أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 18th October,2001 العدد:10612الطبعةالاولـي الخميس 2 ,شعبان 1422

عزيزتـي الجزيرة

الزواج.. بين العرض والطلب!!
مما لا شك فيه إن الإسلام قد أولى (الزواج) أهمية كبرى كونه يمثل المدخل السليم لبناء الأسرة بالمجتمع والأمة، ولقد حث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج.. ووعد المعسرين والفقراء منهم بالغنى والزيادة حال زواجهم..
وتلك بشارة عظيمة يكاد ينساها اليوم كثير من الشباب بنوعيه واسرهم من بعدهم فتجدهم يتشرطون الشروط المكلفة من ضرورة توفر المهر اللازم والسكن الفاخر وباقي طابور المستلزمات التي اصبحت كوسواس خناس يكاد يفلح في اخراج الهدف السامي من الزواج من مضمونه العام لولا جهود خيرة هنا وهناك.. يعاني الشباب السعودي من مشكلة حقيقية في الزواج الذي يعتبر اليوم قضية القضايا بامتياز، فلقد تزايدت اعداد الشباب العازفين عن الزواج بسبب الصعوبات الحقيقية التي تفرضها عادات اجتماعية وتقاليد ما عادت تتلاءم مع هذا العصر.. وانعكس ذلك بالتالي على الفتيات.. فزادت العانسات وارتفعت معدلات سن الزواج بينهن كما بين الشباب.. وما لم يتم تدارك هذه الصعوبات الحقيقية فإن المجتمع سيكون تخلى طوعا عن النصف من جسده، بل والنصف الحي فيه.
إن ترك مسألة الزواج، على أهميتها القصوى، لتتحكم بها معادلتا (العرض والطلب)، شيء يتطلب التدخل الفاعل والحاسم من ولاة امور الشباب وعلماء المجتمع وقادته، لوضع تصورات موضوعية جديدة له تتسم بالمرونة والفاعلية وتلبي في الوقت نفسه رغبات الابناء والبنات الى السكن المفضي إلى الذرية الصالحة.
ومن المهم التأكيد هنا على أن الشباب بصفته صاحب القرار في شأن الزواج، اصبح اكثر قناعة بالتخلي عن تلك المطلوبات الباهظة التي لا قبل له بها حتى يتمم بها زواجه، فصعوبات كثيرة تقف اليوم في وجهه منها توفير المهر وسكن الزوجية وخلافها في ظل شح موارده المالية، ويقيني أن فتياتنا الكريمات يحفظهن الله أصبحن بسبب التعليم والحرص عليه وانتشار الوعي بين اجيالهن اكثر قناعة ايضا ان الطلبات التي تتقدم بها اسرهن تقف سداً منيعاً في وجه سعادتهن..
والمؤمل في هذه الحالة أن تبادر جهات مسموعة الكلمة إلى اقتناص هذه الفرصة التي تعززها بشدة قناعات اسرية وان خفت صوتها، للمضي بمشروع تسهيل الزواج امام الشباب حتى يتمكنوا من احصان انفسهم واعمار بلدهم..
وصحيح ان هناك لجاناً وجهوداً مقدرة تبذل من حين لآخر للقيام بهذا الدور.. لكن الامر في تقديري اكبر من طاقتها بل هو اكبر ايضا من خيالها..
فالمطلوب اولا عمل اجتماعي ديني، وتثقيفي شامل يؤكد على البعد الاخلاقي والقيمي للزواج الميسر الذي حض عليه الاسلام..
ثم الشروع في تكوين لجنة عليا على مستوى المملكة للقيام بهذا الدور تدعمها كل مؤسسات المجتمع وفئاته ووجهائه فضلاً عن الشركات واصحاب الاعمال والغرف التجارية وكل اصحاب الخير.. وحبذا لو وضعت لها لائحة إذا تيسر لها ذلك تحدد بموجبها ما يلزم من مال وأثاث لاتمام الزواج.
ومن هنا نرفع لافتات لاصحاب القرار في تحقيق الصالح العام، فالشباب السعودي بفئتيه «الشباب والبنات» بصوت واحد ومن أعلى منبر واحد يتمنون ايجاد طريقة هي الانسب لهم لتخدم الجميع.
عبدالله بن زيد المنديل

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved