أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 14th October,2001 العدد:10608الطبعةالاولـي الأحد 27 ,رجب 1422

وَرّاق الجزيرة

شكك في موقع النَّقْرَة بعد أن سلك طرق الحاج على واقع الأرض.
القهيدان: على بعض الباحثين تعديل بحوثهم كما على وزارة البترول والثروة المعدنية تعديل طريق زبيدة في خرائطها الجغرافية
* تحقيق وتصوير: تركي بن إبراهيم القهيدان
إشارة إلي ما نشر بجريدة الوطن بعدد 344 وتاريخ 20/6/1422ه ، وإشارة إلى ما نشر في جريدة الجزيرة عن منطقة النَّقْرَة. وما وصلني من رسائل عن موقع النقرة.. وحيث ان البعض من الكتاب قد استشهد بأقوال البلدانيين، والمؤرخين عن النقرة. لذا فقد أحببت أن أنبه إلى أن هناك خلافاً في تحديد موقع النقرة، وسأتحدث هنا بشيء من التفصيل حول هذا الموضوع.
النَّقْرَة
يقع مركز النقرة جنوب غرب بريدة«بميل نحو الغرب» على بعد 270 كم«بخط مستقيم»، أما طول الطريق المعبد فهو 305 كم تقريبا. ويعتبر مركز النقرة المنفذ الغربي لمنطقة القصيم، ووفقا للتقسيم الاداري الذي صدر مؤخرا صنفت النقرة مركز فئة (أ) مرتبط بمحافظة رياض الخبراء. وتبعد عنها 235 كم (طريق معبد).
لمحة تاريخية:
ورد ذكر (النقرة) في كتب المغازي ذكر ذلك الإمام محمد بن سعد في معرض الكلام على سرية غالب الليثي إلى موضع يسمى (الميفعة) في شهر رمضان سنة سبع من الهجرة، ولشهرة النقرة، حدد بها المواقع، ولعل من أشهر ذلك قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن بين الحاجر والنقرة لرأيا. وحينما حج هارون الرشيد خرج واليه على المدينة يتلقاه فلقيه بالنقرة..
أين موقع النقرة (المنزل)؟
اختلف الباحثون في تحديد موقع النقرة (المنزل) فمنهم من يرى أنها النقرة الحالية، ومنهم من يرى أنها الجِفْنيَّة. وقد بحثت في بعض ما ذكر عن النقرة فوجدت أن هناك دلائل تشير إلى أن موقع النقرة هو موضع النقرة الحالية. كما وجدت أيضا دلائل أخرى تشير إلى أن موقع الجفنية هو موقع النقرة (المنزل)! وفيما يلي عرض لبعض تلك الدلائل:
أولا: دلائل تشير إلى أن موقع النقرة هو الجفنية:
1 قام الباحث بعمل خط مستقيم من سناف اللحم إلى مغيثة ماوان فوجد أن الجفنية تقع قرب هذا الخط، وهذا الطريق على سمت القبلة تقريبا. أما النقرة الحالية فهي عادلة عن السمت إلى جهة الغرب. وانحراف الحاج نحو النقرة الحالية يعني زيادة في المسافة.
2 رسم طريق زبيدة على الخرائط الجغرافية التابعة لوزارة البترول والثروة المعدنية بخط شبه مستقيم مارا بقرب الجفنية.
3 ذكر د. الراشد: الجفنية تقع على سمت الطريق الأصلي لطريق الحج المتجه جنوبا من البعايث نحو مغيثة الماوان.
4 ذكر د. الراشد: نستبعد أن يكون معدن النقرة أو معدن القرشي كان محطة لنزول الحجاج للاستراحة.
5 يرى د. الراشد: أن الموقع المعروف اليوم بالنقرة هو بالأحرى المكان الذي كان يضم معدن النقرة ومعدن القرشي. أما الجفنية فإننا لا نستبعد أن تكون هي موضع النقرة منزل الحاج على الجادة بين قروري ومغيثة الماوان.
6 ذكر الحربي: وبالنقرة قصر ومسجد وبها بركتان وآبار وبها ثمانية أعلام: علمان للدخول وعلمان للخروج وعلمان لطريق البصرة وعلمان لطريق المدينة (انتهى كلامه).
أقول: ما شاهدته من آثار في الجفنية ينطبق على ما وصف الحربي.
7 ذكر العبودي عن أعلام النقرة الحالية: وأما علما طريق البصرة فلم أجدهما.
8 شاهد الباحث في الجفنية ثمانية أعلام وهي: باتجاه: مكة، المدينة، البصرة، الكوفة.
9 ذكر الحربي: وإذا خرج الخارج من قرورا فإنه يسير في أرض سهلة دحس، لا يتبين المحاج فيها، ومن أراد النقرة أخذ يسرة مع الجبل ومن أراد معدن القرشي تيامن حتى يلقاه البريد وربما ضل الناس بالليل فيه. وقد ذكر الشيخ العبودي أن: من أراد المدينة المنورة أخذ ذات اليمين قاصدا المصينع (معدن القرشي قديما) ومن أراد مكة اخذ ذات اليسار قاصدا النقرة وذلك ان معدن القرشي يبعد عن النقرة خمسة أكيال. (انتهى كلامه) أقول حيال ذلك: لست مع الشيخ في رأيه هذا. فالمسافة ( 5 كم) لا تستدعي هذا الانحراف في اتجاه الاعلام التي شاهدتها. يضاف إلى ذلك أنني سلكت تلك الطرق فوجدت من أخذ ذات اليمين قصد موضع النقرة الحالية، ومن اخذ ذات اليسار قصد الحميمة ثم الجفنية.
10 ذكر صاحب كتاب المناسك: أن المسافة ما بين الحاجر والنقرة 5.27 ميل. (انتهى كلامه) أقول: قمت بقياس ذلك (بخط مستقيم) فوجدت أن المسافة بالأكيال بين الحاجر والجفنية 5.59 كم، وهي تعادل (8.26 ميل) وأما المسافة بين الحاجر والنقرة الحالية فهي 62 كم، وهي تعادل (9.27 ميل)، وهذا القياس متقارب إلا انه يرجح كفة الجفنية اذ لا يمكن ان تكون المسافة على واقع طبيعة الارض أقل من القياس بخط مستقيم، عن طريق الأجهزة المعروفة أو الخرائط.
ثانيا: دلائل تشير إلى ان موقع النقرة هو النقرة الحالية:
1 شاهدت في النقرة ثمانية أعلام. منها علمان لطريق مكة، وعلمان لطريق المدينة وأربعة أعلام مجتمعة في جبل شمال شرق النقرة باتجاه الكوفة. ولا استبعد أن تكون أعلام البصرة والكوفة مجتمعة. وقد سلكت جميع طرقها بصحبة رئيس مركز النقرة (1) عدا طريق البصرة فلم أجد أعلام وأميال هذا الطريق.
2 ذكر ابن رسته: ومن الحاجر الى معدن النقرة 34 ميلا منزل فيه أعراب كثير (انتهى كلامه) أقول: المعروف ان موقع معدن النقرة هو قرب النقرة الحالية لا جدال فيه.
3 ذكر ابن خرداذبة: ثم إلى معدن القرشي (يقصد من الحاجر) والعامة تسميه معدن النقرة فيها آبار أربعة وثلاثون ميلا.
4 ذكر المقدسي: ثم إلى معدن النقرة 34 ميلا.
5 ذكر قدامة: ومن الحاجر إلى معدن النقرة وفيها آبار وبرك سبعة وعشرون ميلا (انتهى كلامه) أقول شاهدت في النقرة بضع عشرة بئر قديمة، وحفرتين قطر الواحدة منهما 20 م تقريبا. ويبدو من مادة حفريتها (نثايل) أنها برك أو آبار واسعة.
6 ذكر الإدريسي في كتابه (نزهة المشتاق): وأما معدن (النقرة) فهي قرية كبيرة عامرة يجتمع بها حاج البصرة وحاج الكوفة.
7 ذكر ابن جبير في رحلته من المدينة: ثم نزلنا يوم الاربعاء خامس يوم رحلنا (12 محرم 580ه 25 ابريل 1184م) بموضع يعرف بالنقرة، وفيها آبار ومصانع كالصهاريج العظام، وجدنا أحدها مملوءا بماء المطر، فعم جميع المحلة ولم ينضب على كثرة المحلة واستماحتها. (انتهى كلامه) أقول: شاهدت الآبار والصهاريج العظام في النقرة.
8 وصفها الأعرابي: أرض متصوبة في وهدة وبها سميت النقرة بطريق مكة التي يقال لها معدن النقرة. (انتهى كلامه) (معاني بعض الكلمات في اللغة كما يذكرها المنجد في اللغة والأعلام: متصوبة أي منحدرة. وهدة: أي في أرض منخفضة).
9 ذكر الشيخ العبودي: هنا في النقرة يجتمع الطريقان طريق حاج الكوفة إلى مكة وطريق حاج البصرة إلى المدينة.
10 ذكر د. الوشمي رحمه الله: تلتقي بها طرق الحج العراقي بفرعيه (الكوفي والبصري).
11 نستنتج مما سبق ذكره ان النقرة الحالية أطلق عليها عدة أسماء. وهي: النقرة، معدن القرشي (العامة تسميه معدن النقرة) أو النقرة الشمالية. أما العبودي فقد ذكر: معلوم أن المصينع معدن القرشي.
رأي الباحث:
1 أعتقد أن هناك طريقين للحاج: فرعي، ورئيسي أو (الأول، والثاني) وقد ذكر ياقوت الحموي: وبقروري يفترق الطريقان طريق النقرة وهو الطريق الأول عن يسار المصعد، وطريق معدن النقرة وهو عن يمين المصعد. ويؤكد صاحب كتاب المناسك أن المعدن منزل بقوله: وكان المسيب بن سليمان المخزومي ساكنا بها أيام الواثق حتى أذن له في بناء المعدن فهو المنزل اليوم.
ب يرى الباحث أن هناك موقعين للنقرة. كلاهما منزل. هما:
1 معدن القرشي (العامة تسميه معدن النقرة) وهو منجم ومنزل على الطريق الرئيسي يتضح ذلك جليا مما سبق ذكره. وهو الموقع المعروف اليوم بالنقرة.
2 النقرة وهو منزل على الطريق الفرعي (الأول) يسلك في بعض الأوقات، وهو الموقع المعروف اليوم بالجفنية.
وجاء في التحقيق في كتاب المناسك: أن المسافة بين النقرة الشمالية والنقرة الجنوبية لا تزيد على عشرة أميال. (انتهى كلامه) أقول: قمتُ بقياس المسافة ما بين الجفنية والنقرة الحالية على واقع الارض بالأكيال فوجدت المسافة 14 كم. وهي تعادل (3.6 ميل).
وقد تتبعت ما ذكر الحربي: وإذا خرج الخارج من قرورا فإنه يسير في أرض سهلة دحس، لا يتبين المحاج فيها، ومن أراد النقرة أخذ يسرة مع الجبل ومن أراد معدن القرشي تيامن حتى يلقاه البريد وربما ضلَّ الناس بالليل فيه. (انتهى كلامه) أقول: شاهدت أعلام الدخول والخروج في سناف اللحم، وهي واضحة ومتقابلة.. علمان في الشمال الشرقي باتجاه الكوفة وعلمان جنوب غرب الموقع الأثري على بعد 300 م تقريبا، ويشيران الى اتجاه النقرة (منجم ومنزل) ويبدو أن تلك الأعلام تشير إلى الطريق الرئيسي. وقربهما ميل ينحرف عن اتجاه العلمين نحو الجنوب الغربي، ويشير الى الطريق الأول (يسرة مع الجبل) باتجاه الجفنية أي النقرة الجنوبية.
ج أوجه دعوة للمختصين بالآثار والباحثين لزيارة الموقع كما أوجه دعوة للباحثين لتحقيق الموقع وأخص بالذكر منهم الشيخ عبدالله الشايع وقد سبق أن تحدثت معه هاتفيا وطلبت منه تحقيق هذا الموضع ويقيني انه سيفعل ما طلبت منه وذلك لما أعرفه عنه من جد ونشاط ومن خلال كتاباته حول تحقيق المواقع. ويا ليت أصحاب القرار يأمرون بتشكيل فرق عمل لتحقيق المواقع في مناطق المملكة، على أن يضم عدة تخصصات (آثار، تاريخ، جغرافيا، لغة) ((2)) وعدد من الباحثين والبلدانيين والمهتمين بتحقيق المواقع الأثرية. أما إذا أدخلت أمور (الواسطة أو التنفيع بالانتداب) من قبل المعنيين كترشيح من ليس له اهتمام بالآثار أو من تخصصه على سبيل المثال علوم فإنه سيأتي وقت تضحك فيه علينا الأجيال بما أنفقنا على بحوثنا من أموال.
د الحكم على ما سبق ذكره يحتاج إلى فريق عمل لمسح المنطقة، ودراسات دقيقة، أيضا الحكم عن سبق هذا ما طرح آنفا وهل سبق ان كتب عنه؟ سيتضح بعد الرجوع لبعض المصادر.
ه إذا صدق حدسنا بأن موقع النقرة الحالية منزل للحاج. فإنه على بعض الباحثين، تعديل بحوثهم كما على وزارة البترول والثروة المعدنية تعديل طريق زبيدة في خرائطها الجغرافية وتبين الطريق الصحيح.
للتواصل: ص. ب 5840 بريدة
guhaidan@hotmail.com
الهوامش:
1 هادي بن حماد.
2 يمكن الاستفادة من أهل اللغة في تفسير بعض الكلمات التي وردت في كتب البلدانيين أو الشعر.
اعتمد الباحث في دراسته هذه على مشاهداته الشخصية على أرض الواقع، كما استفاد من بعض المصادر والمراجع، ومنها:
1 العبودي معجم بلاد القصيم ج 6.
2 الراشد، درب زبيدة.
3 العبودي معجم بلاد القصيم ج 1.
4 أطلال، العدد 4.
5 الوشمي، الآثار الاجتماعية والاقتصادية لطريق الحج العراقي على منطقة القصيم.
6 المنجد في اللغة والأعلام، دار المشرق بيروت، الطبعة الثامنة والعشرون 1986م.
7 الحربي، المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة.
8 خرداذبه، المسالك والممالك.
9 رحلة ابن جبير.
10 رسته، الأعلاق النفيسة.
11 المقدسي، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم.
12 قدامة، الخراج.
13 اليعقوبي، البلدان.
14 الهمداني صفة جزيرة العرب.
15 الإدريسي، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق.
(النَّقْرَة) التي حيَّرت الباحثين ومازال الحديث عنها يتجدد

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved