أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 14th November,2001 العدد:10639الطبعةالاولـي الاربعاء 29 ,شعبان 1422

الثقافية

ديوانا الجشي
(1) الحب للأرض والإنسان
(2) قطرات ضوء
بقلم : علي باقر العوامي
وأخيراً وبعد طول انتظار صدر للشاعر الكبير «عبدالله الشيخ علي الجشي» (أبو قطيف) ديوانان عن مطابع الرجاء الخبر، الأول في (232) صفحة والثاني في (243) صفحة.
الجشي شاعر كبير ومعروف في السعودية والخليج والعراق إن لم نقل في كل البلاد العربية فقد نشر شعره في صحف عديدة مجلات وجرائد منذ أكثر من نصف قرن، فقد نشرت له صحف العراق ولبنان والبحرين والسعودية وغيرها، قصائد عديدة، وكلها تنم عن شاعر قدير، خصب الخيال، سلس ينساب كالنهر الرقراق، عذب كقطرة مزن، ولقد كان من المفروض أن يُنشر له دواوين شعر منذ عشرات السنين بدل أن يظل شعره مبعثراً في صحف قد اندثر أكثرها، إلا أن ذلك لم يتحقق لأسباب مختلفة ليس هنا مجال مناقشتها، والمثل يقول: «لأن يجيء الخير متأخراً. خير من أن لا يجيء أبداً»، فمرحباً بالخير الذي جاءنا متأخراً، على أن ما نشر في الديوانين ليس إلا جزءا يسيرا من كمٍّ غزير، ونحن نأمل من الأستاذ الجشي وقد بدأ خطوته الأولى أن يتابع الخطى فينشر دواوين أخرى.
* * *
لقد مارس الشاعر الجشي النظم منذ كان يافعاً، ولقد احتوته أندية النجف الأدبية حيث نشأته الأولى ودراسته وهو لا يزال في بواكير شبابه، حينما وجدته شاعراً مجيداً، فقصيدته التي قالها في تكريم الشاعر الكبير «محمد مهدي الجواهري»(1) تنم عن شاعر متمكن، والنجف وهي مركز علمي وثقافي وأدبي وتضم شعراء كباراً لا يمكن أن تقبل في عضوية أنديتها الأدبية شخصاً ما لم يكن ذا كفاءة عالية إن في الشعر أو في الأدب والثقافة، ولقد ضمت تلك الأندية الجشي ابن العشرين عاماً ووقف بينهم يطاولهم ويجاريهم، وينظم شعراً لا يقل جودة عنهم، وما ذلك إلا دليل على قدرة شاعرنا وخصوبته الشعرية المبكرة.
ولقد ظل الجشي حينما كان في النجف يتفاعل مع أحداثها، وينظم قصائده الطوال في مناسباتها المختلفة، فرثى زعماءها وعلماءها(2)، وكان لقصائده أصداء جيدة في محافل العراق الأدبية، كما شارك في الاحتفالات التي تقيمها أندية النجف الأدبية تكريماً للشخصيات الأدبية التي تزور النجف(3).
وحينما عاد لوطنه عام 1367ه 1948م ظل يتابع نشر شعره في بعض صحف لبنان الألواح والعرفان والبحرين صوت البحرين وفي مجلة «العرب» للشيخ حمد الجاسر، وغيرها، وحتى الآن وقد تجاوز السبعين من عمره أمد الله في عمره لا يزال ذلك الشاعر الخصب المعطاء، فقصائده التي نظمها بعد عودته من هجرته الثانية للعراق(4) لا تقل جودة عن قصائده التي نظمها في فترة شبابه، وبعد نضجه في منتصف عمره.
* * *
والجشي مليء بالأحاسيس والعواطف الإنسانية وحبه للوطن العربي عامة ووطنه السعودية وليس مسقط رأسه القطيف فقط بصورة خاصة، وهو حينما سمى أحد ديوانيه «الحب للأرض والإنسان» كان يعبر عن هذه العواطف والأحاسيس، ولعل الأبيات التي نظمها عام 1946م وهو لا يزال في النجف مخاطباً ممثلي الدول التي اجتمعت في سان فرنسيسكو بالولايات المتحدة لوضع ميثاق الأمم المتحدة ومجلس الأمن خير دليل على قوة الأحاسيس الإنسانية لديه، لقد قال مخاطباً المجتمعين،


حذاركم فالأمر يدعو إلى الحذر
ومهلاً ففي تقريركم ربقة البشر
حذاركم فالحرب غلطة ساعة
ومن غلط الإنسان ما ليس يُغتفَر

كما أن تسميته ابنه «قطيف» وابنته «يمامة» دليل على عمق حبه لوطنه السعودية بكل مواقعه وبلدانه، وما قصائده «بين اليمامتين» و«دارين المسك» و«مدرجة الرسالات» وغيرها من قصائد أخرى(5) إلا مثل حي على عمق هذه المشاعر والأحاسيس الوطنية لدى الشاعر الجشي.
لا أريد أن أطيل على القراء، فما أردت سوى التعريف بهذين الديوانين وإلفات نظر مَن لم يعرف عنهما.
بقي أن أشير إلى بعض الملاحظات:
أ لقد جاء في قصيدة بعنوان «البحار» في ديوان «الحب للأرض والإنسان» ص (14) قوله:


قيل عنكن مثلما قيل عنا
خبر صادق وآخر زور

هل نظر الجشي لقول «البهاء زهير»؟
لقد قيل لنا عنكم
كما قيل لكم عنا(6)
ب جاء في قطعة بعنوان «قدري» في نفس الديوان ص (28) قوله:


لا تعتبن فإن عنف العتب بالإصرار يغري
لقد نظر الجشي إلى بيت أبي نواس المشهور

«دع عنك لومي فإن اللوم إغراء»
ج جاء في ص (29) من نفس الديوان (وكسا الجمالَ رباك فهي مناظر) وقد وُضِعت فتحة على آخر كلمة «الجَمال»، والصحيح أن توضع ضمة لأنها فاعل «كسا» إذ لا يمكن أن تكون كلمة «رباك» هي الفاعل، لأن الجمال هو الذي كسا الربا.
د جاء في ص (63) من نفس الديوان (كان كلٍّ منا قطاف ربيع) وقد وضعت كسرتان على كلمة «كل»، والصحيح أن توضع ضمتان لأنها اسم كان.
وبعد فقد يلاحظ القارئ أني لم أتحدث إلا عن الديوان الأول «الحب للأرض والإنسان» ولم يرد ذكر للديوان الثاني «قطرات ضوء»، والسبب هو أن الديوان الأول جمع فيه الجشي مختارات من شعره امتدت لفترة تزيد على نصف قرن، في حين أن «قطرات ضوء» ليس سوى رباعيات قالها في مناسبات وأوقات مختلفة، وهي مجموعة خواطر وأحاسيس كما قال هو عنه .
وختاماً مرة أخرى مرحباً بهذين الديوانين، ونحن بانتظار دواوين أخرى.
الهوامش :
(1) ديوان الحب للأرض والإنسان ص (80)
(2) ومنهم جعفر أبو التمن الذي توفي في منتصف الأربعينات ميلادية، والتمن في لغة العراقيين الدارجة: هو الرز، وتوفي السيد أبو الحسن في عام 1362ه 1943م.
(3) راجع ديوان الحب للأرض والإنسان ص (137).
(4) الجشي أقام في العراق فترتين: الأولى سافر وهو طفل صغير مع والده الشيخ علي الجشي حينما سافر للنجف لدراسة العلوم الدينية، وفي النجف درس وتعلم، واتصل بأدباء النجف وشعرائها، ونشر وكتب في صحفها، وقد عاد مع والده لبلده عام 1367ه 1948م والفترة الثانية كانت عام 1389ه 1979م وأقام في بغداد، وقد عاد لوطنه عام 1413ه 1993م.
(5) راجع ديوان الحب للأرض والإنسان الصفحات (56) و(128) و(153).
(6) ديوان البهاء زهير: ص (340) طبع دار صادر بيروت عام 1400ه 1980م.

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved