أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 15th November,2001 العدد:10640الطبعةالاولـي الخميس 30 ,شعبان 1422

محليــات

مركز الملك فهد العالمي للترجمة
د. حمد بن محمد الفريان
من المسلم به أن الوسائل تشرف بشرف الغايات، ومعلوم أن العلم من أَجَلِّ الصفات وأعلاها وأكمل الفضائل وأغلاها، وهذه حقيقة تؤكدها الدلائل وتثبتها البراهين. ومما لاشك فيه ان موافقة خادم الحرمين الشريفين أيده الله على إنشاء مركز للترجمة يسمى (مركز الملك فهد العالمي للترجمة) تعكس مدى الفهم العميق لحاجة الأمة العربية والإسلامية لتوطين العلوم والمعارف وهو شأن تتطلبه المرحلة الحالية والمراحل القادمة، ومعلوم أنه هدف سام واستراتيجي تسعى الأمم لتحقيقه، ومن المعلوم ان توطين العلوم والتقنية لا يتيسر إلا بترجمة تلك العلوم وتلك المعارف الى اللغة التي يكون بمقدور المجتمع فهمها واستيعابها، وقد اثبتت البحوث والدراسات ان من يتعلم علوم التقنية بغير لغته الأم أضعف ممن يتلقاها بلغته الأم، فاللسان الآخر حجر عثرة في سبيل هضم العلوم واتقانها ومن ثم الإبداع فيها، وقد تأكد لدى أمم العالم ان الترجمة طريقة مثلى لنقل العلوم والمعارف.
هذا من وجه ومن وجه آخر فإن اللغة العربية حينما تنقل إليها العلوم النافعة فمن شأن ذلك إثراء اللغة العربية ذاتها وبث الحيوية فيها وإغناؤها وهو مطلب مهم للغاية، ويبدو للوهلة الأولى ان هذا الهدف مأخوذ في الاعتبار حيث جاء في كلمة صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن فهد وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء الإشارة إلى الهدف من إنشاء هذا المركز وهو ان تواكب لغتنا التطور العلمي وتجاري الحدث وقت وقوعه ويكون المركز فريداً من نوعه في ترجمة جميع الكتب العلمية والأدبية والإنسانية سواء القديم منها والحديث وكذلك ترجمة الدوريات والمجلات المتخصصة في كل فروع العلم، وكذلك تعريب الانترنت، وبرامج الكمبيوتر كأبرز مركز ترجمة في العالم اجمع يتميز في سرعة الإنجاز ودقة الترجمة وضخامة الانتاج ووفرة المترجمين المختصين في مجالها.
ويهدف هذا المركز الى: توفير مكتبة علمية عربية في علوم الطب والهندسة والاتصالات والتكنولوجيا وغيرها لتكون في متناول الطالب والعالم والباحث والخبير. وكذلك نقل العلوم الإسلامية والعربية الى لغات الأمم الاخرى عملا بمسؤوليتنا بصفتنا أمة ذات رسالة عالمية إنسانية، كما يقوم المركز بترجمة المصطلحات والمعاجم والموسوعات المتخصصة إلى اللغة العربية ومتابعة ما يستجد منها ومن ثم إنشاء بنك للمصطلحات، وتأسيس لغة علمية عربية تستند على المصطلحات المعربة وعلى المفاهيم العلمية بشروطها المعتبرة، وتيسير سبل البحث وإثراء اللغة العربية بمصطلحات جديدة، ونشر العلوم، وجعل تعلم العلوم المعاصرة في متناول جميع الناطقين باللغة العربية وغير ذلك من الاهداف العلمية.
ومن خلال ذلك وافق خادم الحرمين الشريفين حفظه الله على تخصيص جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز العالمية، وهي جائزة تهدف الى العناية بالعلوم العربية والإسلامية وتقدير جهود العلماء المبدعين وتكريم الشخصيات والمؤسسات التي تسهم في مجالات خدمة السلام العالمي، ولهذه الجائزة مجالات عدة فمجالها العام لخدمة السلام والعمل الانساني ومجالاتها المتخصصة لخدمة الاسلام واللغة العربية والعلوم التطبيقية والعلوم الطبية والعلوم الاجتماعية ولمن يحقق إنجازا متميزا في البحث العلمي من طلاب الدراسات العليا ومنحاً دراسية لأبناء المسلمين الموهوبين.
هذه المنجزات الكبيرة الهادفة ذات الاثر العميق في حاضر الامة ومستقبلها تأتي في سياق منجزات عظيمة الأثر والجدوى قد تحققت على يدي خادم الحرمين الشريفين وتحت رعاية واهتمام يأتي في مقدمتها عمارة الحرمين الشريفين وطباعة المصحف الشريف وتأسيس الجامعات والمعاهد المتخصصة ونشر المدارس بمختلف مراحل التعليم للبنين والبنات في المدن والقرى والأرياف من أقصى المملكة الى اقصاها وفي جميع الجهات حاضرة وبادية، وفتح الطرق وتعبيدها، واختراق الجبال بالعقبات والانفاق وتوفير نعمة الماء للمدن والقرى صالحة وصحية من أعماق الأرض او بواسطة تحلية مياه البحار رغم تكاليفها الباهظة وإيصالها إلى مدن كان من المتعذر ايصالها إليها لبعد المسافة او لارتفاع المدينة كما هو الحال في محافظة الطائف ومحافظة عسير وغيرها. حيث بلغت محطات التحلية عددا يندر وجوده في أية دولة أخرى.
اضافة الى السدود المنتشرة في أودية المملكة ولا يغرب عن الذهن المدن الصناعية الكبرى في الجبيل وينبع وغيرها من المنجزات التاريخية العملاقة نقول ان مركز الملك فهد العالمي للترجمة يأتي ضمن منظومة من المنجزات الحضارية المتميزة معنى ومبنى حيث تتفاعل ايجابيا مع الحقائق العلمية بعد دراسة وإمعان نظر ومن ثم الشروع في تحقيق الهدف بإيمان وقوة وبصيرة وبعد نظر. ولقد نجحت المملكة العربية السعودية في الجمع بين الثوابت الإسلامية الأصيلة والانفتاح على العالم والاستفادة من معطيات الحضارة الحديثة، ويوصي المخلصون بإبراز تجربة المملكة في هذا المجال للشعوب العربية والاسلامية للاستفادة منها في المحافظة على الثوابت والانفتاح المتعقل المدروس. إذ هي تطبق الشريعة الاسلامية بنجاح وتسن الأنظمة المستوحاة من الشريعة الإسلامية وتحافظ على اللغة العربية وتطور مؤسساتها بحكمة وعقلانية، وتنهج النهج الحكيم والأسلوب الرصين في الدبلوماسية السعودية في العلاقات الإقليمية والدولية وتعتمد أسلوب التروي والاعتدال في تحديد المواقف واتخاذ القرارات، وتعنى بالتخطيط بمختلف أنواعه. ويقدر للمملكة سياستها النفطية المعتدلة وما اشير اليه ما هو إلا لضرب المثل ولا يقصد منه الحصر بحال من الاحوال.
وختاماً نسأل الله القدير ان يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها وأن يزيد ولاة أمرها توفيقا وسدادا.


نبني كما كانت أوائلنا
تبني ونصنع فوق ما صنعوا


أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved