أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 15th November,2001 العدد:10640الطبعةالاولـي الخميس 30 ,شعبان 1422

متابعة

في ندوة بالقاهرةالدكتور يورج هايدر رئيس حزب الأحرار النمساوي:
على الدول الأوروبية القيام بدور لحل أزمة الشرق الأوسط
* القاهرة مكتب الجزيرة
محيي الدين سعيد:
طالب الدكتور يورج هايدر مؤسس ورئيس حزب الاحرار النمساوي الدول الأوروبية بالقيام بدور ايجابي في حل مشكلة الشرق الأوسط وذلك للمساهمة في حل مشكلة الارهاب في العالم وقال: علينا ان نعلم أنه يجب أن نحقق العدالة في حل بعض المشكلات في العالم حتى لا نعطي الارهاب ناراً جديدة مؤكداً رفض الربط بين الاسلام والارهاب.
جاء ذلك في لقاء هايدر برابطة محرري الشؤون الخارجية بنقابة الصحفيين المصريين الذي حضره واداره الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب.
كاد هايدر يتسبب في ازمة حادة مع الحضور باللقاء حين قال ان جذور الارهاب توجد في فلسطين وان الشعب الفلسطيني لم يعط حقوقه المشروعة وهذا الوضع عديم الأمل بالنسبة للفلسطينيين ممكن أن يؤدي لقيام بعضهم بعمليات ارهابية، وقد أدت هذه الكلمات إلى انفعال الحضور بالقاعة معتبرين أن هايدر يخلط بين الارهاب واعمال المقاومة المشروعة، ورد الدكتور الفقي منفعلا وقال ان ما يقوله هايدر كلام خطير وان الخلط بين الارهاب والكفاح الوطني أمر غير قابل للمغالطة والتعمية.
واكد الفقي أن اسرائيل هي التي تمارس الارهاب وأن الفلسطينيين يقومون باعمال مقاومة مشروعة يحميها القانون الدولي وقال الفقي ان من حق كل بلد تم احتلاله ان يمارس شعبه كل انواع الرفض والمقاومة المسلحة وليس ذلك إرهابا على الاطلاق.
وعاد هايدر للتأكيد على أن من حق كل انسان داخل حدود وطنه ان يدافع عن هذه الحدود حتى بقوة السلاح مشيراً إلى أن بعض المنظمات اليهودية تعاديه في النمسا وأن ذلك ربما يرجع لموقفه المساند للقضية الفلسطينية وطلبه الدائم بحصول الفلسطينيين على وطن وحقوق متساوية.
وقال هايدر انه يرى حلا واضح المعالم للقضية الفلسطينية مشيرا إلى أن الفلسطينيين لهم طلبات صغيرة تتلخص في الحصول على 25% من وطنهم لانشاء دولة عليها وأن هذا الطلب يجب قبوله بشكل واضح.
وحول رؤيته للعالم الاسلامي بعد أحداث 11 سبتمبر والصاق تهمة الارهاب بالمسلمين قال هايدر انه لا يوجد اختلاف في تصوره عن العالم الاسلامي قبل أو بعد 11 سبتمبر وان الارهاب ليس له دين أو وطن وأكد أنه من الخطورة استغلال احداث 11 سبتمبر لعمل صراع بين الحضارات، واضاف أن هناك الغازاً عديدة في احداث 11 سبتمبر وربما يتم حلها ومنها اسباب هذه الاحداث ومن الفاعل لها وقال يجب علينا أن نفكر فيمن لديه المنفعة ومن سيستفيد من وضع العالم الاسلامي كله في موقف المتهم في هذه الاحداث.
وقال يجب علينا جميعا الاتحاد وعدم اعطاء الآخرين الفرصة لتحويل هذا الصراع إلى صراع الحضارات ويجب العمل على صنع السلام في المناطق التي ليس بها سلام في العالم من أجل تجنب مثل هذه الأعمال.
وحول موقفه من قتل المدنيين في افغانستان والاتجاه لتوسيع الحرب لتشمل دولا عربية واسلامية اخرى قال هايدر لا يوجد في العالم أي حق لقتل المدنيين من أجل الحصول على نصر عسكري مبديا اسفه لان احتمال توسيع الحرب قائم واكد أنه شيء خطير أن يتم توسيع هذه الحرب بهذا الشكل وحول مواقفه المعروفة والتي يطالب فيها بطرد جميع المهاجرين من النمسا قال هايدر ان النمسا بلد صغير وتعداده يبلغ 8 ملايين نسمة ولذلك فانهم في النمسا لديهم الرغبة في وضع حدود للهجرة الى النمسا وانه وحزبه ينادون دائما بوجود قوانين واضحة لهجرة الاجانب مشيراً إلى أنهم يرغبون في تقليل الهجرة غير القانونية إلى النمسا مشيراً إلى أن الاجانب الذين يذهبون للنمسا بصورة شرعية يتمتعون بحماية الدولة والشعب بصورة كاملة.
وحول تناقض الغرب في التعامل مع النمسا وفرض مقاطعة بعد فوز حزب الاحرار في الانتخابات قال هايدر ان العالم الغربي لا يخلو من الاخطاء وان الاتحاد الأوروبي حاول التأثير بشكل سلبي على حدث ديقراطي في النمسا لكنه لم ينجح في فرض رأيه على الحكومة النمساوية وحول موقفه في امكانية اشتراك بلاده في حلف الناتو بشكله الحالي قال هايدر اننا نهدف إلى الاشتراك في حلف دفاعي وان اشتراك بلاده في الناتو يستوجب عمل استفتاء عام وادخال تغيير دستورى بشأن الحيادية الدائمة لبلاده.
وحول المكاسب التي تحققها الاحزاب اليمينية في أوروبا قال هايدر ان هذه الاحزاب تكسب لانها محبوبة من الناس وتوقع أنها ستحقق نجاحات مؤكدة في المستقبل لأنها تسعى إلى تحقيق سياسات معينة تجد القبول من الشعوب الأوروبية.
وعن امكانية قيام بلاده بدور الوسيط النزيه لمنع نشوب صراع الحضارات قال هايدر اننا يجب أن نتكلم جميعا عن احداث 11 سبتمبر وأن نتجنب نظرية حرب الحضارات مشيرا إلى أن النمسا تسعى لتحقيق مبدأ التسامح الديني ولن تشارك فيما يسمى صراع الحضارات وأنهم يرفضون تماماً الربط بين الاسلام والارهاب.
وعاد هايدر للتأكيد على أنه يجب أن نوضح لاسرائيل أنها موجودة على أرض محتلة وأن هذا الاحتلال يجب ألا يدوم.
من جانبه أكد الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب أن هناك تياراً يتنامى في أوروبا يدعو لتنظيم الهجرة الاجنبية واعادة النظر في الموجود غير الشرعي لبعض الاجانب وأن هذا الامر موجود في العقل الأوروبي الرسمي وليس لدى هايدر أو النمسا وحدها.
ووصف الفقي ذلك بأنه دليل على التناقض في التعامل مع العولمة والتي تدعو لحرية انتقال كل شيء من السلع والخدمات والافكار ولكنها لم تتحدث ابدا عن حرية انتقال الافراد.
واكد الفقي مجدداً ان المقاومة المشروعة تنطلق من ارضية الشرعية الدولية وانها رد فعل في حين ان الارهاب يتصرف بشكل عشوائي.
وانتقد ما وصفه بازدواج المعايير لدى الغرب ليس في السياسة فقط ولكن في الفكر ايضا، مشيرا إلى أن الغرب يتحدث عن الحرية والديمقراطية وحينما يتجه إليه شعب آخر ينتقد، وقال ان الغرب يصدر كل شيء ويفسره وفقاً لما يريده في ظروف معينة.
واعتبر الفقي أن هايدر قال ليلة أمس كلاما اشرف بكثير مما يقوله بعض الغرب عن القضية الفلسطينية.
كان هايدر قد استقبل ببيان من الصحفيين الاشتراكيين يصفه بالفاشي ويدعو لطرده من النقابة، واشار البيان إلى ما وصفه بالتاريخ الاسود لهايدر في التحريض ضد المهاجرين إلى أوروبا وبينهم العرب والمسلمون ومطالبته بطردهم وتطهير أوروبا منهم.
ورأى البيان أن المعاملة التي تليق به هي نفس المعاملة التي يستحقها الارهابي شارون أو زئيفى وغيرهما من عتاة الارهابيين وقال ان الفاشيين والصهاينة لا يختلفون كثيرا في عدائهم للعرب وفي وحشية جرائمهم وان كانوا يختلفون الان فيما يحوزونه من قوة.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved