أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 21st October,2001 العدد:10615الطبعةالاولـي الأحد 5 ,شعبان 1422

مقـالات

تعليم 21
قل لي من يعمل معك أقول لك من أنت
د. عبدالعزيز بن سعود العمر
لو أنك سألت أحد القياديين الإداريين السؤال التالي: ما هي السمات التي تتمنى أن تراها في أي مسؤول أو موظف في قطاعك.. أقول لو توجهت بهذا السؤال لأي قيادي لتلقف سؤالك وهو يأخذ نفسا عميقا، ثم بدأ يجيبك وهو يصب في ثنايا حديثه خليطا من مشاعر الطموح والآمال أحيانا، والإحباط والقلق أحيانا أخرى.
ربما يكشف لك هذا القيادي عن تجربته الشخصية قائلا لك إن هناك من المسؤولين والموظفين من يدرك تماما ماذا تريد المؤسسة، هؤلاء تجدهم دائما يحثون الخطى نحو طموحات المؤسسة دون انتظار لقوة خارجية تحركهم، قوة تأتي إما من الرئيس المباشر أو تولدها أزمة تعصف بالإدارة، مثل هؤلاء العاملين لهم في عقل وسويداء قلب القيادي مكان خاص، فبدونهم لا تبلغ المؤسسة طموحاتها.
ومن جهة أخرى، هناك من العاملين من لا يدرك ماذا تريد المؤسسة وإلى أين تتجه، وبالتالي فهؤلاء يعدون عبئاً على مؤسستهم، يحلم القياديون دائما بمسؤولين وموظفين ممن يتفهمون أهداف وطموحات المؤسسة ويصبون عصارة جهودهم في اتجاه مصلحة وخير مؤسستهم.
وهنا أورد مثالي المفضل أن أفضل قائد طائرة جامبو هو أعجز من أن يحرك بمفرده طائرته على الأرض شبرا واحدا ناهيك عن ان يحلق بها في السماء لو لم يعمل معه فريق عمل يؤدي عملهم بتناغم تام عملا وعلى درجة عالية من الإتقان.
وبالمثل نقول: إن أي قيادي تربوي هو أعجز من أن يحلق بمدرسته أو منطقته التعليمية لو لم يوفق بمجموعة متميزة من مسؤولين لديهم الحس التربوي، ويحملون في صدورهم هم مسؤولية تعليم هذا الجيل، ولديهم القدرة على استشراف مستقبل مؤسستهم.
لا شيء يخذل القيادي التربوي أكثر من أن يكتشف أن أدواته في التطوير لا تساعده في إحداث التغيير الذي يحدث نفسه به، لا شيء يخذل القيادي أكثر من أن يجد أن من حوله أصبحوا عبئاً على المؤسسة يلتهمون وقت وجهد القيادي فيما لا طائل من ورائه، ولا شيء يخذل القيادي ويحبطه مثل أن تتبدل في لحظة ما آمال كان يعقدها على بعض ممن حوله.
وأخيرا، لا شيء يخذل القيادي أكثر من أن يكتشف أن قيما متخلفة واتجاهات سالبة ما زالت تهيمن وتسود في مجتمع مؤسسته.


أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved