أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 4th November,2001 العدد:10629الطبعةالاولـي الأحد 19 ,شعبان 1422

القرية الالكترونية

الهوية في صورة العين
بريطانيا تطبق تقنية جديدة تغني عن جواز السفر
* * الرياض إبراهيم الماجد:
ربما يكون الاعياء المصاحب للسفر الطويل مشكلة لا يمكن تجنبها في الرحلات الجوية الدولية، لكن جانبا آخر غير ممتع سيمكن تجنبه في المستقبل القريب وهو الانتظار الطويل للتحقق من جوازات السفر، فسيكون في وسع بعض الاشخاص الحصول على إذن للدخول الى بريطانيا على سبيل المثال، بعد توجيه أنظارهم الى كاميرا معينة.
واعلنت في الأسبوع الماضي شركة (آي تيكيت) عن برنامج تجريبي لنظام يعمل بالتحقق من قزحية العين عبر استخدام تكنولوجيا المسح للتحقق من هوية المسافرين، وسيبدأالعمل بهذا البرنامج في مطار هيثرو في الخريف المقبل طبقا لما جاء في صحيفة نيويورك تايمز الامريكية.
وتطلق الشركة على التجربة (نظام معالجة المسافرين في الرحلات النفاثة) وسيشارك فيه حوالي ألفي مسافر أمريكي وكندي على متن الخطوط الجوية البريطانية وخطوط (فيرجين) الجوية في رحلاتهما المتوجهة الى هيثرو. وسيتعين على هؤلاء المسافرين مسح قزحيات عيونهم في محطتي الشركتين الناقلتين في هيثرو.
ولمسح القزحية أو الجزء الملون من العين المحيط بالبؤبؤ، تستخدم كاميرا عاملة بالاشعة دون الحمراء تركز على بعد 14 إنشا وحسب، وتسجل صورة للقزحية كرمز مؤلف من 512 بايتا يتم حفظه على جهاز خادم.
وعندما يصل المسافر في المرة الثانية الى هيثرو، في صف خاص لاجراء معاملات الدخول في منطقة التدقيق في جوازات السفر ويتم تصوير قزحية عينه بواسطة كاميراخاصة موصولة بالنظام تلتقط صورة ثانية ويحولها النظام الى رمز يقارنه بالرموز المخزنة في قاعدة بياناته وعند تطابق الرمزين يكون المسافر قد أثبت هويته ولم يعد من داع لجواز السفر.
ويقول بيل ويليس رئيس القسم التكنولوجي في شركة (ايريديان تكنولوجيز) التي رخصت ل(آي تيكيت): باستخدام تقنية مسح القزحية. إن هذه الوسيلة تتمتع ببعض الميزات مقارنة مع وسائل القياس البيولوجية المعروفة حاليا على غرار التعرف الآلي على الوجه وبصمات الاصابع المحفوظة رقميا، والأهم هو المستوى المرتفع من الدقة في التفاصيل الضرورية لتحديد هوية الاشخاص في البيئات التي تتطلب درجة عالية من الامن كالمطارات مثلا.
ويوضح ان (القزحية تحتفظ بقدر من المعلومات يفوق أي عضو آخر في جسم الانسان) حيث تمتلك القزحية 240 منطقة فريدة يمكن استخدامها لتحديد الهوية في حين أن للوجه 80 منطقة ولبصمة الاصبع ما يتراوح بين 20 و40 منطقة.
ويتعرف النظام على قزحيات الافراد بغض النظر عن مستوى الاضاءة المحيطة أو إذا كان الشخص يضع نظارات او عدسات لاصقة، ويوضح ويليس (إذا لم نحصل على صورة جيدة لعين الشخص في وسعنا ان نطلب منه فتح عينه او التقدم او التراجع).
واختبرت (آي تيكيت) جهاز التعرف على قزحية العين في مطارات اخرى لكن انحصرت التطبيقات على موظفي شركة طيران والمطار، ويستخدم موظفو شركة (يو.اس.ايرويز) نظاما مشابها في مدينة شارلوت، للحصول على الاذن بالدخول الى المناطق المحظورة امنيا، ويجري اختبار نظام مشابه في مطار فرانكفورت.
ويشير رئيس شركة (آي تيكيت) ستيوارت مان إلى ان الترتيبات بين الشركة وسلطات الهجرة تتغير وفقا لتطور الاجهزة والتقنية، ويتابع: (عندما نقوم بالتحقق من جوازات السفر يجب علينا ان نأخذ في الاعتبار السلطات المسؤولة وهي في هذه الحالة جهاز الهجرة في المملكة المتحدة، إننا نعطيهم الادوات وندعهم يتدبرون امر إدارتها).
وتمول (آي تيكيت) و(الجمعية العالمية للنقل الجوي) (أياتا) التي تعتبر الجمعية التي تضم جميع هيئات صناعة النقل الجوي، الاختبار وستشرف عليه ويفترض ان تستمر هذه الاختبارات ستة شهور.
وستبرمج (آي تيكيت) نظامها في هيثرو بصورة تسمح للمسافر بالحصول على معلومات عن رقمي الرحلة والمقعد وغيرها بعد اجرائه الفحص.
ويؤكد نائب رئيس (آي تيكيت) ايفان سميث ان (الوقت والجهد اللذين سيوفرهما المسافرون باستخدام المسار السريع، مذهلان).
ويعتبر التحقق من الهوية عن طريق القزحية الذي طوره عالم الكمبيوتر جون دوغمان في جامعة كامبريدج في العام 1994 ميدانا جديدا في تكنولوجيا القياس البيولوجي. وعلى غرار الاساليب الاخرى في القياس البيولوجي التي تعترضها مصاعب في درجة الدقة وصعوبة الاستخدام، فإن للأسلوب الجديد مشكلاته. ويتساءل بعض الخبراء في مجال القياس البيولوجي عن السرعة التي يمكن للنظام الجديد ان يحدد بها هوية الشخص الذي يمر عبره. وتقول الشركة المطورة ان النظام يحتاج الى ثانيتين. لكن مدير مركز القياسات البيولوجية في جامعة سان خوسيه جيم وايمان يقول ان الامر يتطلب (مستخدمين متعاونين وتجهيزات قابلة للتعديل وفريق تشغيل مدرب وهذه أشياء ليست بسيطة) ويتابع ان (من الواضح ان التحقق يستغرق ثواني كثيرة إذا لم يكن عشرات الثواني لجعل الناس يمرون عبر النظام وسيكون على المسافر، على الارجح، ان يعدل وضعيته ويحرك رأسه الى الامام والوراء).
وأشار وايمان الى إمكان ان تشكل بعض العدسات اللاصقة المطورة والمحدبة مشكلة للنظام، مشيرا في الوقت ذاته الى ان بعض الاشخاص يواجهون صعوبة في تركيز أنظارهم على نقطة محددة ما يجعل من الصعب التقاط صورة لقزحيات عيونهم.
وتشكل كلفة هذا النظام عائقا اضافيا امام تعميمه وتشغيله وتركيبه، خصوصا وان فوائده بالنسبة لشركات الطيران والمطارات لم تظهر جلية بعد.
ويتوقع الخبراء ان تجري في المستقبل المزيد من الاختبارات على انظمة مشابهة بهدف توسيع مجال احتكاك الجمهور بتقنيات القياس البيولوجي، على ان الوسائل التي قد تثبت فاعليتها قد تكون مؤلفة من مزيج من مختلف الانظمة قيد التجربة اليوم.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved