أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 19th October,2001 العدد:10613الطبعةالاولـي الجمعة 3 ,شعبان 1422

شرفات

دعم المملكة لمسلمي المجر
د. تيسير صالح رئيس مجلس إدارة مسجد دار السلام ببودابست:
دخل الإسلام المجر عن طريق فتوحات الأتراك
الإعلام اليهودي فشل في استعداء الحكومة المجرية ضد المسلمين ندعم انتفاضة الشعب الفلسطيني وتأكيد حقه في أرضه
أكَّد الدكتور تيسير صالح رئيس مجلس ادارة جمعية مسجد دار السلام بالعاصمة المجرية بودابست أن المملكة العربية السعودية لها دور بارز في دعم الانشطة الاسلامية للمسجد وللجياليات الاسلامية الموجودة في المجر. وقال في حديث ل«الجزيرة» قام باجرائه مكتب القاهرة من بودابست ان هذا الدور للمملكة ليس غريباً عليها، خاصة وانها ترعى الاقليات الاسلامية في شتى بقاع العالم، وتعمل على حمايتهم من الذوبان في الهويات الاخرى من خلال المؤسسات الاسلامية بها مثل رابطة العالم الاسلامي والرئاسة العامة لادارات البحوث العلمية للافتاء والدعوة والارشاد ووزارة الاوقاف.
واضاف أن مجلس ادارة المسجد تمكن مؤخراً بدعم من أهل الخير السعوديين من توسعة المسجد، كما كان لهم الفضل ايضاً في اقامة المسجد في بداية التسعينيات بالتعاون مع بعض أهل الخير في السودان ودول الخليج. وتناول د. صالح أوضاع المسلمين في المجر، والتحديات التي تواجههم، وموقف الجاليات اليهودية منهم، ونظرة المجتمع المجري للاسلام. وتالياً نص الحوار:
المسلمون في المجر
كيف ترصدون اوضاع الجاليات الاسلامية في المجر، والدور الذي تقوم به الجمعية في الدعوة الاسلامية داخل المجتمع المجري؟
المسلمون القائمون في المجر هم من القادمين من الدول العربية لاغراض اقتصادية، ولكنهم في واقع الحال لم ينسوا دينهم في هذه البلاد، وكان التزامهم بادرة ايجابية في الدعوة الاسلامية، وان كان نعاني ضعفاً في هذه الناحية، بسبب انتشار كثير من الفتن والمفاسد.
أما الدعوة في داخل المسجد فتقوم على أساس برنامج مرحلي، هو تعريف المجريين بالاسلام من خلال لصق أكثر من 150 ألف ملصق داخل العاصمة بودابست للتعريف بالاسلام، وكذلك تنظيم محاضرات للمسلمين المجريين في الشريعة الاسلامية وفقه السنة، وتعريفهم بالاسلام كحضارة.
دعم المملكة للمسلمين
وهل تذكرون البدايات وراء نشأة الجمعية ومن ثم إقامة المسجد داخل العاصمة بودابست؟
البداية كانت في التسعينيات مع الانفتاح الذي شهدته المجر عقب انهيار الشيوعية، لان العمل الديني كان ممنوعاً في هذه البلاد ابان الحكم الاشتراكي، ولكن بعد انهيار هذا الحكم لاحظنا حرية كاملة في العمل الاسلامي داخل المجر بما لا يتعارض مع قوانين هذه البلد، وهي كلمة حق في انه لا توجد موانع تعوق الدعوة الاسلامية داخل المجر.
وعقب هذا الانفتاح كان لاهل الخير من المملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج والسودان دور كبير في انشاء هذا المسجد.
حتى يكون مأوى للمسلمين في هذا البلد، وكان ذلك في العام 995 وبدأ كزاوية للصلاة، وذلك بمساعدة من أهل الخير في السعودية وبرعاية من وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بالمملكة التي تزودنا عادة بالشرائط الدينية لكبار العلماء في هيئة العلماء، وكذلك بالمطبوعات للكتب الاسلامية، والفتاوى السديدة من الرئاسة العامة لادارات البحوث العلمية للافتاء والدعوة والارشاد.
فكل هذه المطبوعات والشرائط والفتاوى هدفها تقديم حقائق الاسلام الناصعة وتعاليمه المشرفة للمسلمين في جميع أنحاء العالم، بما ينفعهم في تطبيق الاسلام وتجنب نواهيه.
وهذا الدور ليس غريباً على المملكة التي ترعى الاقليات المسلمة في شتى بقاع العالم، وتعمل على حمايتهم من الذوبان في الهويات الاخرى، وهو دور تضطلع به ايضاً رابطة العالم الاسلامي بتزويدنا ايضاً بالمطبوعات الاسلامية المستنيرة.
ومؤخراً تمكنا بمساعدة أهل الخير السعوديين واخوانهم من توسعة المسجد، حيث ان ارتفاع المبنى الواقع فيه يصل إلى 5،4 مترات تقريباً لاستيعاب اعداد المصلين، واقامة مكان لوضوء النساء.
اذ عدنا الى الحديث عن البدايات الأولى لدخول الاسلام إلى المجر، فكيف ترصدها من الناحية التاريخية؟
كان ذلك عن طريق فتوحات الاتراك وتوسعاتهم في وسط أوربا، ووقفوا فيها عند حدود المجر.
ووضعوا فيها محميات عسكرية وليس كمواطنين كما كانوا في بلغاريا والبوسنة والهرسك.
ووقتها أقام المسلمون في المجر المساجد والحمامات التركية، والمعالم الاثرية التي تميزهم، ولكن بعد انهيار الامبراطورية العثمانية، وهجوم الامبراطور النمساوي «هنجاري» على المجر، سقط الاتراك، ولم يعد للمسلمين بعدها تواجد في المجر، في بداية الستينيات على يد أحد المستشرقين الذي اعتنق الاسلام، وقام بنشر الكتب الاسلامية وترجمتها، الا انه في ظل التعنت القائم ضد الاديان عموماً في ذلك الوقت لم ينتشر الاسلام بالشكل المطلوب، حتى عام 1990 وسقوط الشيوعية، وبدأ بعدها الاسلام يظهر تدريجياً من جديد في بلاد المجر.
وحدة المسلمين
في ظل تعدد جنسيات المسلمين في المجر، وتنوع مذاهبهم، هل شكل ذلك خطراً على صورة الاسلام في المجر؟
من فضل الله ان التعصب للمذاهب أمر ليس موجوداً بين المسلمين في المذاهب لأن المسلمين في الخارج يظهرون كما لو كانوا جسداً واحداً بالفعل، فهم يحكمهم التفكير العقلاني السليم، فلا وجود للفرق الاسلامية التي يمكن ان تتصادم فيما بينها.
وربما قد تحدث بعض الاخطاء من جانب المسلمين، ولكن هذا الامر يتم تداركه سريعاً من خلال النقاش المشترك والتوعية بصحيح الدين، وهو ما ادى الى عودة الكثير من المسلمين الى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
دعاية يهودية
ما هو موقف الجاليات اليهودية الموجودة بالمجر من الجاليات المسلمة، وهل يستعدي الاعلام اليهودي المنتشر هناك الحكومة المجرية ضد المسلمين؟
يصل عدد اليهود إلى 150 ألفاً في بلاد المجر، ومفعولهم قوي للغاية، بل ومؤثر ايضاً لسيطرتهم على الجانب الاقتصادي والاعلامي، فضلاً عن دورهم السياسي المتمثل في حزب مشارك في الحكومة.
لذلك هناك حملة يهودية منظمة على تشويه صورة الاسلام وتغيير الحقائق الاسلامية، فضلاًً عن تزييف حقيقة الصراع بين العرب واسرائيل. ودائماً يصور اعلامهم الخبيث دوراً عدائياً ضد المسلمين وتصويرهم بالارهابيين والمتطرفين.
وفي المقابل لدينا ضعف شديد في الموارد للقيام بدور اعلامي مضاد، وحقيقة اؤكدها ان المسلمين في المجر يتمتعون بحرية كاملة في ممارسة الدعوة الاسلامية بين صفوف المجريين، فالمجر من الدول القلائل في اوربا التي تعترف بالاسلام كدين، كما أن الحكومة الحالية تعمل على الانفتاح مع الدول العربية، وقامت بتشكيل لجنة للتعريف بالشرق والاسلام، ولذلك كله فان محاولات الاعلام اليهودي لاستعدائها ضد المسلمين في المجر، كلها محاولات تنال طريقها للفشل ولم يكتب لها النجاح.
وكيف يتعاطى العرب والمسلمون مع قضية الصراع الدائر حالياً في الشرق الأوسط، ودورهم في دعم الانتفاضة الفلسطينية؟
جوهر قضية الصراع بين المسلمين واليهود لم يغب عن بالنا لحظة، فالقضية ليست فقط قضية الشعب الفلسطيني ولكنها قضية كل العرب والمسلمين، فوجود اليهود في فلسطين خطر موجه الى الدول العربية والاسلامية لعنصرية هذا الاحتلال.
وعليه فان هناك تآلفاً من المسلمين نحو دعم الانتفاضة ووجود حالة من الوعي الكامل تجاه هذه القضية، وان النعرات القومية بيننا لا وجود لها، لان الذي يجمعنا هو دين واحد هو الاسلام ورسول واحد هو محمد عليه الصلاة والسلام، وهذا أكبر من أن يتم الاختلاف بيننا على أمور دنيوية، فنتوجه باتفاقنا إلى قضية كبرى لا خلاف عليها بين الجميع، وهي دعم الانتفاضة وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقدساته الاسلامية.
أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved