أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd November,2001 العدد:10627الطبعةالاولـي الجمعة 17 ,شعبان 1422

تحقيقات

«الجزيرة » في أقدم وأشهر أسواق الموسيقى والعود
سوق «الحلة» يجمع هواة الفن وشريطية الغش
* تحقيق عبدالله العماري
يعد سوق الآلات الموسيقية بشارع الحلة بالرياض أحد أشهر أسواق الفن والطرب ليس على مستوى المملكة فحسب بل تعدت شهرته إلى دول الخليج وبعض الدول العربية المجاورة إلا أن هذا السوق يشهد أيضاً العديد من الأنشطة منها ما هو مسموح به ومنها ما هو محظور..
«الجزيرة» أجرت استطلاعا في السوق وخرجت بالتحقيق التالي:
نشأ السوق في عام 1375ه تقريبا أي قبل حوالي 47 عاما في الديرة بوسط الرياض وكان عبارة عن سوق لبيع الأشرطة الغنائية ومعظم السوق آنذاك عبارة عن محلات صغيرة وبعض البساطين على الشارع ويقومون ببيع الإسطوانات الغنائية للفنانين المشهورين في تلك الفترة مثل أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وبعض الفنانين المعروفين في الخليج والمملكة ثم بعد ذلك ومع التطور السريع للرياض وبسبب توسعة وتطوير وسط المدينة وشكاوى بعض المواطنين تم نقل السوق إلى شارع الحلة «موقعه الحالي» ويعد كل من ناصر السوحي وعبدالعزيز بن دحيم وخلف المطيري وسليمان البداح أشهر مؤسسي هذا السوق.
حضرت للشراء
التقينا في بداية تجوالنا بهذا السوق مع محمد السلمان والذي أوضح ان حضوره للسوق هو لشراء آلة عود فهو يعزف على هذه الآلة ويجيد العديد من فنونها ويضيف السلمان أن خبرته الطويلة في نوعيات هذه الآلة جعلته يستطيع أن يفرق بين الجيد والرديء من ما يعرض في السوق خاصة وأن 90% مما في السوق يحدث فيه غش وغبن للزبائن وبالذات للذين لايعرفون شيئا عن السوق وأسعاره حيث يستغل الباعة عدم معرفة الزبون ويقومون ببيعه بسعر غالٍ جداً بل يصل أحياناً إلى درجة الغش للزبون المستغل حيث انهم (بعض الباعة في السوق وبعض الشريطية) يتعاونون على الزبون وفي النهاية يعطونه سلعة سيئة وبسعر خيالي.
أنواع العود
ويذكر السلمان ان هناك انواعاً عديدة من آلات العود الموسيقية فهناك النوع العراقي والذي يتميز بجودة الخشب المستخدم في صناعته وعذوبة صوته ووزن المقاسات والأوتار بالإضافة إلى صناعته الجيدة والمتقنة وسعره يبدأ من الألف ريال وقد يصل إلى العشرة آلاف ريال بل قد يتعداها.. إلا أن هذا النوع نادر حاليا في السوق، أما العود الكويتي (سالمين) فيصل إلي سعره إلي خمسة آلاف ريال والعود البحريني يصل إلى الألفي ريال أما النوع المصري وهي النوعية الأقل جودة فأسعاره من المائة والخمسين فما فوق وله أنواع عديدة مثل: صفوت ومحمد أمين والجوهري والبنداري وجميل جورج ودربش ويعد الجوهري الذي يتميز بجودته الفائقة من الأنواع النادرة حاليا كما أن الشباب بصفة عامة يقبلون على آلة العود حيث إنها الآلة المحببة إليهم بالدرجة الأولى وأكثرهم يحرص على اقتنائها وتعلم مهارة عزفها وإتقانها.
جميعها مقلدة
ويذكر مرزوق الدوسري (أحد رواد السوق) ان معظم آلات العود الموجودة في السوق هي نسخة مقلدة لأنواع مشهورة مثلا العود الكويتي (سالمين) نجد أن هناك نوعا مصرياً مكتوب عليه (سالمين) وهي علامة مشهورة للعود الكويتي نجدها على هذا العود المصري وهلم جرا في أنواع أخرى إلا أن معظم أصحاب المحلات يوضحون للزبون أن مثل هذه النوعيات تقليد للنوع الأصلي وذلك للفرق الشاسع بين سعر الأصلي وسعر المقلد.
الربابة محلية
أما عن آلة الربابة فلها أنواع عديدة فهناك الوطني السعودي وهناك النوع المصنع في الهند وهناك الأنواع المصنعة في سوريا وتتراوح أسعارها من الخمسين ريالاً وتصل إلى الألف ريال وقد تتجاوز هذا السعر ويفضل هذه الآلة بعض كبار السن بالإضافة إلى وجود بعض الشباب ممن يحبذون اقتناء مثل هذه الآلات.
السمسمية تشهد إقبالاً
أما آلة السمسمية فهي تصنع داخل المملكة وهي تشهد إقبالاً من أصحاب الفرق الشعبية وبعض الشباب الذين يعشقون اللون الذي تستخدم فيه السمسمية بشكل رئيسي وعموماً فأسعارها تتراوح بين الثلاثين ريالاً المئتي ريال حسب النوع وجودته.
المرواس المصري أفضل
المرواس فهناك أنواع عديدة منه ولكن أفضلها هو النوع المصنع في تركيا بعد النوع المصري الذي يعد هو النوع الأول يلي هذين النوعين النوع المصنع في سوريا.
السوق ملتقى الفنانين
ويذكر أحد الشباب الذين يترددون كثيراً على السوق أن السوق لم يعد يكتفي ببيع الآلات الموسيقية فحسب بل تعدى دوره إلى تعليم الشباب العزف على بعض الآلات الموسيقية إضافة إلى أن السوق أصبح ملتقى للفنانين الشباب والصاعدين لتبادل الألحان وعرض القصائد وتلحينها والإعداد للأعمال الفنية فالسوق هو أول خطوة في طريق الفن للفنانين الشباب من مدينة الرياض.
المراهقون بكثرة
وينتقد إبراهيم الغامدي كثرة وجود المراهقين في السوق والذين يأتون اما لشراء احدى الآلات الموسيقية وإما للبحث عمن يقوم بتعليمهم العزف على احدى هذه الآلات الموسيقية.. ويستغرب الغامدي عدم وجود متابعة من أهالي هؤلاء المراهقين لأبنائهم وتركهم يتخبطون في أمور لا يعلم عقباها إلا الله مبيناً أن سبب كثرة قدوم المراهقين إلى السوق والذي يتعرضون فيه لشتى أنواع الابتزاز بدءاً ممن يقوم ببيع الآلة الموسيقية إليهم وانتهاءً بمن يدعون تعليم هذه الآلة ويختتم الغامدي حديثه بأنه لو أي شخص حضر إلى السوق بعد صلاة المغرب من كل يوم لذهل من عدد المراهقين الذين يفدون إليه.
استغلال الشباب
أما محمد السعوي احد رواد السوق فأوضح انه يتمنى ان يكون هناك جمعية تشرف عليها الجهات المختصة لتعليم الشباب فنون الآلات الموسيقية وانغامها بدلاً من هذا الاستغلال الذي يتعرض له الشباب من بعض الذين يدعون التعليم.. هذا بالاضافة إلى ارتفاع أجورهم حيث انهم يتقاضون مبالغ تتراوح من الخمسمائة إلى الثمانمائة ريال للتدريب على عزف العود لمدة شهر حوالي اثنتي عشرة جلسة لا تتجاوز الواحدة منها نصف الساعة.
ضياع الموسم
وفي أثناء تجولنا داخل السوق تصادف وجودنا مع وجود نساء لاحدى الفرق (الطقاقات) يقمن بشراء بعض الآلات الموسيقية وتحدث لنا الشاب المرافق معهن «فيصل» والذي اوضح ان الفرقة التي يتبعها حضرت لشراء بعض الطيران والدفوف لمواجهة النشاط البسيط في ايام الاجازات نهاية الأسبوع ، حيث كما تعلم انه لم يعد هناك اجازة للفصل الدراسي الثاني وضياع موسم حفلات الزفاف بالنسبة لنا إلا أن اجازات نهاية الأسبوع عوضت جزءاً بسيطاً من هذه الخسارة.
وعن الآلات التي تقتنيها هذه الفرقة اوضح انهم يشترون الطيران والدفوف بالدرجة الأولى وبعد ذلك يشترون آلة الهاجر وآلة الزير وآلة المرواس واضاف فيصل اما انا فاستخدم آلة الاورج الموسيقية حيث انني عازف الاورج الخاص للفرقة في حفلات الزفاف وذلك في غرفة خاصة بي بعيدا عن صالة النساء.
جاليات من مختلف الدول
واثناء تجولنا بالسوق وجدنا امرأتين من احدى الجاليات الاجنبية واللتان قامتا بشراء عدة آلات موسيقية مثل آلة العود والمرواس والربابة وغيرها من الآلات الموسيقية.
غش
وفي احد اركان السوق التقينا محمد العنزي احد الزبائن والذي اتهم بعض اصحاب المحلات والبائعين بالغش في آلة العود وغيرها من الآلات الموسيقية حيث أنهم يقومون بشراء بعض الآلات الموسيقية المستعملة ويقومون بصيانتها وتجديدها ومن ثم وضعها في اكياس وتباع للزبائن على انها جديدة بالإضافة إلى أن وجود بعض مدعي تعليم عزف الة العود والذين يماطلون الشباب الراغبين في تعلم العزف خمسة أو ستة أشهر لاستنزاف جيوب هؤلاء الشباب المستغفلين.
كتب لتعليم الآلات الموسيقية
ويستطرد العنزي بأن بعض اصحاب المحلات يقومون ببيع الكتب التي تشرح لقارئها كيفية تعلم عزف بعض الآلات الموسيقية مثل العود والاورغ وغيرها من الآلات الموسيقية وذلك بالدس «بالخفاء».. بالرغم من منع الجهات المختصة بيع هذه الكتب. ويختتم العنزي حديثه بمناشدة الجهات المختصة بالتدخل لوقف الاستغلال الذي يتعرض له الشباب واستنزاف جيوبهم وأوقاتهم.
من الجولة
* أصحاب المحلات في السوق رفضوا اللقاءات الصحفية وكأنهم بذلك يؤكدون الاتهامات الموجهة إليهم.
* معظم المراهقين رفضوا اللقاءات أو حتى التصوير.
* الجاليات الأجنبية تفد إلى السوق لشراء بعض الآلات للذكرى أو كمقتنيات تراثية.
الجزيرة تكشف مخالفات الباعة في سوق الآلات الموسيقية
* الغش سمة في السوق ومن لا يعرف السوق يغبن فيه.
* السوق تحول إلى مدرسة للموسيقى دون أي تصريح.
* الجاليات الأجنبية تزور السوق لشراء التذكارات.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved