أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 4th November,2001 العدد:10629الطبعةالاولـي الأحد 19 ,شعبان 1422

المجتمـع

تعاني من الشعور بالدونية وفقدان الثقة بالنفس
المرأة المدمنة.. تلد طفلاً مدمناً مشوهاً
* تحقيق وسيلة الحلبي:
مشكلة الإدمان على المخدرات لا تقتصر معاناتها على الشباب والرجال فقط ولكنها امتدت لتشمل النساء والأطفال ايضا وخاصة في الدول الغربية ولكن في مجتمعاتنا العربية المسلمة لم تصل الى هذا ولله الحمد. والسبب في ذلك قوة الوازع الديني بالاضافة الى دور المرأة وموقعها في مجتمعاتنا العربية والاسلامية الأمر الذي يجعلها بعيدة عن مشكلة التعاطي والادمان ولكن يبقى هناك ثغرات في اوساط المجتمعات النسائية في عالمنا العربي وهذا يرفضه الدين اولاً والعادات والتقاليد ثانيا.
* وقد اوضح الدكتور هشام فايد بأن مشكلة التعاطي غير المشروع للمواد المخدرة عند النساء أهملت في مختلف الدول العربية وهذا الاهمال متعمد نظرا لخصوصية المرأة .. حيث يعتبر المجتمع العربي ان مشكلة الادمان مقصورة فقط على الذكور.. ولكن لابد من الوقوف على تلك المشكلة بين صفوف النساء رغم ان هذه المشكلة لا تدعو للقلق والرعب.
ففي مصر أنجزت دراسة اجتماعية علمية بينت انه بين كل (1000) طالبة جامعية كان (70) طالبة على الاقل يتناولن الكحوليات.
* أما الدكتور عادل صادق استاذ الطب النفسي فقال حول ظاهرة الادمان خلف اسوار الجامعة: ان ادمان بعض الطالبات يرجع الى محاولات البعض لإقامة علاقات مع هؤلاء الطالبات حيث ان المخدر يقضي على أي وازع من ضمير قد يمنع الفتاة من السقوط. واوضح ان الهيروين والكوكايين انتشر ادمانها بين أوساط طالبات الجامعات في مصر وقد لوحظ ان النساء المدمنات وذويهن حريصون اشد الحرص على التكتم والصمت وإخفاء المشكلة وحتى انكارها ويرفضون طلب المساعدة او التردد على أماكن العلاج بل ينظر اليها على انها امرأة سقطت وهي بدون اخلاق.
* أما الدكتور محمد مرعي اخصائي في علم الاجتماع فقال: ان ادمان المرأة مرتبط بسقوطها، تدمن المرأة فتسقط وهذا ما حدث لعشرات الفتيات والسيدات فللحصول على المادة المخدرة قد تقوم المرأة بارتكاب جريمة أو بممارسة أفعال مخلة بالشرف والقيم والاخلاق.
ويوضح الدكتور مرعي بأن التعاطي تجاوز حدود الجنسية والجنس والطبقة الاجتماعية، فهو لا يقتصر على فئة او طبقة معينة بل ان أثر الادمان تحاصر المرأة مثلما تحاصر الرجل في المناطق الشعبية والراقية، في الاوساط الفقيرة والمتوسطة والغنية وبين صفوف الأميات والمتعلمات وبين العازبات والمتزوجات وبين الصغيرات والكبيرات.
* أما الدكتور جمال الخطيب الاخصائي في علم النفس فيؤكد بأن غالبية المدمنات يعانين من الشعور بالدونية وفقدان الثقة بالنفس، كما يعانين من التوتر والقلق ويملن الى الانتحار. وان القلق والاكتئاب الذي تعاني منه المرأة في مجتمعنا أصبح قاسيا، وقد يدفع بعض اليائسات الى التدخين او تعاطي الكحول أو المواد المخدرة.
وقد تبين من الدراسات ان المرأة المتعاطية شديدة الحساسية للقلق والكرب والاكتئاب، وفشلت المتعاطيات بمواجهة ظروفهن وفقدن احترام ذواتهن وتفاقمت مشاكلهن ودمرت أسرهن وسار الكثير من أبنائهن في طريق الانحراف والجريمة.
* * الأمومة وتعاطي المخدرات
وعن مخاطر استعمال المواد المخدرة بما فيها التدخين والكحول على صحة الأم الحامل والجنين فقد بنيت نتائج الدراسات والابحاث الطبية ان (33%) من أجنة الحوامل المدمنات يصابون بأمراض خطيرة تلازمهم مدى حياتهم وتؤكد ذلك الدكتورة آمال بدر الدين الاخصائية بأمراض الاطفال على ان المخدرات بما فيها الكحول والتبغ لها تأثير سلبي وسمّي شديد على الجنين في رحم أمه، فالحوامل والمرضعات اللاتي يتعاطين تلك المواد ينقلن آثارها السمية للجنين من خلال المشيمة كما انها تنقل للرضيع عبر حليب ثدي الأم، أي ان المواد التي تستهلكها الأم تصل الى الطفل قبل وبعد الولادة، وتؤكد الدكتورة آمال على ان طفل المرأة المدمنة مدمن مثلها، فاذا خرج للحياة فهو مدمن ومرتهن لنفس المادة المخدرة التي كانت تتعاطاها الأم خلال فترة الحمل.
هذا وقد أظهرت التجارب التي اجريت على الحيوانات التي حقنت بمواد مخدرة، انه بالرغم من قلة كمية المواد المخدرة التي حقنت بها تلك الحيوانات فانها لم تقلل من خطر تأثير تلك المواد القاتلة على المواليد، بمعنى آخر الى انه ليس هناك كمية آمنة، وأي كمية تتعاطاها الأم الحامل بغض النظر عن حجمها لها مخاطرها القاتلة على الجنين.
* وتوضح الدكتورة أنورجيهان أحمد طبيبة نساء ان هناك ما يسمى «بمتلازمة الجنين الكحولي» فهو نمط غير عادي من النمو والتطور يحدث لدى بعض المواليد الذين يولدون لنساء مدمنات، او الاطفال الذين يحملون هذا المرض فيظهرون عجزا في النمو العقلي والبدني فهم من الناحية النموذجية ضئيلو الحجم، ولهم وجوه مميزة ومتشابهة حيث يتميز الوجه لديهم بمجموعة مظاهر غير طبيعية مثل: أنف قصير ومعكوف، جسر أنفي مضمور، شفة علوية رقيقة، إعاقة في نمو الكفين.
وتوضح أيضا ان الادمان على تعاطي المواد المخدرة للجنسين يؤدي الى ضعف جنسي كامل لدى المتعاطين حيث تتسبب المخدرات بنقص في افرازات الهرمونات المنمية للغدة التناسلية التي تفرزها الغدة النخامية لدى الأب، وهذا من شأنه ان يقلل من كمية الهرمونات الخاصة بالذكورة ويضعف بالتالي عملية الاخصاب، كما أن لها تأثيرا سيئا على الكروموسومات التي تحمل الصفات الوراثية للطفل اذ تعمل على اضطرابها وانقسامها الأمر الذي يؤدي الى تشوه الجنين في رحم أمه، كما قد تحمل الأجنة امراضا صبغية خطيرة.
وتواصل د. أنور حديثها قائلة: أما النساء فان التعاطي يقلل من افراز الهرمونات المنمية للغدة التناسلية مما يؤدي الى اضطراب الدورة الشهرية وإضعاف القدرة على الاخصاب اضافة الى ان الادمان يتسبب بتشويه البويضات التي تحملها الأم في المبيض وبالتالي قد يكون تعاطي المخدرات السبب في ضياع فرص الحمل أمام الأم، واذا حملت المتعاطية فهناك عدة احتمالات اما حدوث اجهاض مبكر، او ولادة طفل ميت مشوه، وأخطر ما في الامر ان الطفل يولد وهو مدمن لا يكف عن الصراخ والبكاء حتى يعطى جرعة من المواد المخدرة التي كانت تتعاطاها الأم، كذلك ان تعاطي المخدرات يقلل من افراز الحليب عند الأم بسبب نقص مادة البرولاتين، اضافة الى ان فترة النفاس تطول وتزداد معها نسبة المضاعفات والتعرض للأمراض هذا وان خطر التعاطي لا يقتصر فقط على الناحية الجسدية بل قد يقود لدمار الحياة الزوجية بين الزوجين لأن التعاطي يؤدي الى انعدام او انخفاض الرغبة الجنسية لدى المتعاطي او المتعاطية وبالتالي قد يؤدي ذلك لانهيار الحياة بين الزوجين.
وتتحدث د. انور بتوسع عن هذا الموضوع قائلة:
أما الامراض التي يتعرض لها المتعاطون فتكمن في الشذوذ في الدماغ والضعف بالادراك وعدم القدرة على التركيز الذهني والكسل العام والوهن الذي يصيب الجسد والعقل الأمر الذي يؤدي لزيادة فترة نوم الخلايا، اضافة الى ان التمثيل الغذائي يهبط الى 25% اذ بينت الدراسات الطبية ان حوالي 75% من المدمنين يحدث لديهم عطل واضطراب في وظيفة الكبد، كما تظهر عليهم دلائل الشيخوخة المبكرة اضافة الى اصابتهم بما يسمى بأمراض الجهاز القلبي الوعائي الذي منه ارتفاع ضغط الدم والى اضطرابات في الغدد الصماء ومرض نقص المناعة «الايدز» كما يكون المتعاطي أكثر عرضة للاصابة بمرض السرطان، وتلف الدماغ.
* * الوقاية والحد من التعاطي
غير المشروع
وعن كيفية الوقاية والحد من التعاطي غير المشروع للمواد المخدرة قال الدكتور فؤاد عبد الحليم عويس.. لابد من تقوية الوازع الديني قبل كل شيء، ثم حماية أفراد الاسرة، وضمان صحتهم الجسدية والعقلية والنفسية والاجتماعية، عدم الخلافات الزوجية امام الأبناء، عدم تدليع الشباب واعطائهم الفلوس بدون سبب مهم، عدم ترك الشباب يسافرون للخارج، رعاية الأم لأبنائها واستفسارها عن مكان وجودهم ومعرفة اصدقائهم وعلاقاتهم، التبليغ لأقرب مستشفى أمل للعلاج الفعّال وبسرية تامة.
كذلك لا بد ان يكون موضوع الوقاية من أهم القضايا التي توليها الحكومات في الدول العربية وبصرامة وجدية، والتوعية المتنوعة من قبل وسائل الاعلام والمؤسسات الصحية والتربوية والخيرية والتثقيفية بأخطار المخدرات وتوفير المزيد من الخدمات الاجتماعية والترفيهية والصحية ووسائل العلاج واتاحتها أمام جميع أبناء المجتمع وضرورة تثقيف المرأة ثقافة مضادة للتعاطي نظرا لخطورة دور المرأة في المجتمع.
وبالنسبة للوقاية من التدخين والكحول يتطلب ضرورة الالتحاق بعيادات مكافحة التدخين والتدخل السريع في العلاج للابتعاد عن هذه الجريمة الكبيرة خاصة بالنسبة للنساء.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved