أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 15th November,2001 العدد:10640الطبعةالاولـي الخميس 30 ,شعبان 1422

متابعة

وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي لـ «الجزيرة »:
الجمهورية اليمنية عانت كثيراً من الإرهاب وهي تدعم جهود المجتمع الدولي لمكافحته
اليمن استجابت لرغبة الأمريكان بتأجيل محاكمة المتهمين بتفجير كول مؤقتاً
* حاوره في صنعاء عبدالمنعم الجابري:
أوضح الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمني أن العلاقات السعودية اليمنية تزداد قوة يوماً بعد يوم .. وقال إن قيادتي البلدين تعملان من اجل توحيد الموقف العربي والإسلامي في ظل الأحداث والتطورات العالمية الراهنة والتي أظهرت ان هذه العلاقات هي للأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد الوزير أبو بكر القربي في حديث ل «الجزيرة»، بأن هناك تنسيقاً دبلوماسياً وأمنياً ممتازاً بين المملكة واليمن.
كما تحدث وزير الخارجية اليمني حول المستجدات العالمية التي اعقبت هجمات ال 11 من سبتمبر الماضي ضد الولايات المتحدة والتعاون مع امريكا في مكافحة الإرهاب إضافة إلى القضية الفلسطينية وغيرها.. وذلك على النحو التالي:
* العلاقات السعودية اليمنية .. كيف ترون مسارها؟ وما هو تقييمكم للمستوى الذي وصلت إليه حالياً؟
العلاقات اليمنية السعودية تزداد قوة يوماً بعد يوم، خاصة وأن الأحداث والتطورات الأخيرة التي حدثت في العالم أظهرت أن هذه العلاقة هي لأمن واستقرار المنطقة ولمواجهة الهجمة الشرسة التي تقودها إسرائيل ضد الإسلام والعرب واستهدافها تشويه سمعتها والإضرار بالعلاقات العربية الأمريكية من هنا كانت الشفافية والتواصل في التعامل مع الأحداث حتى نفوت على أعداء الإسلام والأمة العربية فرص تمزيق الصف العربي.
لذلك كان الحرص على تبادل الرأي بين فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح واخيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وما تم من زيارات متبادلة وعلى أعلى المستويات بين المسئولين في البلدين الشقيقين يصب في هذا السياق وذلك حتى يستقيم ويتوحد الموقف العربي والإسلامي تجاه هذه الأحداث.
بداية الشراكة
* على ضوء ما يطرح حول الانتقال بعلاقات البلدين إلى مستوى الشراكة الكاملة.. في اعتقادكم إلى أي مدى يمكن القول أن الأمور تسير فعلاً نحو بلوغ هذا الهدف؟
الشراكة الكاملة هي آلية لربط العلاقة الاقتصادية بين البلدين خدمة لمصالحهما المشتركة.. وهي قضية لا تتحقق بين عشية وضحاها، وإنما بالعمل الدؤوب والقناعة من الطرفين لتحقيق هذه الشراكة.. ومع ذلك فإننا نرى على الواقع بداية تحقيق هذه الشراكة من خلال تبادل الزيارات بين الشخصيات الاقتصادية في البلدين وبداية الشروع في استثمارات مشتركة.
العلاقات السياسية
* كيف تقيمون العلاقات السياسية ومستوي التنسيق الدبلوماسي بين المملكة واليمن فيما يتعلق بالقضايا والتطورات الاقليمية؟
العلاقات السياسية ممتازة والتنسيق يتم على كافة المستويات فيما يتعلق بالقضايا الاقليمية والدولية.
استقرار البلدين
* هل هناك تنسيق دبلوماسي بالنسبة لما يخص المستجدات العالمية التي اعقبت هجمات ال 11 من سبتمبر على الولايات المتحدة وتداعياتها المختلفة؟
من المؤكد أن المستجدات على الساحة الدولية قد سرعت من التنسيق الدبلوماسي والأمني بين البلدين الشقيقين فأمن واستقرار المملكة يهمنا في اليمن بنفس القدر الذي يهمنا أمن واستقرار اليمن ولذلك فإن البلدين يتعاونان وينسقان في كل المجالات التي تضمن استقرارهما ومكافحة الارهاب.
القائمة الأمريكية
* ما الذي تم التوصل إليه بخصوص القائمة التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لليمن والمتضمنة طلب تجميد أرصدة بعض الجهات وبالذات تلك المحلات الناشطة في مجال تجارة العسل؟
لقد تعاملت اليمن مع القائمة الخاصة بالأفراد والمؤسسات التي تعتبر الولايات المتحدة ان لها علاقة بتمويل الارهاب وفقاً لقرارت مجلس الأمن وقرار مجلس الوزراء اليمني، وذلك بإحالتها إلى المصارف المالية اليمنية للتحقق من وجود هذه الحسابات ولاتخاذ الإجرادات القانونية حيالها.. مع العلم أن قرار مجلس الأمن الخاص بتجميد الأرصدة ملزم لكل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
لا يوجد دليل
* هل ثبت فعلاً أن لهذه المحلات صلة بتنظيم القاعدة أو باسامة بن لادن؟
لا.. لم يثبت ذلك، ولا يوجد حتى الآن أي دليل مادي.. ولكن التحريات مستمرة في هذا الصدد.
موقف واضح
* الحملة العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة في افغانستان كيف تنظرون إليها؟
نحن في اليمن ومنذ اليوم الأول لوقوع الهجمات الارهابية على الولايات المتحدة اعلنا إدانتنا ورفضنا لهذا العمل الإرهابي الذي اسفر عن مقتل الآلاف من الابرياء كما عبرت اليمن عن موقفها في اطار الشرعية الدولية والمجتمع الدولي واعلنت عن وضع امكانياتها للعمل والتعاون في التحري حول مرتكبي هذه الجرائم ليقدموا إلى العدالة.. فنحن أكدنا وما نزال نؤكد اننا مع الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة الارهاب ومعاقبة كل مرتكبي هذه الأعمال في حال توفرت الأدلة الكافية.. وفي ذات الوقت كان تطلعنا هو ألاّ تؤدي هذه الجهود إلى ما يمكن أن يلحق الأذى بالشعب الأفغاني الشقيق.. ونحن نأسف حقيقة لسقوط ضحايا في صفوف المدنيين ونرى انه لابد من تجنب تعريض المدنيين الذين لا ذنب لهم للأذى وعدم الإضرار بهم وبحقوقهم الإنسانية .. كما اننا نشعر بالقلق تجاه تلك الأوضاع والظروف الصعبة التي يعيشها ابناء الشعب الأفغاني..
وسبق وان قلنا انه لابد من ان تكون هناك أهداف محددة لجهود مكافحة الارهاب حتى لا يؤدي ذلك إلى ردود أفعال عكسية وإلى خلق بؤر جديدة للإرهاب والتطرف.. اضف إلى ذلك انه يجب أن يكون هناك تحديد واضح لمفهوم الارهاب بحيث لا يكون هناك خلط بين الارهاب وبين النضال المشروع للشعوب التي تسعى لنيل الحرية والاستقلال ومقاومة الاحتلال كحق كفلته المواثيق الدولية.. كما ان اليمن ترفض اية محاولة للربط بين الإسلام والارهاب .. ومعالجة الارهاب تتطلب أولا الوقوف الجاد امام اسبابه ودوافعه.
ضحية الإرهاب
* ماذا بشأن التعاون القائم بين اليمن والولايات المتحدة فيما يتعلق بمكافحة الارهاب؟ وهل هناك اشياء معينة تتعلق بأشخاص أو جهات تم التوصل إليها وترتبط بهجمات ال 11 من سبتمبر الماضي؟
هناك تعاون مع الولايات المتحدة منذ ما قبل هجمات ال 11 من سبتمبر وما نتوصل إليه من معلومات لا نتردد في اطلاع الجانب الأمريكي عليها، واليمن ملتزمة بمكافحة الإرهاب لأنها عانت كثيراً منه وتعرضت لأضرار غير عادية وكانت ضحية للإرهاب.
ونحن حريصون على تطوير علاقاتنا مع كل الدول وحريصون على التعاون مع الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب وكذلك التعاون الاقتصادي والسياسي الذي يخدم المصالح المشتركة.
قضية كول
* فيما يتعلق بقضية «كول»، ماذا تبقى فيها؟ وهل لتأجيل تقديم المتهمين فيها إلى المحاكمة علاقة بالاحداث الجارية؟
من جانبنا لم يعد هناك أي شيء بالنسبة للتحقيقات في قضية «كول»، فالتحقيقات منتهية بالنسبة للجانب اليمني، ومن المفترض وفقاً لدستور الجمهورية اليمنية وقوانينها ان يقدم المتهمون إلى المحاكمة، لكن الجانب الأمريكي طلب تأجيل المحاكمة وقد رأينا مراعاة الرغبة الأمريكية من منظور أنها قد تكون مستندة على معلومات أو خيوط تربط بين حادثة «كول»، في اليمن بجهات أخرى.. لأنه كلما كان هناك تحر أدق عن الحقيقة كان افضل.. وبالتالي فاليمن ومع التطورات الأخيرة قبلت تأجيل محاكمة المتهمين في قضية «كول»، مؤقتاً لنرى ما الذي يمكن أن تصل إليه التحقيقات التي يجريها الجانب الأمريكي.
لا توجد علاقة
* هل هناك مؤشرات عن وجود علاقة بين قضية «كول»، وهجمات ال 11 من سبتمبر؟
حتى الآن لا توجد لدينا اية ادلة مادية تثبت ان ثمة علاقة بين المسئولين عن تفجير المدمرة «كول»، وبين المسئولين عن الهجمات التي تعرضت لها واشنطن ونيويورك، وان كانت بعض المؤشرات توحي بتقارب في اسلوب تنفيذ الهجمات.
تعاون لا يمس بالسيادة
* التعاون مع الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب .. هل يمكن ان يصل إلى حد ما تطرحه بعض وسائل الإعلام وهو السماح بإقامة قاعدة عسكرية أمريكية .. كما تطلب واشنطن؟
كما سبق وقلت نحن حريصون على تطوير علاقاتنا مع الولايات المتحدة وغيرها من بلدان العالم على اساس المصالح المشتركة ولكن مع مراعاة ألاّ يكون في ذلك أي انتقاص أو مساس بالسيادة اليمنية وبدستور وقوانين اليمن النافذة.. والرئيس علي عبدالله صالح اكد مؤخرا ان الولايات المتحدة لم تطلب إقامة قواعد عسكرية في اليمن.. واليمن أولاً وأخيراً لم ولن تسمح مطلقاً بأي وجود لقوات عسكرية اجنبية على اراضيها.
أهمية خاصة
* الرئيس علي عبدالله صالح سيقوم قريباً بزيادة إلى أمريكا.. كيف تنظرون إلى هذه الزيارة؟
لا شك أن لهذه الزيارة أهميتها الخاصة على صعيد تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير مجالات التعاون بين البلدين سواء التعاون الأمني ومكافحة الارهاب أو التعاون الاقتصادي والسياسي.. وسوف تتركز المباحثات التي سيجريها الاخ رئيس الجمهورية مع الرئيس بوش وباقي المسئولين الامريكيين حول هذه الجوانب اضافة إلى ما يتعلق بامكانية زيادة الدعم وكذا زيادة حجم الاستثمارات الامريكية في اليمن.
وستكون القضية الفلسطينية أيضاً من الموضوعات المهمة التي ستشملها المباحثات حيث سيدعو الولايات المتحدة إلى ممارسة مزيد من الضغط على إسرائيل من أجل وقف عدوانها وممارساتها الارهابية ضد ابناء الشعب الفلسطيني والالتزام بقرارات الشرعية الدولية ليتحقق السلام العادل والشامل في المنطقة باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.. خاصة وان الولايات المتحدة الأمريكية قد اعلنت مؤخراً عن تأييدها لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
جرائم إسرائيلية
* فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية .. يلاحظ انه وفي الوقت الذي تشن فيه الولايات المتحدة حرباً قوية ضد ما تسميه بالارهاب في افغانستان في الوقت الذي تصاعدت حدة الأعمال القمعية والقتل والاغتيالات التي يتعرض لها ابناء الشعب الفلسطيني .. كيف تفسرون ذلك؟ ثم كيف تنظرون إلى ما أعلنته أمريكا وكذلك بريطانيا لاقامة دولة فلسطينية مستقلة؟
أولاً فيما يتعلق بالاوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة نحن في الجمهورية اليمنية عبرنا ونعبر عن إدانتنا واستنكارنا ورفضنا المطلق للجرائم البشعة وللمجازر والإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني في حق ابناء الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يسعى لاسترداد حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني الفلسطيني .. وما تقوم به قوات الاحتلال الصهيوني من أعمال وممارسات إجرامية انما يعكس تعنت الحكومة الإسرائيلية وإصرارها على الاستمرار في ارتكاب جرائمها وفي تحديها الواضح للمجتمع الدولي ودعواتها المتكررة بوقف اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني .. لكن الثابت هو أن إسرائيل لم تبد أي احترام أو تجاوب مع المجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية وكذلك الاتفاقيات التي وقعت عليها..
وكل ما يجري يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية لا ترغب في تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة.
وبالنسبة للمستجدات الراهنة فإن اليمن سبق وحذرت من أن الحكومة الإسرائيلية سوف تستغل الظروف والاوضاع العالمية الحالية لتنفيذ مخططات إجرامية ضد الفلسطينيين .. ولا شك ان استمرار التصعيد الإسرائيلي سيلقي بالمنطقة كلها في دوامة العنف وسيقود إلى مخاطر كثيرة وعواقب وخيمة على الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.
أما بشأن الموقف الأمريكي الأخير والمتمثل باعلان الرئيس بوش عن وجود رؤية لدى الولايات المتحدة تتضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة، فنحن رحبنا بهذا الإعلان الذي يعد المدخل الصحيح لإحلال السلام الشامل والعادل في المنطقة .. وبالتالي فإننا نتطلع بأن يترجم إعلان الرئيس الأمريكي على ارض الواقع العملي كحقيقة تتجسد في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفي اقرب وقت ممكن لأن ذلك يعد السبيل الوحيد للوصول إلى السلام والاستقرار المنشود في كل المنطقة وحتى في العالم ايضاً سيكون لذلك انعكاس ايجابي طيب على كثير من الأوضاع ومنها الامن والاستقرار والسلام.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved