أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 19th October,2001 العدد:10613الطبعةالاولـي الجمعة 3 ,شعبان 1422

أفاق اسلامية

القرآن سبيل السعادة
سعود بن عبدالله بن طالب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحابته أجمعين. أما بعد
فإن الدارس لتاريخ الجاهلية قبل الإسلام يجدأن البشرية كانت تعيش في ظلام دامس من الجهل، وانتشار الفوضى، والظلم، والشرك بالله تعالى، وعبادة الأوثان، وكان الناس في تلك الحقبة على طائفتين.
الطائفة الأولى: وهم اليهود والنصارى، وكان عندهم التوراة والأنجيل، ولكنهم حرفوا كتبهم، وبدلوا من كلماتها، وحرفوا من أحكامها كما قال تعالى: (وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب، ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون).
الطائفة الثانية: وهم المشركون، ولم يكن عندهم شيء من الكتب المنزلة، فكفروا بالله تعالى، واتخذوا من دونه شركاء، من الأوثان والأصنام، واخترعوا لها أسماء من عندهم ما أنزل بها الله من سلطان كما قال تعالى: (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذاً قسمة ضيزى إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان).
ولما أراد الله تعالى بالبشرية خيراً أرسل خاتم رسله، وأفضل أنبيائه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، كما قال الله عز وجل : (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين).
وأنزل معه أفضل الكتب، وأعظمها، وأكملها، وهو القرآن الكريم، كما قال تعالى :(وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه)، فأخرج به الناس من ظلمات الجهل والشرك إلى نور العلم والإيمان.
فتبين بهذا أن تطبيق القرآن الكريم، والعمل بأحكامه، هو السبيل الوحيد إلى نيل السعادة والأمن والأمان في الدنيا، والظفر بالنجاة يوم القيامة، كما قال تعالى :(فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى)، وقد أدرك هذه الحقيقة الناصعة الملك المجاهد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله فقد وجد شبه الجزيرة العربية تعيش في حالة من الجهل، والعمى والضلال، والتخلف والظلم، شبيهة بالحالة التي كانت عليها الجاهلية الأولى، فأدرك أنه لا يصلح حال الجزيرة في حالها الأخير، إلا ما أصلحها في حالها الأول، من أجل ذلك اتخذ كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهاجاً ودستوراً للبلاد تحكّمهما، وتحتكم اليهما في كل صغيرة وكبيرة ولله الحمد فكان من ثمار ذلك ومنافعه أن عم الأمن والأمان، وانتشر العدل والاطمئنان، وانتشر العلم، فبدأت النهضة الحضارية والعلمية، والعمرانية، حتى وصل الأمر إلى ما نعيشه في هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله من تقدم ورقي وتطور في مناحي الحياة.
فلا عجب إذاً أن نرى المملكة العربية السعودية وهي الدولة الوحيدة التي تحكّم شرع الله تعالى، وهي البلد الذي يوجد فيها بيت الله الحرام ، وبلده الأمين الذي هو مهبط الوحي، ومهد الرسالة تولي القران الكريم جل عنايتها، وكل اهتمامها، فهي التي تحكّمه وتتخذه دستورا للأمة، وهو الذي يرجع إليه في جميع شؤون الدولة، ومنه انبعثت سياساتها الداخلية والخارجية، والمملكة هي التي تضم في رحاب المدينة المنورة أعظم صرح علمي لخدمة كتاب الله تعالى طباعة، ونشراً، وتوزيعاً، وترجمة، وتسجيلاً، أعني بذلك مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
ومن أوجه عناية المملكة بالقرآن الكريم تنشئة شباب الأمة، وتربيتهم على القرآن الكريم، والتحلي بأخلاقه الكريمة، والعمل بأحكامه الجليلة، حتى يكونوا رجالاً صالحين، يخدمون دينهم، وينهضون بأمتهم إلى مدارج العزة والكرامة في الدنيا والآخرة، ومن ذلك إقامة المسابقات في جميع أنحاء المملكة للتنافس على حفظ القران الكريم وتلاوته وتجويده وتفسيره، ثم إن هذه المسابقات قد تجاوزت الحدود المحلية لتصبح دولية عالمية، وذلك في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية، التي تعد أعظم المسابقات، وأوسعها وأجزلها مكافآت؛ لأنه يشارك فيها نخبة من شباب الأمة الإسلامية من جميع أنحاء العالم.
والغرض من ذلك كله واضح هو ربط الأمة الإسلامية بكتاب ربها، وتحكيمه، والعمل بتشريعاته حتى يعود للمسلمين عزهم، وتمكينهم.
نسأل الله أن يديم على هذه البلاد المباركة نعمة الإسلام، والتمسك بالعقيدة وأحكام القرآن في ظل الحكومة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، حفظهم الله ورعاهم .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
* وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للشؤون الإدارية والفنية

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved