وقال إن الضربات على كابول استمرت حتى الساعة الرابعة فجرا.
إلا أنها خفت حدتها في النهار باعتبار يوم الجمعة يوما مقدسا لدى المسلمين واحتراما للمشاعر الإسلامية كما ذكر ذلك رئيس هيئة الأركان الأمريكية.
على الصعيد نفسه أعلن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفلد أمس الجمعة ان المعارضة المسلحة الافغانية يجب ان تتدخل ضد طالبان في المناطق التي قصفتها القوات الأمريكية.
وصرح الوزير للصحافيين نعتقد اننا انجزنا عدة اشياء بخصوص الاهداف العسكرية لطالبان والقاعدة ويبدو انه من المناسب ان تتقدم القوات البرية في المناطق التي قصفناها.
واوضح رامسفلد ان هذه القوات البرية ليست امريكية بل القوات الافغانية المعارضة لزعماء طالبان ومجموعة القاعدة لاسامة بن لادن بما فيها قوات بين طالبان.
من ناحية أخرى انتشل عمال الانقاذ 160 جثة في إحدى قرى شرق أفغانستان التي تعرضت للقصف مساء الاربعاء.
وقال متحدث باسم نظام طالبان الحاكم في أفغانستان لوكالة الانباء الاسلاميةالافغانية ومقرها باكستان إن غالبية الجثث التي تم انتشالها في قرية كورام القريبة من مدينة جلال آباد كانت لنساء وأطفال.
وقالت الوكالة إن القصف الامريكي البريطاني الذي استهدف مدينة جلال آباد والمناطق المحيطة ليلة الاربعاء/الخميس أدى أيضا إلى مقتل ألف رأس من الحيوانات التي يملكها أهالي القرية. وأفادت الوكالة أن أهالي قرية كورام يعملون كرعاة.
وقالت الوكالة إن الطائرات الامريكية قصفت مجددا منطقة دارونتا التي تقع على بعد ثمانية كيلومترات إلى الغرب من جلال آباد وقاعدة اللواء 81 على بعدأربعة كيلومترات جنوبي المدينة حيث أصيب أحد المساجد في القصف وقتل 15 شخصا في اليوم السابق.
من جانبه قال الرئيس الاميركي جورج بوش للصحافة يوم ا لخميس بتوقيت شرق الولايات المتحدة ( صباح امس بتوقيت الخليج) ان حركة طالبان الحاكمة في افغانستان «لديها فرصة ايضا» لتسليم اسامة بن لادن الى الولايات المتحدة وان ترى واشنطن تعيد النظر في سياستها تجاهها واقر الرئيس الامريكي في ذات الوقت بوجود تحذير من المخابرات عن هجمات ارهابية محتملة ضد بلاده.
وقال بوش في مؤتمر صحافي عقده في البيت الابيض هو الاول منذ اعتداءات 11 ايلول/ سبتمبر الماضي في الولايات المتحدة «انكم تملكون فرصة ثانية». مكررا طلبه الى الميليشيا الحاكمة في كابول تسليم بن لادن الذي تتهمه الولايات المتحدة بانه المحرض على الاعتداءات الانتحارية ضد نيويورك وواشنطن.
واضاف انه اذا ما تم ذلك. ستكون واشنطن مستعدة «لاعادة النظر» في حملتها العسكرية الحالية ضد طالبان في افغانستان.
واوضح «اذا ما القيتم القبض عليه وعلى شركائه. سنعيد النظر بما نقوم به في بلدكم. لديكم ايضا فرصة ثانية. سلمونا اياه ومعه معاونيه والقراصنة والمجرمين الذين معه».
وأقر الرئيس الامريكي من جانب آخر بأن المباحث الفيدرالية أصدرت «إنذارا عاما» بشأن خطر وقوع هجوم إرهابي آخر. إلا أنه ناشد أبناء الشعب الامريكي مجددا أن يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي وألا يستسلموا للخوف الذي تسبب فيه «فاعلو الشر».
ففي كلمة قصيرة ألقاها بعد مرور شهر على هجمات 11 أيلول/سبتمبر الماضي. قام بوش بتقييم الحرب ضد الارهاب التي ميزت مدة الاشهر التسعة لرئاسته.
وسرد التقدم الذي تحقق على الاصعدة العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية وعلى صعيد التحقيقات والتحريات.
وقال بوش الذي كان يتحدث مساء الخميس بتوقيت واشنطن في أول مؤتمر صحفي موجه للامة تذيعه محطات التلفزيون المحلية على الهواء مباشرة منذ تولى الرئاسة إن الهجمات التي قتلت آلاف الناس في نيويورك وواشنطن «روعت كل الناس على اختلاف عقائدهم في كل دولة تقدر قيمة حياة الانسان».
وكانت المباحث الفيدرالية قد أصدرت قبل ذلك بساعات تحذيرا شديدا من وقوع هجمات إرهابية أخرى على الولايات المتحدة داخل البلاد أو خارجها «خلال الايام القلائل المقبلة».
وقال مكتب المباحث الفيدرالي في بيان له «هناك معلومات لا تحدد هدفا معينا ولكنها تدعو لاعتقاد الحكومة أن من المحتمل أن تقع هجمات إرهابية أخرى داخل الولايات المتحدة وضد المصالح الامريكية في الخارج خلال الايام القلائل المقبلة».
وكان قد تم الخميس اكتشاف الحالة الثالثة لمصاب بمرض الجمرة الخبيثة في الولايات المتحدة خلال فترة قصيرة إلا أنه تم استبعاد وجود أي صلة محتملة بالهجمات الانتحارية غير المسبوقة في نيويورك وواشنطن منذ شهر كامل.
من جهة أخرى أعلنت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الانسان ماري روبنسون أمس الجمعة في دبلن أن على الولايات المتحدة أن توقف لفترة عمليات قصف أفغانستان للسماح «بوصول المساعدات الإنسانية بشكل مكثف» إلى هذا البلد.
وأضافت روبنسون «يجب أن تتوقف الضربات لفترة لضمان وصول المساعدات الانسانية بشكل مكثف والسماح للمدنيين الأفغان بعبور الحدود» مشيرة إلى ان هذه الحدود «مغلقة في الوقت الحاضر».
|
|
|
|
|