أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 15th November,2001 العدد:10640الطبعةالاولـي الخميس 30 ,شعبان 1422

عزيزتـي الجزيرة

وداعاً والدي
إن القلب ليحزن على فراق قريب وإن العين لتدمع على وداع حبيب ولكن ما عساها فاعلة أتظل تنوح حتى تنفطر من الحزن والأسى أم أنها تصبر حتى يعوضها الله خيراً إن شاء الله.
إن رحيلك يا والدي كان له الأثر العظيم في نفسي بل على العائلة بأكملها لأنك يا والدي كنت الأب الحنون والأخ النصوح والصديق الوفي.
والدي إن ما في البيت« فذلك رحمك الله» يذكرنا بك كلما ولجنا وخرجنا.
والدي إن ما في صفاتك الجليلة ستظل موجودة فينا في هدوئك وحسن تعاملك مع الآخرين وأمانتك ووفائك وحرصك في عملك الشخصي والرسمي وتحملك المسؤوليات منذ كنت صغيراً حيث كان والدك «رحمه الله» يزرع فيك ذلك لانشغاله مع الجيش السعودي بقيادة والد الجميع الملك عبدالعزيز «رحمه الله» في فتح جدة لتوحيد الدولة السعودية وأنت تتحمل مشقة بيت كبير يقطنه كماً من الأولاد والبنات.
ولم تقتصر على ذلك بل سعيت ونهجت نهج أبيك من بعده حيث عملت سائقا منذ عام 1360ه في منزل سمو الأمير سعد بن فهد «رحمه الله» والأميرة الجوهرة بنت فيصل حفظها الله والدة الجميع وأولادها صاحب السمو الأمير خالد بن سعد بن فهد حفظه الله وسمو الأمير الراحل عبدالله بن سعد بن فهد ما بين الرياض والحجاز.
حتى استقللت في عملك الشخصي كسائق تعبر الطرق ما بين الرياض والقصيم والحجاز والشرقية منذ عام 1379ه وفيه تخدم في مجالات المواصلات في هذه الدولة العظيمة التي قامت على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود وأبنائه من بعده ذهبت يا والدي وزرعت في نفوس أبنائك الولاء لقادة هذه الدولة حفظهم الله والعمل تحت إمرتهم.
والدي أنت رحلت ولكن سوف تظل الطرق والقرى والمدن والشوارع التي مررت بها والناس التي خدمتها تذكر لطفك وحسن تعاملك وأمانتك وحرصك وتحملك للمشاق التي تكلف بها.
والدي يا ليتك رأيت مارأت عيناي يوم تشييع جنازتك حضر الناس من كل مكان وانهمرت الدموع وانهالت الاتصالات والرسائل.
ألمكانتك الاجتماعية؟ ألعلمك؟ أو لمالك؟
لا والله بل لذاتك الطيبة التي زرعت في قلوب هؤلاء الناس ولحبك لدينك ووطنك ولأهل هذه الدولة العظيمة من مشرقها إلى مغربها.
والدي رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته إنه عليٌّ عظيم.
وآخر كلامي ووداعي «إنا لله وإنا إليه راجعون».
ابن الفقيد: منصور السدرة
القصيم بريدة

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved