أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 15th November,2001 العدد:10640الطبعةالاولـي الخميس 30 ,شعبان 1422

الريـاضيـة

شهر عبادة أم «تسويق»
عبدالله الضويحي
كلما حل شهر رمضان المبارك طاف بي ركب الليالي إلى ماض ليس بالبعيد.. اتذكر حدثين ارتبطا بهذا الشهر الفضيل.
والحدثان.. ليسا الأبرز.. ولا الاميز.. في هذا الشهر الفضيل الذي كله عبر.. وكله ذكريات جميلة.. وكله مواقف خالدة.. وعظات.. على مدى تاريخ امتنا الإسلامية.. يجدر بنا ان نتوقف عند كل منها.. لكن تذكر هذين الحدثين بالذات.. ربما لارتباطهما بمرحلة معينة.. او ربطهما بمواقف معاصرة.. وربما لارتباطهما بالمتلقي والممارس لتطور العصر.. المتسارع مع ايقاع الزمن.
الأول
(يوميات أم حديجان) ذلك البرنامج التمثيلي الذي يقوم بجميع ادواره الممثل الشعبي عبدالعزيز الهزاع عبر اذاعة الرياض.. وظهر في منتصف الثمانينيات الهجرية.. واستمر فترة طويلة.. كنا تلاميذ في المرحلة الابتدائية.. تطربنا مقدمته.. وتستهوينا احداثه.. كان يمثل الدور الذي يقوم به (طاش ما طاش) في العصر الحالي من حيث اهتمام الناس والحرص على متابعته..
وقتها لم يكن هناك توسع اعلامي.. ولا برامج تلفزيونية مكثفة.. ولا حتى انتشار للتلفزيون خلال المجتمع.. ثم بدأت مسابقة رمضان الاذاعية.. ثم فيما بعد التلفزيونية...!!
كان يومنا الرمضاني يوماً عادياَ.. كسائر الأيام الأخرى.. لا يتميز إلا بالصوم وكثرة العبادة.. وقراءة القرآن.. وفي المساء تلك البرامج التي اشرت إليها.. لتدور عجلة الحياة من جديد.. دون تغير في المواقيت.. ولا ساعات الدوام المدرسية..!
الثاني
الدورات الرمضانية التي اشتهرت بها الاندية.. وذلك في التسعينيات الهجرية.. وربما بعد نهايتها ايضا..
كانت اندية الرياض الاربعة تتقاسم فيما بينها تنظيم دورات تنشيطية في الالعاب المختلفة كل حسب تفوقه في لعبة ما.. ثلاثيات السلة.. رباعيات الطائرة.. خماسيات اليد.. الخ.. وكان معهد التربية الرياضية (كلية التربية الرياضية للمعلمين) حاليا.. يتولى تنظيم سداسيات القدم في ملاعبه.. ضمن مبنى معهد العاصمة النموذجي..
كانت دورات تمثل نموذجا مثاليا للتعاون المثمر البناء.. والتآخي بين الاندية.. والجماهير الرياضية..
وكانت فرصة كبرى يقضي من خلالها الشباب وقت فراغهم..
** دارت عجلة الزمن.. وانقلبت المفاهيم وتغيرت الاهتمامات...
قنوات قضائية.. سهر.. واصبح ليل الشباب نهاراً.. ونهارهم ليلا.. إلا من رحم ربي..
اصبحت نظرة الكثيرين وللأسف الشديد لهذا الشهر الفضيل على انه (شهر تسويق!!).
واصبح التنافس بين القنوات الفضائية على اشده في تقديم ما يتنافى مع قدسية هذا الشهر الفضيل.. وروحانية هذا الشهر الكريم.. وكأن كثيرا من هذه البرامج لا تتناسب إلا مع ليالي رمضان.. ومن الطبيعي ان تستهوي هذه البرامج كثيرا من الشباب فتصرفهم عما هو أهم.
وامتد هذا التسويق.. إلى اماكن أخرى تعامل معها الشباب بصورة تجاوزت إطار المنطق والقبول.. وللأسف الشديد اصبحت علاقة هؤلاء بهذا الشهر.. وصيامه تنطلق من الدلالة اللغوية ل(الصوم) بعيداً عن المفهوم الحقيقي.. والشرعي له..!
ولم تعد الاندية.. تؤدي رسالتها في هذا الشهر كما كانت من قبل.. اسثتني طبعا بعضها ممن استشعر دوره على يد فتية آمنوا بربهم.. وادركوا مسئوليتهم..
ما اعنيه تماما.. من تلك الدورات روح الالفة والتعاون التي كانت سائدة بين الاندية..
كان لاعبو اندية الرياض يجتمعون ليلة في الشباب.. واخرى في النصر.. وثالثة في الهلال.. ورابعة في اليمامة (الرياض).. وكان الجمهور كذلك لمتابعة تلك الدورات.
لا شك ان كثافة النشاطات الرياضية الرسمية.. ودخول هذا الشهر ضمن الموسم الكروي.. له دوره في هذا.. لكن ألا يمكن التنسيق.. او تنظيم المهرجانات الرياضية والشبابية.. لمنسوبي الاندية.. وغيرهم.. واستثمار اوقات فراغ الشاب بما يعود عليهم بالفائدة.. وتحويل الاندية إلى منابر دعوة.. وصالات ترفيه.. واماكن استثمار لهذه الطاقات؟
إننا نعيش في هذا العصر وضعاً مختلفا.. ونعايش رؤى.. وايديولوجيات تتطلب تحصين الشباب.. وتنوير الطريق لهم وتوجيههم التوجيه السليم.. واحسب أن الأندية مكان خصب يمكن من خلاله اداء هذه الرسالة.. إذا ما أحسنا كيفية التعامل معها واستثمارها...
وعندما اتحدث عن الشباب.. فإنني لا اعني هنا.. شباب الأندية فقط.. كما أنني لا أخص البنين فقط.. لكن الجنس الآخر له حق.. وعلينا واجب تجاهه..
ومن هنا.. تأتي مسئولية الجهات المشرفة على التربية والتعليم في وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات والقطاعات التعليمية الأخرى.. بتنظيم برامج لمنسوبيها من التلاميذ والتلميذات.. عبر استغلال المباني المدرسية وتشغيلها في ليالي هذا الشهر الفضيل بما يعود على هؤلاء الناشئة بالفائدة.. بدلاً من تركهم اسيري التوجهات.. والبرامج المستهدفة.!!
فضحتونا
احمد المحمود.. مدير فريق الوكرة القطري ومحمد العلي مدير فريق السد فجرا مفاجأة كبرى على حد تعبير الزميلة جريدة الرياضية في خبر لمراسلها سعيد الهلال حول نفي المذكورين جملة وتفصيلاً أي مفاوضات لهم مع نادي الاتحاد السعودي بجدة حول اللاعب مروزق العتيبي وأن الاتحاد والكلام للمحمود والعلي يريد تسويق لاعبيه على حسابهم.
هذا الخبر يطرح تساؤلات هامة ويفجر قضايا أكبر اهمية.. حول جميع المفاوضات التي يقال انها تجري مع اللاعبين.. على المستوى المحلي. والتي كانت تظل حبيسة الصمت.. ومثار الجدل والنقاش.
وإذا صدق تصريح الشقيقين القطريين ولا اشك في مصداقية الخبر.. فإن هذا يعني احد امرين:
إما ان مسئولي نادي الاتحاد كانوا يرمون لأهداف معينة من خلال اطلاقهم هذه التصريحات..؟! وهو أمر يتنافى مع امانة المسئولية.. وما يجب ان تكون عليه القيادة الادارية في الاندية وتعاملها مع اللاعبين.
أو.. ان الإعلام اختلق هذا الحدث.. لأهداف معينة.. ايضا... كما اختلق غيره.. مما يطرح تساؤلاً حول بغض ما يطرح في الصحافة الرياضية ويؤثر على مصداقيتها لدى القارىء والمتلقي.
وارجو ألا يكون للطرفين علاقة مشتركة حول الموضوع.. لهدف معين.
كما آمل ايضا ألا يكون نفي الاشقاء مبني على ردود فعل معينة.
انني احترم نادي الاتحاد ومسئوليه كما احترم جميع انديتنا.. لكن ان يصل الأمر الى نشر غسيلنا خارج الحدود بعد ان تعودنا على نشره هنا.. دون رادع من ضمير.. أو قانون.. فهذا ما يطرح علامة الاستفهام وعلامات التعجب..
فالتعامل مع الآخرين.. يختلف تماماً عن التعامل فيما بيننا لأسباب ندركها جميعها واهمها وللأسف وكما اشرت غياب الرقابة.. سواء الذاتية.. أو الرسمية.
والله من وراء القصد..
raseel@L.a.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved