أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 16th November,2001 العدد:10641الطبعةالاولـي الجمعة 1 ,رمضان 1422

الاخيــرة

دوافع النوازع
رمضان
د. محمد البشر
أقبل شهر الخيرات حاملاً معه مضامينه الإنسانية الفيَّاضة بكل ما هو محمود من الخصال التي طالما احتاجها بنو البشر، وأشرق ليضيء الطريق لكل من أراد الخير ومن احتاج إليه ليكون مزيجاً متجانساً من المحبة والألفة والإيثار الذي ظل ديدنه على مر العصور والأزمان، وترقرقت نفحاته الإيمانية لتصل إلى القلوب المحتاجة إلى ذلك البلسم الشافي الذي طالما احتاجه المريض للشفاء من مرض ألمَّ به، والمؤمن الذي يبحث عن دواء يعينه على مقاومة ما قد يعترض حياته من مغريات أصبحت سهلة المنفذ متاحة المأخذ في ظل تقنيات مخيفة.
في رمضان تظهر معايير أخلاقيه وإنسانيه كانت قابعة عند البعض أو محدودة الظهور عند البعض الآخر أو تزيد ظهوراً عند الآخرين، والدافع لذلك موسم اسمه رمضان يجمع العالم المسلم قواه ليؤكد أن هناك من الأخلاق التي يحملها ذلك الدين ما يجعلها نبراساً يهتدي به الكثير من بني البشر، ويستنير به العالم في وقت هم أحوج ما يكونون إلى مظاهر مناسبته وأهدافها.
في ظل ظروف دولية جديدة، يحتاج المسلمون إلى أساليب ومناسبات تظهر للعيان ما يحمله الدين الإسلامي الحنيف من مبادىء وقيم تحمل في طياتها الخير والأمن للبشرية جمعاء، وهذا الشهر الكريم تظاهرة دينية رائعة كونه فرضاً فرض الله صيامه على المسلمين عامة، ومع هذا الفرض يمارس كل فرد هذا المشعر الإسلامي الحنيف عبادة الله تعالى ومنه نستشعر العبر، فيتم التراحم بين الناس، والامتناع عن المأكل والمشرب يجعل المؤمن يحس بمشاعر إخوانه المسلمين الذين لم تتح لهم سبل العيش الكريم، فيأخذ من ماله ما يسد رمق أخيه أو يحل ضائقته ومن خلال ذلك يكون الإخاء والتآلف فتزداد المودة. وفي هذا الشهر الكريم تحن القلوب إلى كسب المزيد من الحسنات فيتم الصفح عن المسيء والعفو عن المخطىء ، فيعم الخير الجميع.
إن العالم بأسره أصبح يعرف رمضان كشهر يحترمه المسلمون ويمتنعون فيه عن الأكل والشرب وبعض المباحات في الفطر غير أننا في حاجة إلى أن نوضح للعالم أن هذا الشهر الكريم يحمل معاني ودلالات تطهِّر النفس البشرية من بعض ما قد يشوبها من أهواء. كما أنه وقت للتأمل للخلاص من تلك الشوائب التي قد تعلق بالإنسان في مسيرته العملية وتعامله مع الآخرين.
فيه يبتعد المرء عن الكذب كما هو في شأن حياته كلها وعن اللغط، وفيه يقدم المرء ما لديه من نصح للحث على الخير والسلام حتى يسود العالم أجمع.
لقد جاء الإسلام بما فيه من خير للبشرية جمعاء وهذا الشهر الكريم أحد دلالات تلك الرسالة السماوية الخالدة، التي حملت معها العطف والمودة والرأفة والإنسانية وحب الآخرين.
إن العالم في حاجة إلى معرفة هذه القيم الحميدة، والأخلاق الفاضلة فهل نحن قادرون على إيصالها إلى العالم الذي يجهلها؟! لست أدري!!!

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved