أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 14th November,2001 العدد:10639الطبعةالاولـي الاربعاء 29 ,شعبان 1422

الثقافية

عبد الله الشيخ علي الجشي
محمد عبدالرزاق القشعمي
يعتبر الاستاذ الشاعر عبدالله الشيخ علي الجشي من رواد الحركة الأدبية الحديثة في المملكة، ومن الشعراء اللامعين الذين يشار اليهم بالبنان. فالى جانب انطلاق شاعريته المبدعة فقد تولى ادارة مكتبة الرابطة الادبية بالعراق وادارة تحرير مجلة «الغري» النجفية. بالاضافة الى اهتماماته الأدبية الاخرى كبحثه الموسع والمميز حول «القرامطة» والتاريخ العام لهذا الخليج. ونشره للكثير من البحوث والدراسات في مجلته «الغري» أو مجلة «صوت البحرين» والصحف العراقية كما انه قد نشر بحثاً في العددين الأولين من جريدة «الفجر الجديد» التي اصدرها احمد يوسف الشيخ يعقوب بالدمام عام 1374ه تحت عنوان «الدمام في مدرجة التاريخ».
ولد الشاعر عبدالله بن الشيخ علي الجشي بالقطيف عام 1344ه 1926م وتلقى تعليمه الأولي في كتاتيبها ثم انتقل الى العراق حيث تلقى تعليمه بالنجف الاشرف وفيها تفتحت مواهبه وبدأ ينشر شعره بالصحف العراقية.
بعد مضي اربعة عشر عاما عاد إلى وطنه «القطيف»، حيث ساهم في الحركة الادبية وتعمقت علاقته برموزها، وبدأت صلته بعلامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر عندما كان مشرفاً على التعليم في شركة ارامكو بالظهران وقويت تلك العلاقة عند اصدار مجلة اليمامة وبعدها مجلة «العرب» وكانت صلة والده بالملك المؤسس عبدالعزيزبن عبدالرحمن آل سعود قوية، فقد بعثه والده في حدود 1365ه إلى الرياض لمقابلة الملك.
ويصف في احدى مقالاته الرياض وكيف كانت، وعن سكنه في «أم اقبيس» حيث يحل ضيوف الملك حتى يحين موعد مقابلتهم له.
وكيف زار الشيخ حمد وتكررت زياراته له عند تأسيسه لأول مطابع بالرياض ونقل مجلته «اليمامة» إليها.
يقول عنه الاستاذ عبدالرحمن العبيد في كتابه «الأدب في الخليج العربي» الصادر في دمشق عام 1377ه «عاد إلى وطنه القطيف»، حيث تزعم الحركة الأدبية فيها، وشارك في ايجاد التربة الخصبة التي ساعدت في تكوينها، وهو في شعره ابداعي من الطراز المجدد، له اسلوبه الخطابي الخاص، وتعبيراته الفنية المبدعة، اعرف له بعض المخطوطات في البحث التاريخي، وديوان شعر من نظمه لم ينشر بعد، وعنوانه «غزل».
أما المرحوم محمد سعيد المسلم فيقول عنه في كتابه الشهير «ساحل الذهب الاسود» المطبوع في بيروت عام 1962م (... تلقى تعليمه في النجف الاشرف، وفيها تفتحت مواهبه، فنظم الشعر ونشر دراسات أدبية وتاريخية في صحف العراق، وعهد إليه بتحرير مجلة «الغري»... وله قصائد جيدة في المناسبات، ومنها قصيدته التي كتبها بمناسبة الاحتفال الذي اقيم على شرف الدكتورة عائشة عبدالرحمن «بنت الشاطىء» وزملائها).
بعد عودته من العراق امتهن العمل الحر «التجاري» واعتقد انه اختص ببيع وشراء الذهب وعند تأسيس مصلحة العمل والعمال بالدمام عام 1374ه جاءه الاستاذ عبدالعزيز المعمر مدير المصلحة واقنعه بترك هذه المهنة لأهلها، وهكذا التحق بالعمل الحكومي.
تزوج متأخراً ورزق «بقطيف» و«يمامة» فحبه لوطنه يتجلى في مسيرة عطائه والتزامه بهموم هذا الوطن وناسه.
وقيل ان علاقته الحميمة بالشيخ حمد الجاسر هي التي دفعته لتسمية ابنته باسم محبوبة «الجاسر» «اليمامة».
قبل سنتين اصدر ديواني شعر: الاول «قطرة ضوء» والثاني «الحب للأرض والانسان».
وقد غنى للوطن في غربته عندما كان مهاجراً يقول فيها:
أغنية العشق
سلام على هضبات الحجاز
تشمخ كالأنسر الطائرة
....... إلخ.
وعند عودته الى الوطن يذهب الي هجر ليطل عليها من فوق قمة جبل (القارة) واذا هو يرى النخيل تنتشر مع امتداد الافق... فيقول:
سعفات هجر
تكاثري، تكاثري، ياسعفات (هجر)
تكاثري تكاثر الازهار غب المطر
.......... إلخ.
وقد وفى ووفى لصديقه المرحوم محمد سعيد المسلم فبعد وفاته جمع مع بعض اصدقائه ما قيل فيه من كلمات رثاء أو قصائد تحت عنوان (ذكرى مؤرخ وشاعر.. محمد سعيد المسلم) وصدر قبل ثلاث سنوات.
ولديوانه «الحب للأرض والإنسان» تقديم يحسن الوقوف عنده، بعد ان تردد في ايضاحه، وان يترك مجال الدراسة للقارىء ليقرر ما يراه بشأنها، ولكنه فضل أخيراً أن يوضح ان تلك القصائد نظمت في فترات متباعدة ولهذا فهي لا تخلو من التباين، وثانيا تكرار بعض الموضوعات لتعدد المناسبات وأخيراً يترك الحكم للقارىء وحده بقوله «هذا جناي وخياره فيه».
وقد عرف بنفسه على غلاف ديوانيه الأخيرين.. اللذين بين يديّ الآن.. «قطرة ضوء» و«الحب للأرض والإنسان».
1 ولد الشاعر عبدالله الشيخ علي الجشي عام 1926م من اسرة تتعاطى الأدب والفقه وتجارة اللؤلؤ ويقيم معظمها على شواطىء الخليج العربي وجزره.
2 أتم تعليمه في العشرين من عمره وتفرغ للأدب والشعر والتاريخ والصحافة وعمل في الوظائف الحكومية والتجارة أحياناً.
3 شارك في إنشاء مؤسسات تعليمية وخيرية وتجارية.
4 شارك في تحرير عدد من الصحف الخليجية والعراقية.
5 نشر الكثير من شعره وأبحاثه الأدبية والتاريخية في الصحف والمجلات العربية.
6 كتب عنه كثير من الأدباء الباحثين الخليجيين وقررت بعض قصائده في المناهج الدراسية.
7 له مؤلفات شعرية منها «الحب للأرض والانسان» و«قطرة ضوء» وملحمة «شراع على السراب» و«غزل» وغيرها.
وله مؤلفات نثرية منها «بحوث تاريخية» و«الدولة القرمطية» في البحرين «وتاريخ النفط في العالم» حتى عام 1858م.
والقطيف عندما تحتفل به وتكرمه فهو جدير بهذا الاحتفاء فقد قدم للوطن وللمجتمع الشيء الكثير، فجزاه الله خير الجزاء، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
ولعل القائمين على هذا التكريم لا يكتفون بتكريم «أبي قطيف»، فهناك الكثير ممن ضحى وقدم بإيثار وهو لا يرجو جزاء ولا شكورا.
والله الموفق..

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved