أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 14th October,2001 العدد:10608الطبعةالاولـي الأحد 27 ,رجب 1422

مقـالات

في الأفق التربوي
ابتسم أنت في المدرسة
أ.د.عبد الرحمن بن إبراهيم الشاعر
ماذا نتوقع عندما نقابل أحد الطلاب في فناء المدرسة أو في ردهاتها ونقول له ابتسم أنت في المدرسة، أو ما هي ردة فعله عند مرورنا بقصد أو من غير قصد من أمام المدرسة ونقول له هل اشتقت للمدرسة؟ قد لا نحتاج إلى توضيح ردة الفعل والجميع يدرك توافق ردود الفعل لدى الطلاب تجاه مثل هذه التساؤلات، إلا أننا نتفق على أن ردود الفعل هذه مؤشرات لمسبباتها وهي عديدة ومتفاوتة أيضاً. ورغم إحساسنا اليومي بشعور الطالب نحو مدرسته إلا أننا لم نعط هذه الإشكالية حقها من البحث والدراسة كما يجب منطلقين من تلمس مبررات هذا العزوف والنظرة السلبية تجاه المدرسة كبيئة يفترض أن يذهب إليها الطالب برغبته وبحماسه لينال نصيبه من العلم والمعرفة والمهارة وجوانب فكرية ووجدانية أخرى.
كنت في نقاش مع مجموعة من التربويين حول مبررات إحساس الطالب نحو مدرسته وعوامل إزالة هذا الشعور السلبي فكانت التعليقات والمداخلات متفاوتة، فمنهم من يرى أن الأسلوب التربوي المتبع لا يحقق الأهداف التربوية للمدرسة، ومنهم من يرى أن الأسلوب التقليدي في نقل المعرفة للطالب لا يتناسب مع طالب اليوم لتعدد مصادر التعلم التي يمكن أن تؤثر على توجهه نحو المعلم والمقرر والبيئة التعليمية ككل. ومنهم من يرى أن الأمر طبيعي لأن الطالب في المدرسة لن يحصل على نصيب وافر من الحرية في الحركة واللعب كما يحصل عليها في منزله.
ومهما كانت المبررات فنحن أمام حقيقة ملموسة، فالمدرسة بالنسبة للطالب ما زالت المكان الذي لا يرغب الذهاب إليه. والمحلل لهذه الظاهرة لن يعييه الوصول إلى مبررات منطقية للود المفقود بين الطالب والمدرسة، بل لن يقف على حقيقة واحدة، بل جملة من الحقائق العلمية والنفسية والاجتماعية.
بالنظر بتمعن إلى الاحتياجات الفردية كما وردت في التحليلات النفسية والاجتماعية نلحظ أن من أساسيات تلك الاحتياجات حاجة الفرد إلى تحقيق الذات، ومقومات تحقيق الذات تتفاوت وفقاً لتفاوت المستويات العمرية والوضع الاجتماعي والمستوى المعيشي للفرد. واحتياج الطالب لتحقيق الذات لا يتعارض مع عناصر المنظومة التعليمية ففي جوانبها العديد من مقومات تحقيق الذات إلا أن الأسلوب المتبع في إعداد المقرر وطرق التدريس والإمكانات المادية والكم المعرفي المطلوب في الجدول الدراسي اليومي لا تتيح لا للمعلم ولا للإدارة ولا للطالب نفسه الوصول إلى تحقيق الذات التي تمثل جزءاً كبيراً منه حرية الاختيار والتعلم والحركة والمشاركة الفعلية والمباشرة في العملية التعليمية مما أدى إلى الرتابة في الأداء وبالتالي فتور العلاقة الوجدانية بين الطالب كفرد وبين المدرس من جهة وبين الطالب والمدرسة من جهة أخرى.
إن المتابع للتطوير في مجال التربية والتعليم يلحظ التغيير والنقلة النوعية في العديد من جوانب العملية التعليمية ويلحظ الاهتمام المقصود والموجه لبناء العلاقة بين الطالب والمدرس والمدرسة وذلك من خلال الإمكانات المكانية الثرية وكثافة الأنشطة الصفية واللاصفية التي تتيح للطالب المشاركة الفعلية بعد أن يكون أعد بأسلوب علمي للتعلم الذاتي والاستفادة من مصادر التعلم الأخرى.
إننا نلحظ ذلك جلياً في بعض مدارس التعليم الأهلي التي جعلت من المدرسة مؤسسة اجتماعية تفتح أبوابها صباحاً ومساء بحيث تجعل أنشطتها المسائية امتداداً للأنشطة التي يمارسها الطالب في بيته وفي حيه، بل أتاحت الفرصة لأولياء الأمور لممارسة الأنشطة الرياضية والكشفية والفنية مع أبنائهم، وبذلك ذللت الحاجز النفسي الذي يعايشه الطالب في الفترة الصباحية بحيث ولدت لديه الشعور بأن المدرسة بيئة وامتداد لمنزله وان كل الذي يلقاه فيها محبب وبذلك يشعر بانتمائه للمدرسة، فيصبح أكثر ثقة وجراءة في تعامله مع الأنشطة التعليمية وحينها يمكن أن يقال له ابتسم أنت في المدرسة.. والله المستعان.
Shaer@Anet.Net.SA

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved