أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 18th November,2001 العدد:10643الطبعةالاولـي الأحد 3 ,رمضان 1422

العالم اليوم

أضواء
نسيبة مشروع لذبح الحلم الفلسطيني
جاسر عبدالعزيز الجاسر
القضية الفلسطينية منذ أن فرضت نفسها كقضية مركزية لكل العرب والمسلمين وبالطبع للفلسطينيين فإنها لم يخل سجلها من مغامرين سياسيين ومنتفعين وثوريين، ومثلما أفرز اليسار الفلسطيني والعربي عدداً من الثوريين الحالمين الذين قدموا أطروحات لا يمكن تحقيقها فإن التاريخ الفلسطيني العربي قدم العديد من النماذج اليمينية المتخاذلة والتي وفرت لأعداء الأمة المبرر والمطالبة بمساحات لم تكن يُجرأ على طلبها من التنازلات.
وإذا كان الفكر اليساري الثوري يستمد أطروحاته من عمله التنظيمي ونضاله الميداني الذي يتطلب علواً في النبرة وتصعيداً في الخطاب السياسي مما يدفع اليساري إلى الغلو في أهدافه وتصعيد مطالبه فإن اليمين للأسف يسقط في وحل التنازلات حتى يصبح هو والعميل في صف واحد.
ولعل هذا ما جعل الجماهير العربية تتعاطف مع المثقفين اليساريين ومفكريهم رغم أطروحاتهم التي لا ينتظر أحد تحقيقها، وتتبرم وتتخذ موقف العداء من مفكري اليمين لأنهم يحبطون الأمة ويحرمونها حتى من الأحلام.
من هؤلاء المفكرين الذين انحدر بسرعة رهيبة نحو حفرة العمالة الدكتور سري نسيبة الذي كلفته أخيراً السلطة الفلسطينية مسؤولا عن ملف القدس.
الدكتور نسيبة الذي لم يحسن القول ولا اختيار المكان الذي قال فيه ما يمكن اعتباره كفراً سياسياً وتزداد خطورته أن يصدر ممن يحمل أمانة الحفاظ على القدس.. ولا أدري هل يثق أي فلسطيني وعربي وإسلامي بهذا المفرط. فالسيد نسيبة وفي إحدى قاعات مبنى الجامعة العبرية في تل أبيب يقول علانية إن على الفلسطينيين أن يتخلوا عن طلبهم بالعودة إلى وطنهم وأرضهم التي أبعدتهم عنها إسرائيل.
باختصار يريد أن يحرم الفلسطينيين من حلم العودة... والمؤسف أن وزيراً زميلاً لنسيبة في حكومة السلطة الفلسطينية وهو سيد أحمد عبدالرحمن أمين عام مجلس الوزراء الفلسطيني الذي قد يكون منصبه بمثابة رئيسه المباشر يرى في قول نسيبة بأنه رأيه الخاص، أي وجهة نظر خاصة بنسيبة، وهذا ما يذكر بالمرحوم صلاح خلف الذي قال قبل استشهاده لإخلاء الطريق لأمثال نسيبة وجماعته قال أبو اياد: أخشى ما أخشاه أن يأتي يوم تصبح فيه الخيانة وجهة نظر..!!
صدق أبو اياد فقد عشنا لنرى المواقف المتخاذلة التي تقود أصحابها إلى حفر العمالة .. تسمى بوجهات نظر.. وقد يأتي يوم ونجد اشخاصاً آخرين يرون في العمالة فخراً .. يعتزون به.. أوَ ليس الخطابة وإلقاء المحاضرات في الجامعة العبرية فخراً للعمالة ...؟!!
jaser@aljazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved