أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 19th October,2001 العدد:10613الطبعةالاولـي الجمعة 3 ,شعبان 1422

أفاق اسلامية

المسابقة.. وربط الناشئة بكتاب الله
الشيخ عبدالله بن إبراهيم الغنام
الحمد لله القائل في محكم كتابه العزيز:«كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولوا الألباب» (ص:29)، والصلاة والسلام على نبينا الكريم المرسل رحمة للعالمين القائل: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» أما بعد:
فإن الله تعالى قد أنزل القرآن الكريم دستورا لهذه الأمة تجتمع عليه كلمتها، وتنهل من معينه الصافي لكي تحصل على ما ينفعها في دنياها وأخراها، فمن استمسك به هدي إلى الصراط المستقيم ونال العز والتمكين، ومن تركه ضل سواء السبيل.
ومن هذا المنطلق جعلت المملكة العربية السعودية كتاب الله العظيم دستورها، ومرجعها في كل شؤونها الدينية والدنيوية، كما جعلت من خدمته غاية سامية تبتغي من ورائها هداية الناس وإرشادهم إلى ما ينفع ويصلح شؤونهم، فقامت برعاية من ولاة أمرها منذ عهد المؤسس الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وحتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بالعناية والاهتمام بالقرآن الكريم وعلومه.
وقد تجلت تلك العناية في العديد من الأمور الظاهرة للعيان ومنها: افتتاح المعاهد والمدارس الخاصة بتحفيظ القرآن الكريم، كما أوجدت حلقات تحفيظ القرآن الكريم في أنحاء المملكة لتعنى بالحفظة من الذكور والإناث، كا قامت بدعمها بكل ما تحتاجه لتؤدي دورها وتحقق أهدافها النبيلة في تخريج أجيال من حملة كتاب الله، يزداد عددهم عاما بعد عام، كما أنشأت أكبر مجمع لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، ونظمت المسابقات القرآنية للحفظة ورصدت الجوائز القيمة لتكريم المتوفقبن منهم.
وتأتي مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره على رأس قائمة هذه المناشط حيث إنها تتوج أوائل الحفظة من أبناء الأمة، الذين يشارك معهم الخمسة الأوائل على فروع مسابقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض المحلية التي تقام كل عام.
وقد جاءت تسمية هذه المسابقة التي تشهد عامها الثالث والعشرين باسم الملك عبدالعزيز مؤسس هذا الكيان الشامخ لتزيد من أهميتها، ولتحظى بالمزيد من الإقبال عليها محلياً وعالمياً، والمسابقة على كسب المشاركة فيها، وخاصة أنها تقام في أقدس بقاع الأرض «مكة المكرمة» التي تضم بيت الله الحرام، وقبلة المسلمين، وهو مما يحقق الهدف الرئيس من تنظيمها في ربط ناشئة وشباب هذه الأمة بكتاب الله عز وجل.
ومما لا شك فيه أن هذه المزايا، والتطور الذي شهدته المسابقة على مدى السنوات الماضية، قد حقق للمملكة الريادة في شرف خدمة كتاب الله الكريم، كما أنه يدل على تأصيل واستمرار النهج الإسلامي الحكيم الذي تسلكه المملكة منذ تأسيسها في جميع شؤون حياتها، ذلك النهج الذي يستوجب حمد الله وشكره، وسؤاله المزيد من فضله، وأن يجزي عنا مؤسس هذا الكيان خير الجزاء، وأن يكرم مثواه، ويتغمده برحمته، ويسكنه فسيح جناته.
وأود في هذا المقام أن أنوه بما تجده المسابقة من عناية ورعاية المسؤولين بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وعلى رأسهم معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ مما جعل للمسابقة تلك المكانة العالمية الكبرى.
وفي الختام نسأل الله أن يحفظ لهذه البلاد المباركة ولاة أمرها، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني ، وأن يديم علينا نعمة الإسلام، وأن يعم بالخير سائر بلاد المسلمين، ويجمعهم على كتابه العزيز وتحكيم شرعه القويم.. إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
* وكيل وزارة الشؤون الإسلامية المساعد لشؤون الأوقاف

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved