أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 15th October,2001 العدد:10609الطبعةالاولـي الأثنين 28 ,رجب 1422

متابعة

عام على تفجير «كول» ومهاجمة السفارة البريطانية بصنعاء
تعزيزات أمنية على السفارات الغربية.. وأمريكا تطلب إحالة القضية إلى المحكمة
القوانين اليمنية لا تجيز احتجاز المتهمين دون محاكمة.. واليمن تستجيب للطلب الأمريكي
* صنعاء الجزيرة عبدالمنعم الجابري..
عززت السلطات اليمنية خلال اليومين الماضيين وبشكل واضح من التدابير والاجراءات الأمنية الاحترازية المشددة حول مقرات البعثات الدبلوماسية والسفارات الغربية في صنعاء.
وكانت سفارة الولايات المتحدة الامريكية في المرتبة الاولى التي اولتها السلطات اليمنية اهتماماً غير عادي من حيث الاجراءات الامنية المتخذة تليها السفارة البريطانية.
وقد جاء تعزيز هذه التدابير المتمثلة بتشديد الحراسات الأمنية متزامناً مع مرور عام كامل على حادثة تفجير المدمرة الامريكية «كول» في ميناء عدن في ال12 من اكتوبر 2000م وكذا مرور عام على تفجير عبوات ناسفة داخل سور مبنى السفارة البريطانية بصنعاء والذي وقع بعد يوم واحد من تدمير «كول».
وشملت الاحتياطات الأمنية الإضافية كذلك مقرات الشركات والمؤسسات الامريكية والغربية في مختلف المدن والمناطق اليمنية بما في ذلك الشركات العاملة في مجال النفط وغيرها إضافة إلى الأماكن الخاصة بسكن وإقامة الرعايا الغربيين.
وبحسب المصادر فإن من شأن هذه التدابير التي رأت سلطات الأمن في اليمن تعزيزها هو ضمان سلامة المصالح والرعايا الغربيين والحيلولة دون وقوع أية أعمال عنف تجاههم خاصة في ظل الأجواء والمستجدات العالمية الراهنة واستمرار الضربات العسكرية الامريكية في افغانستان.
وكانت حادثة تفجير المدمرة «يو.اس.اس.كول» قد اسفرت عن مقتل 17 شخصاً من مشاة البحرية الامريكية وإصابة 39 آخرين علاوة على الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمدمرة نفسها.
وعلى الرغم من إعلان السلطات اليمنية عن انتهاء التحقيقات في قضية «كول» واستكمال ملفها منذ عدة أشهر إلا أنها لم تقدم إلى المحكمة حتى الآن.. مع أنه سبق لمسئولين يمنيين الإشارة أكثر من مرة إلى قرار إحالة هذا الملف إلى اجهزة القضاء.. لكن ذلك لم يحدث بسبب الطلبات الامريكية المتكررة بالتأجيل بهدف استكمال بعض الجوانب المتعلقة بالتحقيقات حسبما يصرح مسئولون امريكيون من جانبهم.
وخلال الايام الماضية جدد الجانب الامريكي الذي اثنى مراراً على تعاون الجانب اليمني في تحقيقات «كول» مطالبته بتأجيل إحالة ملف القضية إلى القضاء من منظوران التحقيقات الجارية في احداث هجمات ال11 من سبتمبر الماضي على واشنطن ونيويورك ربما قد تكشف عن أشياء جديدة على صلة بقضية «كول».
وفي هذا السياق تشير مصادر قانونية يمنية إلى أن بقاء ملف القضية مع المتهمين الذين سبق القبض عليهم وعددهم ستة أشخاص كما سبق واعلنت جهات رسمية كل هذه الفترة من دون محاكمة يعد تجاوزاً وإخلالاً بالأنظمة والقوانين اليمنية فيما يتعلق بالاجراءات القضائية.
وأوضحت المصادر ل«الجزيرة» بأن قانون الاجراءات الجزائية في اليمن لا يجيز تأخير القضية كل هذه المدة ولا حتى نصفها عند أسوأ الظروف، كما ان القانون لايسمح ببقاء المتهمين رهن الاحتجاز من دون محاكمة ودون قرارات قضائية.
وحول هذا الموضوع اكد وزير الداخلية اليمني اللواء دكتور رشاد محمد العليمي بأن التحقيقات في قضية «كول» استمرت لفترة طويلة ولا توجد هناك اية نتائج جديدة في هذا الجانب.
وأوضح في تصريحات صحفية بأن اليمن تعتبر ان القضية منتهية وجاهزة للإحالة إلى المحكمة.
مشيراً إلى ان الجانب الامريكي كان قد طلب التأجيل فقط لأجل استكمال بعض المعلومات حول المتهمين الفارين خارج اليمن والذين كان لهم دور رئيسي في التخطيط لعملية تفجير المدمرة الامريكية.
وقال الوزير رشاد العليمي ان وجهة النظر اليمنية هي ان يحال المتهمون المضبوطون إلى المحاكمة مع الاستمرار في مطاردة الفارين..
ونوه الى ان حادثة «كول» كانت موجهة في الأساس ضد أمن وسلامة اليمن قبل الولايات المتحدة.. وان مصلحة الأمن الوطني لليمن تفرض عليها تحقيق نتائج ايجابية في ضبط وملاحقة المسئولين عن هذه العملية.
وكانت مصادر رسمية يمنية قد صرحت بأن الرأس المدبر لعملية تفجير المدمرة «كول» والمتهم الرئيسي الاول هو مواطن يمني يدعى محمد عمر الحرازي أو «الصعفاني» وشخص آخر معه، وكلاهما خارج اليمن ويعتقد بأنهما داخل الأراضي الأفغانية. وحيث لم يصدر تعليق رسمي عن الجانب اليمني حول تجديد طلب تأجيل المحاكمة في قضية كول من قبل مسئولين أمريكيين كما أوردت ذلك عدد من وسائل الاعلام، إلا أن بعض الاوساط السياسية في اليمن ترجح أن تستجيب السلطات اليمنية للطلب الأمريكي في إرجاء إحالة المتهمين إلى القضاء بعد ان كان من المقرر ان يتم ذلك خلال اكتوبر الجاري وفقاً لما كانت قد صرحت به مصادر يمنية منذ عدة اسابيع.
وفي الوقت الذي ذكرت الانباء بأن المدمرة «يو.اس.اس.كول» ستعود إلى الخدمة قريباً بعد عدة شهور من عمليات الاصلاحات والترميمات للأضرار التي لحقت بالمدمرة والتي كان قد تم سحبها الى الولايات المتحدة لهذا الغرض... فإن عملية التفجير التي تعرضت لها في ميناء عدن كانت ستترك آثاراً سلبية كبيرة واضراراً بالغة على صعيد العلاقات اليمنية الامريكية لو لا ان الحكومة والسلطات اليمنية احسنت التصرف حينها عندما سارعت إلى اتخاذ اجراءات حازمة فيما يتعلق بفتح تحقيقات واسعة والقت القبض على عدد كبير من المشتبه بهم واسفرت هذه الاجراءات عن التوصل الى ستة متهمين «متورطين» بالعملية كما ابدت تعاوناً كبيراً مع الجانب الامريكي.. ومن خلال ذلك استطاعت اليمن امتصاص غضب الولايات المتحدة التي لم تجد بعد ذلك من خيار غير العمل على تعزيز علاقاتها مع اليمن والتأسيس لتعاون مشترك في مجال مكافحة الارهاب.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved