أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 4th November,2001 العدد:10629الطبعةالاولـي الأحد 19 ,شعبان 1422

القرية الالكترونية

حديث الشبكة
أدبيات البريد الإلكتروني
خالد ابا الحسن
لم يعد من المطاق قراءة الكثير من البريد هذه الأيام. فقد تغيرت أحوال بعائث البريد في ظل ما حدث بأمريكا. فأصبح الحديث السائد في كل مرة: أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وهذا الحديث الذي يظل نقاشه مبررا في مواضع وقوائم متخصصة لم يعد بالإمكان تجنبه بل أصبحت تجد أثره على قوائم هي أبعد ما تكون عن السياسة.
والأحداث الدولية والبريد الإلكتروني تعرض لنفس التلوث الموضوعي الذي شوه منتديات الحوار التي تنوء بذلك في الأصل وتبحث عن هوية لم تجدها بعد. ولم يعد بالإمكان تصفيته من هذه الموضوعات التي أصبحت أكثر من الهم على القلوب. أول ما يتضايق المرء منه هو تحول القوائم المتخصصة إلى هذه الموضوعات وتهاون مديريها في السماح لموضوعات من هذا النوع بأن تطرح وتناقش رغم عدم اتصالها بتخصص القائمة أصلا. وكنموذج على هذا فقد لحظت أن أحد المشتركين في قائمة علمية أديرها قد بات يرسل مشاركات غير سوية. أو لعلي أقول غير مناسبة لموضوع وتخصص القائمة التي بأيدينا. ولتكرار إرساله مواد متعلقة بالأحداث. فقد قررت ضبط مشاركاته والاطلاع عليها قبل وصولها للقائمة ثم حذف أي شيء منها لايكون مطابقا لشروط وتخصص القائمة. فالعضو لم يكن يملك الحس لما يسمى بأدبيات البريد الإلكتروني (Email Etiquette) المتعارف عليها خاصة من متمرسي الإنترنت وقدامى المشتركين في قوائم البريد الإلكتروني. ووجدت أني أحذف ما يقارب أربعا من كل خمس مشاركات يبعث بها للقائمة.
إن إرسال مواد غير متعلقة بطبيعة وتخصص قائمة بريدية ما يعد مدعاة لتضايق الأعضاء الآخرين الذين يمكنهم الحصول على تلك المواد من مصادر أخرى. تصوروا مثلا أن يقوم مهندس ميكانيكي بالانضمام لقائمة متخصصة في الهندسة الميكانيكية. ثم يقوم عضو ببث مواد متعلقة بالأحداث لتلك القائمة. كيف سيكون موقفه وهو ينتظر أحاديث عن المحركات والأنابيب وما تنتجه المصانع وما سوى ذلك مما يختص بالهندسة الميكانيكية؟ إنه سيتضايق ولا شك وقد يقرر إثر ذلك أن يغادرها. ولقد رأيت قوائم بريدية تنهار ويتناقص أعضاؤها حتى تختفي بسبب مشاركات غيرمسؤولة كتلك.
وأنا أنحي باللائمة بالمقام الأول على مديري تلك القوائم. فمسؤولية استمرار قائمة ما وتواصل نجاحها مرهونة بحسن الإدارة والضبط. فللسياسة قوائمها وللقضايا الاجتماعية قوائمها وللمسائل الشرعية قوائمها وللموضوعات العلمية قوائم تخصها ولكل موضوع وتخصص قائمة تهتم به. لذا يجب أن يدرك الأعضاء ومدير القائمة تلك الحقيقة ويحترموا تخصص القوائم التي يشتركون في عضويتها بعدم بث ما لاصلة له بموضوع القائمة. وهنالك الكثير من القوائم التي تفي بالغرض ولا شك. وما على المرء إلا البحث عنها والانضمام إليها. وقد اشتركت في قائمة اشترطت على أعضائها وضع كلمة في عنوان الرسالة تدل على موضوع الرسالة. حينها يمكن للمشتركين في القائمة الذين يفوق عددهم ستة آلاف القيام بحذف تلك الرسالة دون حاجة للاطلاع عليها في حال عدم رغبتهم بموضوعها وذلك باستخدام أدوات تصفية البريد التي يتضمنها برنامج البريد. وهنالك مشكلة أخرى تتعلق بالبريد أيضاً وهي مسألة تحويل البريد وطريقة كتابة العناوين. فهنالك الكثير من مستخدمي البريد لا يجدون غضاضة في تحويل أي رسالة تصلهم إلى أي كان في دفتر عناوينهم. بل إن بعضهم يقوم بتحويل ما يصله إلى جميع من على قائمته. ولا يكتفي بذلك. بل يضع عناوين المرسل إليهم جميعا في خانة (to) أو خانة (CC) هذا يعني أن جميع من ستصل إليهم الرسالة سيطلعون على عشرات العناوين الأخرى التي قد لا يرغب أصحابها في إنتشارها. وتتعقد المسألة حين يقوم المتلقي بالرد أو تحويل الرسالة إلى آخرين فإن رسالته تصل إلى أناس لا يعرفونه. كما إن عناوينهم تضاف (في أغلب الأحوال) إلى دفتر عناوين المرسل. والممارسة الصحيحة عند إرسال البريد إلى عدة أشخاص غير مرتبطين هو استخدام (BCC) لأنها لاتسمح لأحد بمعرفة عنوان غيره. بل لا يظهر سوى عنوان المرسل وحسب. قليل من الناس يقبل أن يتم تحويل بريده إلى عناوين أخرى. فالبريد اتصال شخصي يأخذ مرسله في الحسبان جمهورا محددا. فحين يتم تحويل الرسالة إلى عناوين أخرى فإن الدائرة تتسع والحقوق الأدبية للمرسل الأصلي تنتهك. صحيح أنني أتحدث عن مشكلة واسعة النطاق. لكن لابد من تبيان ما هو خطأ بشأنها وما هو صحيح. واتساع نطاق الظاهرة والعبث بأدبيات البريد الإلكتروني لايعني أن نخضع للواقع ونقبل به ونكتفي بذلك. بل على النقيض من ذلك ينبغي أن نبين الصحيح ونعمل على أساسه ونبينه لكل من يتلقى هذه الخبرات عنا.
saudis@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved