أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 30th October,2001 العدد:10624الطبعةالاولـي الثلاثاء 14 ,شعبان 1422

عزيزتـي الجزيرة

حتى نربي جيلاً قادراً على حمل المسؤولية
لابد للأسرة أن تتفهم دور المدرسة في تربية ابنها
يخلق الانسان ويظهر في هذه الحياة مزودا بعوامل ومصورا بهيئة حسنة خلقه الله تعالى عليها وتتبلور شخصيته من خلال التنشئة الاجتماعية للطفل من المولد حتى خمس سنوات.
وعن طريق التنشئة الاجتماعية للطفل تستطيع الام والاب زرع ما يريدان ان يظهر عليه طفلهما وما يريدان ان تصبح عليه شخصيته.
فالوالدان مسؤولان مسؤولية كبرى عن تكوين هذه التنشئة وما يترتب عليها من اساليب تربية تكون ناجحة للفرد او خاطئة.
ونادرا ما تظهر شخصية الطفل متكاملة في جميع جوانبها الانسانية والاخلاقية والعلمية.لانه من النادر وجود آباء وأمهات ملمين بمفاهيم التربية وعلم نفس الطفل. ودائما ما نرى الاكتمال في جانب من جوانب الشخصية ونقصانها في جانب آخر.اذن الطفل هو نتاج تربية والديه وليس المسؤول عن نوع هذه الشخصية التي اكتسبها وكثيرا ما نرى اطفالا تكونت لديهم مفاهيم وافكار هي من افكار والديهم ونهج بيئتهم.
ايضا كثيرا ما يحظى الاطفال بحب والديهم لهم ويتفاوتون في ذلك بقدر هذا الحب فالام قد تحب طفلها وتعطيه الكثير من الاهتمام والعناية عن بقية اخوته وذلك لوجود الشبه الخلقي للطفل عليها او لوجود خلق معين في الطفل يعجبها مثل شكل الوجه اللون الشعر العينين القامة الذكاء وهكذا. وبالتالي تحب هذا الطفل وتقربه اليها ويحظى بمكانة كبرى اكثر من بقية اخوته كذلك قد يسيطر الطفل على الام بذكائه او تعلقه الكبير بها ينعكس بالتالي على ذاتها فتعطيه الكثير من التدليل والحنان الزائد الذي يؤثر تأثيرا سلبا على شخصيته لكن هذا الطفل حين يأخذ الحيز الكبير من اهتمام الام ورعايتها وحبها له فانها وبطريقتها هذه تدعم اواصر القوة والسيطرة وتعزز الانانية في نفس هذا الطفل وتستمر بذلك حتى يكبر الطفل وتقوى شخصيته ويخرج على هذه الحياة بهذه الصورة وتعززت هذه المقومات حتى اكتملت شخصيته ويشعر انه الافضل والاحق في كل شيء وقد تشبث بالقوة والسلطة والغلبة له على اخوته واقرانه وبالتالي الافراد الذين يقابلهم في الحياة.. ويأتي دور المدرسة التربوي والتعليمي والتثقيفي والذي لا يكتمل الا بمشاركة الاسرة معه في عمل هذا الدور. فالمدرسة عليها القيام بالتربية والتعليم والتهذيب والاسرة تطبق ذلك ولان المدرسة تتحمل الدور الكبير في التربية لابد للاسرة من تفهم هذا الدور وان ما تقوم به من صالح الطفل للظهور به لاعلى مستوى من التعلم والنضج الفكري والتكاملي في شخصية هذا الطفل والاسرة يجب عليها ان تتخلص من اساليب التربية الخاطئة كالتدليل الزائد والاهتمام الزائد للطفل.. ومما لاشك فيه ان التدليل والاهتمام الزائد بالطفل يفقده الكثير من مقومات شخصيته ويضعفها وبالتالي ينتج من ذلك الضعف والتخلخل في شخصيته وعدم تحمل المسؤولية والعجز عن اتخاذ القرار.اذن لابد من الوعي والمعرفة بأساليب التربية للطفل حتى نربي اجيالا قادرة على تحمل المسؤوليات في حياتهم قادرة على مواجهة المصاعب والمشكلات قادرة على التفكير والابداع والتطوير لاننا نحن من يستطيع فعل ذلك وليس غيرنا حتى وان اكتملت لدينا مقومات الحياة الناجحة بأكملها من الترف والرفاهية فاننا المسؤولون عن اطفالنا وغرس القيم والمبادىء والدين في انفسهم وتكوين افراد ناجحين وصالحين لأنفسهم ومجتمعهم.
البندري بنت سعود الطير - الرياض

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved