أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 19th October,2001 العدد:10613الطبعةالاولـي الجمعة 3 ,شعبان 1422

شرفات

هوفمان في معركة تجفيف منابع السرطان
ريتشارد سالتوس
ترجمة وإعداد: عادل عبدالجواد
الورم في مراحله الأولى:
ينمو الورم السرطاني في مراحله الأولى ليصل إلى حجم «حبة الحمص» ولا يمكنه أن يكبر وينتشر مالم يجند الجسم لمساعدته على النمو والانتشار.
إرسال اشارات:
يرسل السرطان اشارات كيميائية الى الاوعية الدموية القريبة.. هذه الاشارات تنحت جدار الوعاء الدموي.. الذي بدوره يطلق شعيرات دموية تنتشر وتغذي الورم يطلق على هذه الشعيرات اسم اوعية باطنية angiogenesis.
تكوين بسلسلة اتصالات
تمتد الشعيرات الدموية لتمر من خلال الورم.. ثم تلتف حول الوعاء الدموي الرئيسي هذه الشعيرات الدموية تشكل استمرار تواصل الحياة للورم السرطاني.
تغذية ونمو الورم
عندما تمتد الشعيرات الدموية لخلايا السرطان.. تقدم لها «الاكسجين والبروتين» وهما اعمدة النمو والانتشار للورم.. وبالتالي تبدأ سلسلة جديدة من الاتصالات والترابط لتمهد الطريق لانتشار الورم الى اماكن جديدة في الجسم.
تجفيف منابع نمو السرطان.. او تحجيم الورم
بعد دراسة طويلة امتدت ثلاثين سنة.. يلخص جودة فوكمان.. تجربته الطويلة بان الورم السرطاني يحتاج لاوعية دموية تمده بعناصر الغذاء.. ومن ثم بدأ فوكمان وزملاؤه البحث عن سبل جديدة لوقف نمو السرطان.. هذه العقاقير المنتظر تجربتها على الانسان في خلال الشهور التالية يطلق عليها اسم موانع توليد الاوعية الباطنية.. بهذه العقاقير المانعة يمكن محاصرة السرطان من خلال منع تغذيته اللازمة لنمو وانتشار الورم.
في مواجهة السرطان
تخيل انك تمشي في مدينة صغيرة.. بالقرب من الطريق السريع تجري عملية توسيع للمدينة من خلال بناء طرق ومنازل ومحلات جديدة متفرعة من الطريق السريع.. ان لم يكن هناك تخطيط واضح للتوسعات المطلوبة.. فانه من الصعب أن تكبر المدينة بشكل منظم.
نفس الشيء مع السرطان.. ورم في جسم الانسان لا يمكنه أن يكبر وينتشر من حجم «حبة الحمص» إلا اذا استطاع أن يجند شعيرات دموية جديدة تغذيه بعناصر النمو الاساسية «اكسجين وبروتين» بدون هذه الاوعية الدموية التي تغذي الخلايا السرطانية.. يظل الورم محدوداً وعقدة من الخلايا الصغيرة غير ضارة. فكرة واضحة وسهلة. ولكن عندما وضعها د. جوده فوكمان الاستاذ في مستشفى بوسطن للاطفال منذ أكثر من ثلاثين سنة قوبلت الفكرة بالرفض القاطع من علماء آخرين وعندما تصور فوكمان فيما بعد في منع نمو الاوعية الدموية angiogenesis لمحاربة السرطان بطريقة جديدة كان رد الفعل ساخراً.. ولكن لم يعد الامر حالياً كذلك.
العقاقير التي يطلق عليها موانع تكوين الاوعية التي تحد من قدرة الورم السرطاني على انتشاره نحو الشعيرات. وعلى العكس فان عقاقير السرطان المعروفة والتي تطوق الخلايا العادية تهاجم السرطان فان موانع استثاره الاوعية اختيارية تظهر بأن لها قدرة محدودة وبدأت عشرات شركات الادوية ومئات المختبرات العلمية تدرس طريقة نشوء هذه الاوعية في السنوات الخمس الماضية تم اختيار نحو 20 عنصراً من موانع نشأة هذه الاوعية وان كانت النتائج غير مؤكدة إلا انها ضمت نتائج هامة في تقليص حجم الورم.
ومعظم هذه الموانع القادرة على تطويق الخلية هرمونات يطلق عليها endostatin, angioshtin وهذه المركبات هي الأكثر تأثيراً في علاج السرطان ظهرت حتى الآن. وكما يقول روبرت وينبرج رئيس الباحثين في معهد وايتهن كبريدج ماسوشيت ان بعض المشاكل الاساسية في اكتشافات نهائية في العلاج الفعال وهذا اساسا يجب ان يتعامل على نطاق واسع معangiostatin و endostatin وقد جربت بعض شركات الادوية والمعهد القومي لابحاث السرطان هذه العقاقير وظهرت نتائج مشجعة على الفئران وعلى الانسان ويقول فوكمان: إن الفكرة الاساسية في منع نشوء الاوعية الدموية الجديدة هو تجاهل الورم ذاته او على الاقل بشكل مؤقت. فهذه الاوعية هي التي تمد الاورام بالاكسجين والبروتين. وهذه الطريقة مثيرة لاطباء السرطان اذ تظهر في جانب من اهم المشاكل في علاج الاورام. وهي قدرة الاورام لتصبح مقاومة للعقاقير او الاشعاع. واحيانا يكون العلاج الكيماوي في اختفاء الورم وتجعلها تظهر من جديد بشكل اقوى يقاوم العقاقير. لان خلايا الاوعية الدموية لا تنقسم بسرعة انقسام خلايا السرطان. فلها فرصة اقل لتطور خصائص مقاومة الدواء.
وترجع ابحاث د. فوكمان الى بداية الستينيات من هذا القرن. اثناء عمله في مختبرات البحرية الأمريكية بحث عن بدائل الدم. وقد لاحظ ان الاورام التي يتم زرعها في الغدة الدرقية لحيوان في غرفة زجاجية تظل حية ولا تنمو. بينما الاورام التي تزرع في فأر على قيد الحياة تتسع وتنتشر الاورام.
من هذه الملاحظة طور فوكمان نظريته في ان الاورام في الجسم لا يمكن أن تنمو أكبر من حجم معين إلا اذا اقتربت من اوعية دموية تغذيها من خلال ارسال اشارات في شكل مبعوث بروتيني يستهدف الخلايا المرتبطة باوعية الدم.
والوصول الى هذه الخلايا يبدأ في الانقسام لتشكل اوعية جديدة صغيرة وهذه الاوعية ليست ضارة.. اذا في حالات الجروح والدورة الشهرية عند النساء تعتمد على هذه العملية ثم تنكمش الأوعية بعد اداء وظيفتها.
وقد اكتشف فوكمان ان الورم يمكنه ارسال اشارات بروتينات طبيعية تشير الاوعية الدموية التي تستمر في تغذية الورم الذي ينمو ويغزو انسجة اخرى وتشكل خلايا سرطانية منتشرة.
وقائمة موانع نمو الأوعية طويلة وضمت عقار thalidomide. وهو عقار منوع يسبب تشوهات الجنين. كما تضم هرمونات interferon وlnterleukin وهذه الهرمونات موجودة في الجهاز المناعي. اما المضادات الحيوية مثل endostahin وanglostahin صممت لتمنع الاشارة الكيميائية للورم حتى لا تكون أوعية جديدة والقول بان بعض هذه الموانع موجودة وفعالة في وقف او تقليص نمو السرطان انما هي تستخدم في تركيب علاجات كيميائية واشعاعية.
وقد اجريت دراسة جديدة في جامعة ميتشجان اظهر الباحثون ان المواد الاشعاعية تتألف مع angiostatin بفاعلية كبيرة للحد من الاورام وهذا يوحي ان الاطباء قادرون على تقوية تأثير الاشعاع من خلال اعطاء المريض جرعة صغيرة من angiostatin ومن ثم تخف الاثار الجانبية.
وينتظر فوكمان بشوق ورهبة بداية تجربة العقاقير الموانع endostahin وanglostatin على الانسان في خلال الأشهر القادمة لو اثبتت هذه العقاقير فاعليتها وهذا ما يتوقعه فوكمان فان اول نتيجة ملموسة هي تقليل الاثار الجانبية عندما تنتشر هذه الموانع بالتوافق مع العلاج التقليدي.
وثانيا كما يقول فوكمان: إنه سيقلل من المقاومة في الجسم مما يعني فشل العلاج والموت المحتوم لمرضى كثيرين.
ويتمنى فوكمان ان يستطيع العلاج والموانع في وقف او الحد من انتشار الورم ويقول فوكمان: إن موانع نشأة الاوعية قد تكون مفيدة بنفسها ومن ثم يمكن للمريض ان يتعايش مع المرض اذا لم يمكن استئصاله تماماً. واذا كان الامر كذلك. فان السنوات الطويلة التي قضاها فوكمان في البحث ستجني ثمارها.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved