أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 14th October,2001 العدد:10608الطبعةالاولـي الأحد 27 ,رجب 1422

العالم اليوم

أضواء
دولة فلسطين الأمريكية... سكر خفيف...!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
لابد أن الأمريكيين بدءاً من رئيسهم جورج بوش والمحيطين به من مستشارين ووزراء وانتهاءً إلى عامة الشعب الأمريكي قد لمسوا كم هو حجم التعاون الذي التزم به الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وسلطته الوطنية لإنجاح الجهد الأمريكي في سبيل إنجاح الحملة ضد الإرهاب، ولا شك أيضاً أنهم جميعاً: بوش وإدارته وشعبه، يعلمون كم من الثمن دفعه وسيدفعه عرفات وشعبه نتيجة اتخاذ هذا الموقف، فهو بالقياس النسبي يعد أكثر الأثمان وأكبرها حجماً وقيمة وخصوصاً أنه يتخذ القرار وشعبه يتعرض للقتل اليومي والمحاصرة وكل صنوف الاستفزازات التي تدفع إلى رد الفعل الذي قد يصنف كنوع من العمل الإرهابي..!!
ضبط النفس الفلسطيني هذا، الذي يؤكد ويعبر عن المدى الكبير بالالتزام والتحلي بالمسؤولية الدولية والمتناقض كليا مع الموقف الذي سارت عليه الحكومة الإسرائيلية منذ بدء الهجمات الارهابية على المدن الأمريكية، بانتهازها الحدث لتأجيج الكره وزيادة أسباب التحريض في انتهازية ممقوتة، يقابله روح اللامبالاة وعدم المسؤولية الدولية والأخلاقية من قبل الإسرائيليين تجاه أكثر الدول دعماً لهم وتحالفاً ووقوفاً معهم حتى في باطلهم.
هذان الموقفان المتناقضان ومع يقين الأمريكيين بأن بقاء القضية الفلسطينية دون حل واستمرار الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني من أهم أسباب انتشار الارهاب، وهذا ما جعل الأمريكيين يكثرون الحديث عن حل للقضية يتضمن تأييداً لاقامة دولة فلسطينية، حيث كرر الرئيس جورج بوش أكثر من مرة هذا التأييد، الذي أصبح التزاماً أمريكياً لا يمكن تجاوزه وهذا ما جعل المحللين وقبلهم الفلسطينيين يبحثون.. ويتساءلون عن الدولة الفلسطينية التي يسعى الأمريكيون إلى «إعطائها» الفلسطينيين.
ولأن الأمريكيين لم يعلنوا التفاصيل ولأنهم لم يكشفوا عن خطة الدولة الفلسطينية لانشغالها أمريكا بالتركيز على الهجوم العسكري الجاري ضد أفغانستان، فقد نشطت الوسائل الإعلامية وبعضها إسرائيلية في تسريب تلك الخطة حيث ترى صحيفة هآرتس العبرية حسبما نشرت يوم الجمعة أول من أمس بأن وزارة الخارجيه الأمريكية تعكف على صياغة خطاب خاص يُلقيه وزير الخارجية كولن باول، يحدد فيه للمرة الأولى الأفكار الأمريكية بشأن التسوية الدائمة، وإشهار تأييد الولايات المتحدة لقيام الدولة الفلسطينية.
كما سيشير في هذا الخطاب إلى موضوع القدس، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين. ولكن خطاب باول هذا لن يُلقى إلا بعد إتمام المرحلة الأساسية من الحرب ضد أفغانستان.
وحسب مصدر إسرائيلي مقرب من الإدارة الأمريكية، فإن هذه هي بنود الخطاب الذي سيلقيه باول:
الدعوة إلى تسوية دائمة على أساس «دولتين لشعبين».
تبقى القدس عاصمة لدولتين، إسرائيل وفلسطين، (ولكن خطاب باول لن يتطرق لتفاصيل تقاسم السيادة والتسويات في الحرم القدسي).
الاعتراف بالطابع القومي للدولتين، إسرائيل كدولة يهودية، وفلسطين كدولة للشعب الفلسطيني. (وهذا البند مهم لإسرائيل على وجه الخصوص، لأنه يُفهم منه رفض «حق العودة» للاجئين الفلسطينيين إلى داخل الخط الأخضر).
الاعتراف بمبادئ قراري الأمم المتحدة 242 و338 ومؤتمر مدريد، واتفاقات أوسلو، كقاعدة للتسوية المقبلة.
التزام أمريكا بأمن إسرائيل.
الدعوة إلى وقف العنف والارهاب، ومطالبة الطرفين بتجسيد خطة ميتشيل.
واعتماداً دائماً على المصادر الإسرائيلية، فإن هذه الدولة الفلسطينية ستكون على طريقة حمية المرضى المصابين بمرض السكر..الذين يفرض عليهم تناول الشاي باستعمال «السكرين»..أي «سكر خفيف».. حيث ستكون دولة فلسطين الأمريكية..سكراً خفيفاً.. حتى لا يصاب الاسرائليون من أمثال شارون بمرض السكر والضغط خصوصاً أن بدانته تساعد على ذلك.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved