أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 5th November,2001 العدد:10630الطبعةالاولـي الأثنين 20 ,شعبان 1422

الاولــى

ملك.. ووطن
بقلم: د. فؤاد عبد السلام الفارسي
* إذا قدر لرجل سواء أكان زعيما أو قائدا أو مصلحا اجتماعيا أو باحثا علميا ان يؤدي عملا واحدا لصالح بلاده ويحقق به الذود عن حياض الوطن أو يضمن لأمته مكانا بارزا بين أمم العالم أو يحسن أوضاع المعيشة للمواطنين أو يكفل أسباب الرخاء لشعبه أو يُرسي قواعد الأمن والاستقرار والعدالة الاجتماعية، لاستحق هذا الرجل من وجهة النظر الوطنية أعلى قدر من الاعجاب والاحترام والتقدير عن هذا العمل الواحد.
فما عسى التاريخ أن يقول إذن عن رجل حقق كل ذلك لبلاده، بل زاده أضعافا!! إن أي محاولة للإحاطة بإنجازات الملك فهد بن عبد العزيز والالمام بعمق تأثير هذه الانجازات في تطور البلاد ونموها هي محاولة مقدر لها النجاح.. لأن شخصيته الفريدة وقدراته القيادية الفائقة لا تقتصر على ما حققه للمملكة العربية السعودية من مكاسب مادية ومعنوية مباشرة وغير مباشرة، بل هي تتسع فتشمل القضايا الانسانية في العالم كله.
ومن المدونات العديدة عن الملك فهد أنه «رجل دولة من الطراز الأول، وسياسي حاذق موهوب ومجرب، وقائد لمسيرة بلاده في التنمية، وصوت قوي للتضامن العربي والاسلامي، وزعيم دولي معتدل يعمل بلا كلل في سبيل تحقيق السلام القائم على العدل لجميع الأمم».
فعلى امتداد عشرين عاما مضت منذ ان بويع خادم الحرمين الشريفين ملكا على هذه البلاد الطيبة التي تستمد قيمتها وأهميتها من كونها حاضنة المقدسات الاسلامية مهبط الوحي ومعقل الاسلام وقبلة المسلمين في جميع صلواتهم وملتقى حجهم وفهد بن عبد العزيز الذي تربى في كنف والده الراحل العظيم الملك عبد العزيز طيب الله ثراه حيث استلهم من المؤسس ومن مجالسه العامرة بالحكمة والرأي السديد ما صقل مواهبه وشكل شخصيته القيادية الفذة وصلابة إرادته وقوة شكيمته وتواضعه الجم.
وفي هذا السياق يقول الملك المفدى «لقد شرَّفنا رب العزة والجلال بخدمة هذه البلاد والقيام على شؤون شعبها الوفي والسهر على راحته وطمأنينته واستقراره ورفعة شأنه، ونحمد الله ان مكِّننا من تسخير موارد هذه البلاد وطاقاتها للوصول ببلادنا العزيزة الى ما وصلت إليه والارتقاء بمستوى الحياة والخدمات لأبناء وطننا وتحقيق الرخاء والتنمية».
وعود على بدء لعلِّي لا أفشي سرّاً إذا قلت إن دافعي الأساس للتأليف تحت عنوان «الأصالة والمعاصرة.. المعادلة السعودية» هو تأثري المتعدد الأبعاء بشخصية الملك فهد وفقه الله وبما ينطوي عليه فكره النيِّر ونهجه الواضح القويم لبناء دولة عصرية حديثة بهدف اللحاق بركب الأمم المتقدمة مع المحافظة على الأصالة بكل ما تعني هذه الكلمة من تراث خالد وفي مقدمة ذلك العقيدة الاسلامية السمحة التي نؤمن بها ونلتزم بتطبيقاتها ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
كما ان توسعة الحرمين الشريفين والمناطق المحيطة بهما ومناطق الحج ومشروع تطوير الخيام في منى واقامة المزيد من الجسور والأنفاق التي تعنى بتوفير أقصى درجات الراحة للحجاج والمعتمرين والزائرين على مدار العام يشكل إنجازاً بل جملة انجازات عظيمة كرست من أجل جعل رحلة العمر إلى هذه البلاد المقدسة ذكرى إيمانية سعيدة لا تُنسى.
وفي هذا الشأن يقول حفظه الله «إننا سعداء بما تحقق من انجازات مباركة في المسجد النبوي الشريف إذ حققت أكبر توسعة في تاريخه بلغت تكلفتها حتى الآن 30 مليارا من الريالات وأصبح المسجد مؤهلا لاستيعاب مئات الآلاف من المصلين في وقت واحد، في الوقت الذي نمضي في اتمام برامج التوسعة للساحات الخارجية وللأماكن الاسلامية الأخرى في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونحن جادُّون بإذن الله تعالى في تحقيق أضخم مشاريع التوسعة والتطوير والتجميل للمدينتين المقدستين لإيماننا بأن أمانة هذه الدولة ومسؤولياتها مرتبطان بما يوفقنا الله لإنفاقه وبذله عليهما أداءً للواجب واضطلاعا بالمسؤولية التي لا نرجو من ورائها شكرا أو ثناء من أحد وإنما نرجو المثوبة والأجر من عند الله».
ويضيف حفظه الله : «وللحقيقة فإنه منذ بداية أعمال التوسعة وحتى الآن والخير في زيادة ونعمة الله تتضاعف علينا مما يستوجب منا واجب الشكر لرب العزة والجلال وهذا العمل لا مِنَّة فيه، بل هو من صميم واجبي وهو نابع من اقتناعي بأنه عمل لصالح المسلمين عموما».
وهكذا تنطلق مواكب الخير على امتداد عشرين عاما بقيادة الملك فهد بن عبد العزيز وفي يده وفكره ووجدانه مشاعل العلم والمعرفة والوفاء والتوجه الصادق المخلص على كافة المسارات الحيوية على درب التقدم والازدهار الحقيقي آخذا بزمام المبادرة من أجل إحراز المزيد من النجاحات على المستويين الداخلي والخارجي حتى غدا اسم المملكة العربية السعودية علما يشار إليه بالبنان في المحافل الدولية لكونها دولة ناشئة فتية تسابق الزمن عبر خططها التنموية الخمسية التي ما تزال تتواصل مستشرفة آفاق المستقبل بكل قوة واقتدار.
فالشكر لله أولاً ثم لقائد مسيرتنا ولسمو ولي عهده الأمين ولسمو النائب الثاني حفظهم الله الذين تعلَّمنا منهم كيف يكون العمل بروح الفريق الواحد من أجل تقدم بلادنا والمحافظة على مكتسباتها ورفعة شأنها لتبقى دوما في المكانة السامية التي تليق بها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved