أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 8th November,2001 العدد:10633الطبعةالاولـي الخميس 23 ,شعبان 1422

في ذكرى البيعة

الذكرى العشرون الميمونة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك (فهد بن عبدالعزيز آل سعود)
بقلم الشيخ/ حمد الجاسر «رحمه الله»
في العهد الحاضر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي ترأس عدداً من المهمات الرسمية، قبل أن يتولى الحكم، واشترك في العديد من الوفود لخارج المملكة مما أكسبه خبرة، وحكمة في اتخاذ القرار السديد فيما يحقق لهذه البلاد الأمن والسعادة والرخاء.
ومما يذكر له في مقام التقدير تَخَلّيه بعد ان أصبح ملكا عن لقب «صاحب الجلالة» والاستعاضة عنه بلقب «خادم الحرمين الشريفين»، وقد اتجه للعناية بهما بتوسيعهما، وتقوية حركة الانشاء والتعمير في المدينتين الكريمتين وواصل جهوده النافعة في رفع مستوى التعليم، إذ كان هو أول وزير للمعارف، فأرسى قواعد النهضة التعليمية في مختلف مراحل الدراسة، وصار يرعى هذا الجانب الحيوي بعنايته واهتمامه، وأولى جوانب الدولة الأخرى من ذلك ما مكنها من النمو والاستقرار والتكامل، بحيث يعد هذا العصر من أزهى العصور التي مرت بها الدولة الكريمة، وأحفلها بمظاهر التقدم والعمران، في مختلف جوانب الحياة، مما هيأ لها أن تسير الأمور فيها وفق ما تتطلبه الحياة المعاصرة، في عالم تتقاذفه الأمواج العاتية في جميع أقطار المعمورة، وما لم يكن القائد ربّانا ماهرا يستطيع ان يسير سفينته بحكمة قوية، وحذر شديد، فإن سفينته ستصبح عرضة للغرق، ولكنَّ فهداً الربّان الحكيم بمساندة ولي عهده الأمين واخوته ووزراء الدولة ذوي الكفاءة من المواطنين، تمكَّن من اجتياز تلك الأمواج العاتية بقيادته الحكيمة، حتى أرساها على ساحل النجاة، واتجه لإصلاح مرافق البلاد الحيوية، بتلك المساندة والمساعدة والمؤازرة احتلت مكانتها المرموقة بين أمم العالم، بما تتمتع به من أمن وعز وسعادة ورخاء.
لقد تم ذلك بتوفيق من الله سبحانه وتعالى وله الفضل ثم بتضافر جهود العاملين بجد وإخلاص، لرفعة شأن البلاد وإعزاز الأمة، فعهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد أيده الله برعايته وتوفيقه، وسدد مساعيه للخير والصلاح يعد امتداداً لما سبقه من العهود الأربعة، ومكملاً لما تحقق للبلاد خلالها من تقدم، وهو في الوقت نفسه عهد استقرار وتطلع، واستشراف عام للمستقبل، وعمل دائب لمواصلة العمل النافع للاستزادة مما يعود للأمة بالعز والسعادة، والخير الشامل.
ولقد أفسح وفقه الله المجال لكل عامل مخلص للقيام بواجبه في هذا السبيل، بدءاً من إخوانه وعلى رأسهم ولي عهده المحبوب، ومن وزراء الدولة وموجهي سير أمورها العامة، ومن مثقفي الأمة وأبنائها وفق قواعد وأنظمة روعي فيها تحقيق المصالح ورعايتها وصيانتها، بأولئك النخبة الممتازة من أبناء الأمة ممن نال من العلوم والمعارف على تنوعها، تنوعا يتلاءم مع حاجات المجتمع، واكتسب من الخبرة الطويلة بممارسة أعمال قيادية، وتوجيه ملك عادل مصلح، حنَّكته التجارب، بمزاولة أعمال البناء والقيام بأعباء جوانب مهمة من الحُكم خلال تلك العهود، وتولى أقدم الوزارات وأعظمها أثراً في توجيه الأمة، وإصلاح أحوالها، وهي «وزارة المعارف» إبّان إنشائها سنة 1373ه، واستمراره في مواصلة تعهدها وتوجيهها حتى بلغت ما هي عليه الآن، بما لها من الآثار العظيمة في الحياة العامة، في عالم سريع التغيير، شديد الاضطراب، لا حياة ولا بقاء فيه لأية أمةٍ من الأمم، إلا إذا تدرعت بالعلم بأوسع معانيه، وتنوع اختصاصاته، واتخذت منه أقوى عدة منه لحماية حوزتها، وأوضح منهج لسير حياتها الحاضرة، وفق ما ترسمه وتختاره من طرق الحياة، وبذلك بلغت ما هي، مما تُغبط به من رخاء، وأمن واطمئنان وتآلف وتعاون، كلها قائمة على صادق الولاء، وثابت المحبة بين أفراد هذا المجتمع وبين ولاة أمورهم.
المقال من الذكرى المئوية الميمونة لاستقرار موحد البلاد في قاعدة حكمه سنة 1319ه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved