|
| محليــات
* الرياض عبدالرحمن المصيبيح واس
رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مساء أمس حفل افتتاح ندوة «مدن المستقبل» وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات في فندق الانتركونتيننتال بالرياض والتي يشرف على تنظيمها المعهد العربي لانماء المدن ومؤسسة التراث التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز.
وبدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم.ثم القى سمو أمين مدينة الرياض كلمة رحب فيها بالأمير سلمان والحضور.وأبرز ما تحظى به مدينة الرياض من عناية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين حفظهما الله وبما تحظى به مدينة الرياض من تخطيط وتنسيق وتنفيذ من سمو أمير منطقة الرياض حفظه الله.
واعتبر سموه رعاية سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز لهذه الندوة دعما ومؤازرة لكل القائمين على ادارات المدن العربية والعاملين على النهوض بها وتطويرها شاكرا لسمو امير منطقة الرياض رعايته ودعمه الدائم متمنيا للندوة والمشاركين فيها التوفيق في بلوغ الاهداف المنشودة.عقب ذلك القى رئيس مجلس أمناء المعهد العربي لانماء المدن رئيس المعهد كلمة رحب فيها بالحضور.ولفت الى ان صاحب فكرة هذه الندوة هو سمو الأمير سلطان بن سلمان حيث اقترحها خلال ندوة «استراتيجيات التنمية الحضرية في المدن العربية» عام 1420ه.
وأشار الى ان اكثر من ثلاثمائة باحث يشاركون في الندوة منهم نخبة من العلماء والباحثين من المملكة الى جانب مشاركة ثلاثين دولة من ارجاء العالم الى جانب جامعات المملكة ومدينة الملك عبدالعزيز للتقنية ونخبة من الشركات والمنظمات.
بعد ذلك القى الامين العام لمنظمة المدن العربية عبدالعزيز العدساني كلمة تحدث فيها عن أهداف الندوة كما رفع عبدالعزيز العدساني الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة على ما تلقاه منظمة المدن العربية وجهازها العلمي المتخصص والمعهد العربي لانماء المدن من دعم وتشجيع مستمر.
بعد ذلك القى معالي الدكتور عبد الرؤوف الروابدة كلمة أشاد فيها بمدينة الرياض. ووصف الندوة بأنها ترجمة لافكار سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز وتعبير عن انجازاته في هذه المدينة الحضارية معبرا عن شكره لسموه على رعايته للندوة كما شكر سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز على جهوده وشكر المعهد العربي لانماء المدن ومؤسسة التراث على ما بذلوه من جهد لانجاح هذه الندوة.
بعد ذلك القى معالي وزير الشئون البلدية والقروية الدكتور محمد بن ابراهيم الجارالله كلمه أكد فيها أهمية الندوة كما رأى ضرورة وضع التدابير اللازمة لتلافي السلبيات الناجمة عن التطور التقني السريع وضمان ان يكون نمو المدن في المستقبل متوافقا مع المبادئ الاسلامية والحضارية لساكنيها.اثر ذلك القى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز امين عام الهيئة العليا للسياحة رئيس مؤسسة التراث رئيس اللجنة المنظمة للندوة كلمة رحب في مستهلها بسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز.
وقال سموه: لقد وعى هذا الرجل العظيم منذ توليه المسئولية اهمية استشراف المستقبل وممارسة التحديث والتطور المتوازن كجزء لا يتجزأ من عملية بناء هذه الامة المزدهرة المستقرة.. في ذات الوقت تمكن حفظه الله وبحكمة بالغة من تأكيد الثوابت العظيمة التي قام عليها اساسا هذا الوطن في جميع مراحل التحديث والتنمية الوطنية حيث تكمن معجزة التنمية السعودية.. ومن هذه الزاوية يمكننا التعرف على أحد أهم عناصر التجرية السعودية.
واوضح سموه ان المملكة التي شرفها الله بأن جعلها مهد الاسلام وارض الحرمين الشريفين قامت على مفهوم واضح وهو أن التمسك بالثوابت والقيم هو اساس ومحفز التطور وان محاكاة المستقبل لاتكون الا في اطار تلك الثوابت مرجعا سموه الفضل فيما تنعم به المملكة من نهضة شاملة في جميع المجالات الانسانية والعلمية والحضارية الى الله عزوجل ثم الى الاسس التي وضعها للمملكة العربية السعودية الحديثة المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله ثم ابناؤه البررة من بعده لقيام امة تستلهم التطورات النافعة وتوظفها في عملية بناء المستقبل في توافق تام وانصهار متوازن مع الثوابت والقيم التي يتمسك بها اهل هذه البلاد ويعتزون بها.
وابان سموه ان استشراف مدن المستقبل لابد وان يقترن بتحليل لابعاد هذا التطور من منظوره الانساني والحضاري والاخلاقي الى جانب تحليل المتغيرات التقنية وتأثيرها على المدن وسكانها في المستقبل مؤكدا سموه الحاجة الى تطوير وسائل التفكير والتحليل المستقبلي لتطوير المدن في خضم التطورات العالمية المتلاحقة.. وبيّن ان هناك عددا من القضايا التي تتطلب عنايه علمية وفكرية خاصة مستعرضا منها التشكل الاجتماعي لمدن المستقبل في اطار تزايد وسائل التبادل الثقافي والاتصال البشري وقضية النمو السكاني وارتفاع مستويات التعليم وتزايد التداخلات في آليات التنمية واتخاذ القرار وقضية التطورات المتسارعة في مجالات التقنية ومنها الاتصالات والمواصلات وقضية تزايد الاهتمام بقضايا البيئة والتنمية المستديمة وقضية تزايد الاهتمام بالهوية الثقافية والتراث العمراني وقضية تزايد الحاجة لان تكون مدن المستقبل مستقرة ومزدهرة اقتصاديا وان تساهم ايجابيا في التنمية الاقتصادية الوطنية وان يتم تأكيد الدور الرئيسي للقطاع الاهلي في تطوير مدن المستقبل اضافة الى قضية الاهتمام بالجانب الانساني لمدن المستقبل بما في ذلك العناية بتوفير اطار لنمو واستقرار الاسرة والجوانب الثقافية والاجتماعية والترفيهية والامنية.
واكد سموه اهمية النظر الى الاطار الذي يتم فيه التخطيط وتحديد توجهات المدن في المستقبل واهمية تفعيل مبدأ الشراكة المتكاملة بين جميع القطاعات والفئات من المواطنين في عمليات التخطيط والتطوير المستقبلي مشيرا سموه الى التجربة الرائدة للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض من خلال اعداد المخطط الاستراتيجي للمدينة وكذلك تجربة هذه الندوة في استيعاب اراء الاطفال والشباب من خلال مشاركتهم الفعلية في حلقات نقاش متخصصة لاستطلاع رؤاهم لمدن المستقبل.وشدد سموه على اهمية ضبط النمو المستقبلي للمدن في ظل تسارع التطورات التقنية والاقتصادية العلمية وازدياد الضغط على الموارد وارتفاع معدل الاستهلاك وذلك توافقا مع مبدأ الاستدامة والنمو المتوازن وقال سموه: نحن جزء من عالم متكامل ومنظومة عالمية ولا يمكن أن يكون التفكير والتطوير المستقبلي للمدن والمجتمعات بمعزل عن هذا المنظور لكوكبنا وعالمنا الواحد.
واكد سموه ايضا ضرورة الترابط الوثيق بين قضايا التراث ومدن المستقبل حيث عد سموه التراث جزءا لا يتجزأ من عملية التطور المستقبلي المتوازن وقال: استيعابنا للتراث الوطني بشكل صحيح ومتعمق هو الخطوة الاولى نحو تشكيل توجهاتنا المستقبلية.. وحيث نعيش في عالم التمازج الثقافي والفكري فإن العالم اليوم يحتاج الى أن نساهم نحن في تهذيب التطور المستقبلي الانساني والحضري بتراثنا العريق وقيمنا العظيمة وقدرتنا في إطار التراث والقيم والثوابت على استيعاب التطور وصنع المستقبل.
وتحدث سموه عن مؤسسة التراث مبينا انها اخذت على عاتقها الاهتمام بالتراث الوطني وتأصيله ودعم الاعمال التي تحافظ عليه وتطوره وتساهم في استمرار دوره في تشكيل الحاضر وصنع المستقبل مبينا ان المؤسسة تشارك منظمة المدن العربية في سبيل تركيز الاهتمام الفكري والمعرفي بالقضايا ذات الاهتمام المشترك ومنها هذه الندوة.. ورفع سموه الشكر والتقدير الى حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني حفظهم الله على دعمها وتقديرها لقضايا الفكر والعلم.
وعبّر سموه عن شكره لسمو امير منطقة الرياض على رعايته لحفل افتتاح الندوة واصفا سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز بانه رائد من رواد المستقبل من خلال اسهاماته في خدمة هذه البلاد واهلها بمشاركته الفعلية في عملية تنمية وبناء الدولة الحديثة ومبادرته بوضع اللبنات الاساسية لتطوير منطقة الرياض على اساس علمي محكم بتبني سموه توجهات مستقبلية رائدة تنم عن حس واع باهمية التخطيط واستشراف التطور المستقبلي.كما شكر سموه المشاركين في المؤتمر معبرا عن تقديره لمنظمة المدن العربية والمعهد العربي لانماء المدن لدورهما الرائد في خدمة المدن العربية.كما شكر جميع الجهات والمؤسسات التي دعمت الندوة.
ثم ألقى الأمير سلمان بن عبدالعزيز الكلمة التالية:
يسرني أن أكون معكم هذه الليلة لافتتاح هذا المؤتمر المهم.. مؤتمر مدن المستقبل.. وانني باسم مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني أرحب بكم في مدينتكم الرياض فهي منكم ولكم وهي تفتح أذرعها لكم حتى تكونوا فيها أهلا لا ضيوفا.
ايها الاخوة..ان هذا المؤتمر المهم هو من المؤتمرات التي يعتز الانسان بها ويسعى اليها لما لها من مردود نرجو أن يكون كما هو مأمول لمدن المستقبل.. ولا شك أن وجود هذا الصنف وهو النخبة من المختصين في هذا المؤتمر يعطي الدليل الكافي على أهميته وعلى ما نرجو منه .
ايها الاخوة..هذه المدينة التي قيل انها الآن تضم اربعة ملايين نسمة.. وهذا صحيح.. كانت في اواخر القرن التاسع عشر الميلادي واوائل القرن العشرين «الرابع عشر الهجري» تضم آلافا بل قيل انه في اواخر القرن التاسع عشر واواخر القرن الثالث عشر الهجري كان عدد السكان يتراوح بين ثمانية آلاف وبين خمسة عشر الفا في المتفائل وهذا ما ذكره المستشرقون فيما نشروه من كتب في ذلك الوقت.. ولابد من أن يطلع عليها البعض لنعرفها.. وهي الان تبلغ هذا العدد.. ان هذه المدينة كما هي مدن المملكة كلها وهذه المدينة بالذات حظيت بعناية فائقة من راعي هذه المدينة عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل والد الجميع وباني وحدتنا ونهضتنا الحديثة وكان اهتمام أبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وخادم الحرمين الشريفين اهتماما كبيرا بهذه المدينة كما هو أيضا اهتمامهم بكل مدن المملكة.
ولا شك أن المدينة الاولى عندنا هي أول بيت وضع للناس في مكة والاهتمام والحمد لله كما تعرفون وستشاهدون ان شاء الله في هذه المدينة أم المدن وأم الدنيا وأم الاسلام وأول بيت عرفه البشر وعرفه الناس كما قال الله عز وجل.. والاهتمام ايضا بمدينة رسوله صلى الله عليه وسلم وهي كما تشاهدونها وتعرفونها وهذا والحمد لله مجال اهتمام ملوك هذه البلاد من والد الجميع الملك عبدالعزيز الى هذا اليوم.ولا شك أن مؤتمركم هذا الذي يتزامن صدفة مع هذا الاحتفال الذي نحتفل فيه جميعا بمرور عشرين سنة على تولي الملك فهد وبيعته في هذه المملكة كملك لهذه البلاد هو فال خير وبركة ان شاء الله .
ايها الاخوة..لا شك أن التعمير والعمران.. لا شك أن العمل الصالح هو محفوظ لكل انسان وأنا الحقيقة أقول وبمناسبة هذه الايام مرور عشرين سنة على تولي الملك فهد وبيعته.. وان كان هذا المؤتمر في الواقع لا يعقد تحت ظل هذه المناسبة لكن الصدفة الحسنة .. فاهتمام الملك فهد في هذه المدينة منذ كان وزيرا للداخلية عام اثنين وثمانين هجري واثنين وستين ميلاديا من القرن الماضي وكانت البلديات تتبع وزارة الداخلية فمن ذلك الوقت سعى في تطوير المدن والعمل على تقدمها ثم بعد ذلك وليا للعهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وبعد ذلك ملكا وهذه المدينة وكل مدن المملكة وفي مقدمتها مكة المكرمة والمدينة المنورة تلقى كل رعاية من خادم الحرمين الشريفين ومن سمو ولي عهده الامين.
ايها الاخوة..مرة أخرى أقول لكم مرحبا بكم في بلادكم العربية الاسلامية بلاد الحرمين بلاد العرب وأقول لكم أنتم في بلدكم ولستم ضيوفا بل نحن الضيوف وأنتم رب المنزل.
بعد ذلك سلم سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز الدروع التقديرية للجهات الداعمة للندوة .
وفي نهاية الحفل تسلم سمو امير منطقة الرياض هدية تذكارية من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أمين عام الهيئة العليا للسياحة رئيس مؤسسة التراث رئيس اللجنة المنظمة.عقب ذلك قام سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز بافتتاح المعرض المصاحب لنشاطات الندوة وعنوانه «معرض مدن المستقبل»
|
|
|
|
|