أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 14th November,2001 العدد:10639الطبعةالاولـي الاربعاء 29 ,شعبان 1422

محليــات

لما هو آت
هي... في معيَّة الإنجاز (2)
د. خيرية إبراهيم السقاف
لئن كانت المرأة ذات عقل، وحصافة...، وفكر...
فإنَّ مجتمعاً كان ينظر إليها بوصفها العنصر الثاني الذي لا يسمح له أن يطلَّ بصوته إلاَّ في خفوت من وراء حاجز، لا يعيرها أدنى تمييز، بل عند ذكرها يردد «أعزكم الله»، وهي عنده «يا هو» أو «يا هيش»، أو يناديها باسم ابنها البكر، وإن عرف اسمها ظُنَّ به الظنون، يتحوَّل هذا المجتمع إلى الوعي الذي يتطلبه الدين، ويوجِّه إليه الإسلام...
فهذه أم المؤمنين خديجة الصدِّيقة الصَّادقة المصدِّقة برسول الله، التي هي أوَّل من لجأ إليها، ومنحها خبر السماء الذي جاءه به جبريل عليه السلام، لا يستنكف رسول الهدى عن ذكر اسمها، ولا يتردد في الحديث عن مآثرها، ولا يأبه أن يوجّه أحب الأزواج إليه بعدها لتأكيد مكانتها، والتعبير عن حبه لها فهي أول من آزر، وأوَّل من صدَّق...
وهذه صويحباتها حين كان يرحب بهن، ويستقبلهن بما يرضيهن إكراماً لها...
وتلك فاطمة من يسرّ إليها بما يبكيها، وبما يفرحها، والحميراء، وأم سلمة، والصحابيات الجليلات...
وهذا التنزيل المبارك الذي لا يخبئ قصص النساء ولا يستر أسماءهن، ويأتي بأسمائهن دون تورية ولا تبديل، فهذه مريم الصدِّيقة وصبرها، ومخاضها، والمجادلة التي اشتكت إلى الله زوجها، وكيد الغيرة التي نزلت في صدور زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وأم العزيز، وزوج عمران،... وبنات الشيخ الكبير اللائي يصدرن للرواء... فتكون إحداهن زوجا لكليم الله تعالى...
وهذا المجتمع على شيء من بقايا الجاهلية، وحرملك العثمانيين، وعصور الإحباط والشتات لكثير من القيم الصحيحة، والأعراف السليمة... يعود في عهد النور، والعلم إلى الوعي الواجب، وتقوَّم نظرته إلى المرأة، وتشذب مسالكه معها في غير اسراف مخلٍّ بضوابط الشرع، وفي غير انسلاخ عن مبادئ الدين...، هذا المجتمع لم يكن ليتحقق له هذه الصحوة الواعية، والنهضة الحكيمة لو لم يجد محفزاً ذا قرار، له حكمة العلم، وعلم الحكمة، وله بعد نظر فيما سيطرأ على مجتمع الإنسان عامة بما من شأنه حاجة هذا المجتمع إلى التعقل في كل ما يتلقاه، وفي كل ما يمارسه، ولئن كانت المدارس هي بوابات إلى صقل العقول وتشذيب السلوك فإنها المصادر لكل عنصر ينخرط في المجتَمع وقد تلقى مع الخبرة المعرفية خبرة سلوكية من شأنها تنهيض المسلك الحركي في كل ما يصدر منه قولاً كان أو فعلاً...
ولقد تحقق هذا للمرأة في عهد الفهد إذ بدأ تعليم المرأة منذ دعوة مؤسس هذه البلاد رحمه الله وأجزل له ثواب وضعه للبَنَات البناء، وسار على نهجه الملوك الذين خلفوه غفر الله لهم، ثمَّ أتمَّ، وواصل، وأكمل فهد بن عبدالعزيز... إذ في عهده لم تبق المرأة رهينة الاسم النسائي العورة، فتستخدم بدله اسماً مستعاراً حين تتحدث، أو تكتب، أو توصل صوتها إلى أية وسيلة، بل وضع اسمها الصريح، وأخذ هذا الاسم مكانه في البحث، والعمل، والإنتاج الفكري، بل في المؤتمرات، وعند التعبير عن وجهة النظر، بل فاخر الأب بابنته، والزوج بزوجه، والأخ بأخته، ولم يعد الرجل يطلق زوجه بمجرد أن يعرف صحبه اسمها...!!
المرأة ضمن الإنجاز الضخم في مسيرة حضارة هذا الوطن خلال عهد الفهد الذي مرَّت منه عشرون ناصعة مثمرة، وسوف تظل في استمرار نماء وخير وإثمار... لهي الحظية التي بلغ بها الطموح أن تتحقق هي ذاتها إنجازات على المستوى الشخصي الفردي، وعلى مستوى النَّوع، وعلى مستوى المجتمع عامة.
فهي الداعية ليس في نطاق مجتمعها الخاص، والعام بل تخطى إلى المجتمعات العالمية.
وهي الباحثة الممثلة لبلادها على مستوى المؤتمرات العلمية والفكرية والتربوية والأدبية والفنية.
وهي العضو الممثل في مختلف المجالات الاقتصادية والإعلامية والأكاديمية...
وهي لم تعد الاسم المخبوء في استحياء...
بل غدت الرمز الظاهر في إشراق...
كلُّ ذلك جزء في معية الإنجاز خلال عشرين مثمرة صنعها الفهد... ولايزال...
حفظه الله...
و... لها مزيداً من الدعاء لمزيد من الإنجاز..

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved