أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 15th November,2001 العدد:10640الطبعةالاولـي الخميس 30 ,شعبان 1422

الثقافية

الزمن المقلوب
الحذاء الضيق!!
أحمد عبدالرحمن العرفج
* فاتحة :
بكل ما في هذا اللسان العربي من طغيان ورعب، تأتي الأمثال لتمنح الإنسان مزيداً من الفوضى، وتعدد الظنون، وتشابه البقر والممرات..
توهم السيد/ إبراهيم اليازجي ذات سواد، وقال:
أبلغ الأقوال: ما إن قلَّ دلْ
آيةٌ..، أو بيتٌ شعر..، أو مثلْ!!
ونسي هذا اليازجي أن الأمثال في سياق ترتفع كاللهب، وفي سياق آخر تسقط كالمطر، فالويل لنا نعيش بين اللهب والمطر!!
وأنا هنا رطب بالأمثال، كمن يكتب رسائل الغرام والأمثال فصل في حياة العقلاء، وقصة في حياة الجهلاء، الذين يسيرون فوق (ماترك الأول للآخر شيئاً)!!
* تحرير :
نعم حفظت قول علي رضي الله عنه في تشبيه المثل: (ما رأيت نعمة موفورة إلاّ وإلى جانبها حقٌ مضيعٌ)!!
وقرأت مثلا يقول: (كونوا بسطاء كالحمام، وحكماء كالحياة)!!
ولم أنس قولهم: (إن تجهل شيئاً ليس عيباً، العيب أن تدّعي معرفة ما تجهل!!).
وأتذكر مثلاً فرنسياً يقول: (يزداد حبي لكلبي، كلما ازدادت معرفتي بالناس) لأن الغابة أفضل من المدينة!!
* طباعة:
مشاريع لفظية هذه الأمثال، تُحفظ لتقال، نحملها كمثل الحمار يحمل أسفاراً والله المستعان على ما يحملون!!
ذاك البرازيلي صرخ قائلا: (مشيك حافياً خير من سعيك في حذاء ضيق!!)
لماذا كل هذه الصناديق اللفظية.. كيف نفهم الحياة ونحن نعيش خارج سياقها؟!
إنها الأمثال يا صديقي سكاكين تبلغ العظم، ولا تصل إلى العقل..
ماذا نصنع بهذا الوعي المعطّل..
ألا نتمنى أن نكون من الجهال أحياناً
يقول الفرنسي ايبوليت تين: (هناك أربعة أنواع من البشر في هذا العالم:
العشاق...
وذوو الطموح...
والمراقبون...
والبله...، وأسعدهم جميعاً هو البله!!
ماذا أفعل بهذا الوجع العقلي، والترف الفكري.. وهذا توماس مور يقول: (التعليم يحسّن الأخيار، ويفسد الأشرار)!!
هل أصدق أن هناك فناً للمعرفة، وفناً للتعليم؟!
هل أراجع ذاكرتي، وأعاود محفوظاتي الابتدائية، خاصة
أن الإنسان ليس نهراً، ويمكنه العودة إلى الخلف
ماذا أفعل؟!
هل أتمسك بالمحفوظات لأنها جيدة، أم لأنني حفظتها وانتهيت!!؟!
هل أصدق الأشياء لأنها حقيقة، أم أصدّقها لأنها تتوافق ومنطلقاتي وقناعاتي، والمرء دائماً يصدّق ما يود تصديقه!! ناسفاً وجود الصدق والكذب!!
إنها تداعيات تكاثرت على (الزمن المقلوب).. هذا الحبر المتسول الجائع، ومعدة المتسول والجائع لا تمتلىء مطلقاً!!
هل قلت شيئا؟! لا أظن ذلك، ولكن أعرف أن من يتردد بين مقعدين في النهاية يسقط أرضاً.. والله المستعان على هذه الأمثال والأقوال والأحوال.. والأهوال!!
alarfaj2000@ayna.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved