أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 15th November,2001 العدد:10640الطبعةالاولـي الخميس 30 ,شعبان 1422

الثقافية

في ذرى الشيشان
رمز الإباء وزينة الفتيان
ذاك المجاهد في ذرى الشيشانِ
يمضي على درب الجهاد عزيمةً
مشبوبةً بدوافع الايمان
هجر الديار وأهله وصغاره
والملتقى في أجمل الأوطان
لا يعرف العيش الرغيد فزادُه
بعضُ الفتات ورشفةُ الغدران
لا يعرف النوم الهنيء فحاله
عينٌ مفتّحةٌ بكل مكان
متمنطقٌ بسلاحه وعتاده
بازٌ يجوب الأفق بالحوَمان
متحفزٌ للقا العدا ببصيرةٍ
يرميهُمُ بقذائف النيران
لا يعرف السكن المريح فمسكنٌ
بين الصخور تقدُ بالأبدان
أو خيمةٌ تشكو البِلى مثقوبةٌ
عَصْفُ الثلوج يطيح بالعمدان
أبداً على طول الزمان مسافرٌ
تفضي به الأسفارُ للأظعان
لا يستقرُّ به المقامُ لساعةٍ
من شاهقٍ ينقضُّ كالعقبان
أو صاعدٌ فوق الذُّرى بعزيمةٍ
لا تعرف التسويف بالدوران
أو خائضٌ في ليله مستنقعاً
عفن الروائح منتن الأطيان
مستسهلاً كل الصعاب لغايةٍ
علويةٍ تسمو عن الأضغان
باع الحياة وما بها من زخرفٍ
للخالق المعبود ليس لثان
هجر النعيم كزاهدٍ متعففٍ
يسعى لدحر الظلم والطغيان
لا يعرف اللهو الرخيص فهمُّه
أسمى المنى في طاعة الرحمن
يرجو لقاء الروس رغم عتادهم
وجنودهم، بل كثرة الأعوان
ملأوا الفضاء قذائفاً من قصفهم
فتفجرت في الأرض كالبركان
قد حاصروا الأبطال حين صلاتهم
وهنا محكُّ عزائم الشجعان
فتوجهوا لعدوِّهم في خطةٍ
مصحوبةٍ بالكر والروَغان
وضعوا الأكفَّ على الزناد وسدَّدوا
والله يرمي جحفل البهتان
فتسللوا إلا قليلاً منهمُ
نالوا الشهادة في رضا المنَّان
كم أثخنوا بالروس رغم جموعهم
والراجماتُ تدك بالأطنان
لكنه نصر الإله وقد أتى
في مؤتةٍ أو عصبةٍ الإيمان
هل جاهدوا إلا لنشر عقيدةٍ؟
خير العقائد منتهى الأديان
هل جاهدوا إلا ليقظة أمةٍ؟
ران السُّبات بجفنها النعسان
هل جاهدوا إلا لتبعث عِزّةٌ؟
تأبى على القطعان والحملان
هل جاهدوا إلا لكي تتحرروا
من خوفكم والذلِّ والخسران
ضاعت حضارتنا بفعل صراعنا
كم يُسحق الإخوان بالإخوان
يا مسلمون أما تعون لحالنا
ننقاد للأعداء كالقطعان
يا مسلمون أما كفانا فرقة
في الدين والآمال والأوطان
أعداؤنا رغم اختلاف ميولهم
حربٌ على الاسلام كالطوفان
يا أمةً تلهو وسيف عدوِّها
في صدرها، في القلب في، الشريان
تلهو وتلهو رغم كل جراحها
مفتونةً بالهزل والهذيان
مشغولة في غيِّها عن جِدِّها
بالطبل والتزمير والزيران
يا أمةً تسخو بكل نفيسها
للهو والتهريج والإدمان
يا أمةً تسخو بكل جهودها
للزيف والتضليل والطغيان
أما لغوث الصامدين على الحَمى
فالشحُّ والتعتيم مع خذلان
حتى الدعاء بخلتموا في بذله
للنصر والتمكين والغفران
يلقى الكماة من الطغاة مذابحاً
تزري فواجعها بكل بيان
يستنجدون من الطغاة بإخوةٍ
كالصُمِّ، كالبكمان، كالعميان
ما زلت أُوقن أن نهبَّ بثورةٍ
لله في الأقصى وفي الشيشان

«أبوقصي»
إبراهيم العبدالله التركي

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved